"أبوظبى" تترجم كتابًا يعالج الظواهر الاجتماعية المتصلة بالدين

الثلاثاء، 10 مايو 2011 10:10 ص
"أبوظبى" تترجم كتابًا يعالج الظواهر الاجتماعية المتصلة بالدين غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث الترجمة العربية لكتاب بعنوان "علم الاجتماع الدينى..الإشكالات والسياقات"، للمؤلفين د.سابينو أكوافيفا ود.إنزو باتشى، وقام بنقله للعربية الدكتور عز الدين عناية.

ويأتى هذا الكتاب فى وقت تشهد فيه الثقافة العربية حاجة ماسة إلى هذه النوعية من المؤلفات العلمية، إذ تبقى الأعمال المنجزة فى علم الاجتماع الدينى نادرة، ناهيك عما فى مجالات أخرى قريبة يبدو الانشغال بها منعدماً معرفيّاً وأكاديميّاً.

لقد أبدى علم الاجتماع، منذ ظهوره، اهتماماً لافتاً بالدين، إذ توقّف كبار منظّرى علم الاجتماع الكلاسيكى طويلاً، متأمّلين معنى الدين ووظائفه داخل المجتمع، فقد خصّص أوغست كونت، وماكس فيبر، وإيميل دوركهايم، وغيرهم، أعمالاً بأكملها أو أجزاء من مؤلّفاتهم لموضوع الدين.

ويهدف الكتاب إلى تقديم ملخّص إجمالى للمحاور الكبرى لعلم الاجتماع الديني، كما حضرت فى طيّات الأعمال الكلاسيكية الكبرى للفكر الاجتماعي، فهذا الكتاب هو بالأساس كتاب تعليمى منهجي، ينأى عن السجال الإيديولوجى المتوتّر فى إصدار المواقف بشأن الدين، ويتطلّع إلى ترسيخ المعالجة العلمية الهادئة للظواهر المتّصلة به، وليس غرضه الاكتفاء باستعراض النظريات الكلاسيكية، أو التعريف بالرواد فى مجال علم الاجتماع الديني، بل يسعى أساساً للإمساك بخلاصة المقاربات العلمية، ووضعها على محك المواجهة مع الظواهر الدينية، واختبار مدى قدرتها على الإحاطة بها من عدمه.

ويتناول الكتاب العديد من الإشكاليات المطروحة، كالعَلْمنة والتديّن، والدين وإثارة العنف، والدين وتأجيج الصراعات، والدين والتغيير الاجتماعى، وغيرها من المسائل، بل يأخذ بيد الباحث والدارس ليدلّه على مسالك الإحاطة بتلك الوقائع.

إذ يتناول بالدراسة والمعالجة مفاهيم أساسية، مثل المقدّس، والدين، والتديّن، سواء برسم الخطوط الكبرى ذات الصلة، بالتعريفات أو الإجراءات، لتحويل المفاهيم المجرّدة إلى مؤشّرات تجريبية، دون إفراط فى النقاشات النظرية والمنهجية، التى قد تجعل النصّ مغرقاً فى التخصّص ويجافى الأهداف التعليمية التى يرنو بلوغها.

لقد تناولت الدراسات الاجتماعية الأشكال الأوّلية للوفاق الاجتماعي، عبر مسايرة ومتابعة أين وكيف يتشكّل ذلك الإحساس الجمعي، برغم تلك الأنانية الفردية، وهو ما يسمح للمجتمع أن يأتلف ويتماسك فى حالات التغيّر، أو فى أوضاع الصراع، وبالتالي، ليس من المستغرب أن يكون الدين أحد الأشكال الأوّلية التى جلبت انتباه رواد علم الاجتماع.

الكتاب من تأليف باحثيْن اجتماعيين إيطاليين: د.سابينو أكْوافيفا، الذى يُعدّ من الرّعيل المؤسّس لمدرسة علم الاجتماع فى إيطاليا، وهو من مواليد مدينة بادوفا سنة 1929م. ألّف فى هذا الشأن ما يزيد على الأربعين كتاباً، أشهر أعماله كتاب: "أفول المقدّس فى المجتمعات الصناعية" 1961، وقد تُرجِم إلى عدّة لغات. أما د.إنزو باتشي، فهو أستاذ علم الاجتماع بجامعة بادوفا ورئيس الجمعية العالمية لعلم الاجتماع الديني، نشر العديد من الأعمال منها: "النِّحَل" 1997، و"الإسلام فى أوروبا: أنماط الاندماج" 2004.

والمترجم د.عز الدين عناية، أستاذ من تونس يدرّس فى جامعتى لاسابيينسا بروما، والأورينتالى بنابولي، من ترجماته إلى العربية: رواية "القنينة" وكتاب"علم الأديان..مساهمة فى التأسيس" لميشال مسلان، 2009.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة