ثلاثون عاما ونحن نتلقى إطلالات الوجوه المبتسمة على شاشات التلفاز.. بغضب مكبوت.. وثورة كامنة فى أرواحنا.. نتلقى تأييد على طول الخط لنظام عابث.. لا فرق بين مذيع ووزير.. لا فرق بين فنان وغفير.. لا فرق بين غنى وفقير.. الكل يقول "نعم".. والجميع مؤيدون.. أين كانت "لا" آنذاك؟
لقد كانت خلف الأسوار.. داخل الكواليس.. وفى أعماق أمن الدولة.. فى تلك الأماكن كانت تكمن الثورة.. والآن بعد أن خرجت للنور.. لم تعد الوجوه المبتسمة تبتسم للظلم لم تعد "نعم" كالماء والهواء.. وخرجت "لا" من الكواليس.. وأطاحت بالأسوار.. وبين ليلة وضحاها.. أصبحت "نعم" هى المعارضة ..وأصبح أصحابها هم المعارضون.
ولكننا.. أصبحنا نرى المعارضة على التلفاز.. أصبحت "نعم" و"لا".. متلازمين.. متواجدين معا فى آن واحد.. وهذا ما شهدناه فى استفتاء التعديلات الدستورية.. لم تعد نسبة 99% هى النتيجة.. وبالرغم من تحول المؤيدين للنظام السابق أصحاب "نعم".. إلى أصحاب "لا".. بعد الثورة إلا أن الثورة أتاحت لهم المجال ليعارضوا.. وأخرجت "لا" الجديدة من الكواليس، إلى النور وشاشات التلفاز.
وأصبح أبناء الثورة أصحاب "لا " للنظام السابق هم الأغلبية نحن إذا فى عصر جديد من الحرية.. أن تقول نعم أو أن تقول لا.. تعنى أنك ذو صوت مسموع.. هو درس من دروس الثورة.
ووداعا لمونتاج المعارضين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة