إن ما حدث فى مصر من ثورة وما ترتبت عليها من تغيرات، التى لم تكن تخطر على البال ولاحتى فى الخيال، فكنا دائما نحلم ونعلم أن هذا الحلم مستحيل، ولكن بعد قيام الثورة والأسلحة التى استخدمت من أجل القضاء على هذه الثورة ومحاربتها بكل الطرق وعشنا فترة عصيبة لم نعشها من قبل من انتشار البلطجية وعدم الشعور بالأمان وظهور ما يسمى باللجان الشعبية من أجل حمايتنا وأصبح الشعب يحمى نفسه بنفسه.
وعلى الرغم أن هذه الفترة كانت عصيبة وكنا نعى دائماً أن فى النهاية سوف ينصرنا الله لأننا لا نريد غير الحق، ولكن كنت فى بعض الأحيان يخالجنى شعور بالخوف وأصبحت أشعر أن هناك نِعما كنت أعيش فيها ولكن لم أكن أشعر بها، وهى نعمة الأمن والأمان ولكن عندما كنت أفكر أجد فى نهاية الأمر أن الأمان سيعود لأن الأمان ليس هبة من أى شخص ولكن هبة من الله سبحانه وتعالى وليس كما قال الرئيس السابق فى خطبته المعروفة بالخطبة البكاءة إنه يريد أن يستمر فى الحكم حفاظاً على هذا البلد وحتى يضمن له السلام والأمان، ولكننى كنت دائما على يقين بالله سبحانه وتعالى أن الأمان ليس هو ولأن الأمان سيعود مهما طال لأن الله قال عن مصر فى قوله سبحانه وتعالى فى سورة يوسف (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
والذى دفعنى لكتابة هذه المقالة عندما وجدت شعب مصر مازال يضحك، فعندما نزلت شوارع مصر باقتراب عيد شم النسيم أو عيد الربيع، هذا العيد الذى له سمات خاصة عند الشعب المصرى وما يكون فى هذا العيد من استعدادات من حفلات وأكل الفسيخ وشراء ملابس صيفية جديدة من أجل الخروج بها فى هذا العيد والذهاب إلى المتنزهات من أجل الاحتفال به.
ولكن الذى فاجأنى أكثر أننى كان فى تصورى أن الشعب سيقابل عيد الربيع بعدم الاهتمام ولكننى اندهشت عند نزولى عندما وجد ت الشوارع مزدحمة سواء بالمسحيين أو المسلمين ورأيت إقبال الناس على شراء كل شىء، مثل السنوات الماضية، فضحكت وقلت هذا الشعب يختلف عن الكثير من الشعوب، فهذا الشعب من قبل كان يعيش فى ظلم ولكن كان يضحك ويحمد ربنا والآن وهو يعلم أن الفاسدين ستتم محاسبتهم ومازال هناك فاسدون آخرون لم تتم محاسبتهم بعد وكذلك هناك ثأر لم نأخذه بعد من الذين تسببوا فى سقوط الشهداء الذين ضحوا من أجلنا والكثير أيضاً من التغييرات التى تمر بها مصر فى كل يوم أصبح هناك شىء جديد ولكن الجميل أن الشعب مازال يضحك وهذه هى صفة الشعب المصرى أنه يعرف كيف يسعد نفسه ويصنع لنفسه السعادة حتى إن كانت غير موجودة.
ولكن الشىء الذى أسعدنى أننا أصبحنا شعبا يعلم واجباته وحقوقه ويعرف متى يقف من أجل خدمة وطنه وإذا رأينا شيئاً فاسداً نقف لمحاربته ولكن نستطيع أيضاً نكمل حياتنا ونسعد أنفسنا وهذا جعلنى أقول إننا سنكون بفضل الله بخير وسيكون شعب مصر دائماً فى نعمة الأمن والأمان وهذا البلد محفوظ من عند الله وليس محفوظا من أى شخص.
