نيويورك تايمز: مخاوف من انزلاق أوروبا إلى "فخ الديون" بسبب الأزمة المالية بالبرتغال

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، السبت، إن الاتحاد الأوروبى يواجه أزمة مالية فى البرتغال، وأن هذا الموقف تكرر للمرة الثالثة خلال عام واحد، بعد أن واجهت اليونان وأيرلندا الموقف ذاته من قبل. وقالت إن البرتغال تسعى للتقدم لمكتب الإنعاش الأوروبى للحصول على قروض جديدة حتى ولو تطلب الأمر المزيد من إجراءات خفض النفقات.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن بعض خبراء الاقتصاد قولهم إنه بالرغم من أن الأزمة البرتغالية تعد الثالثة فى مسلسل الأزمات الاقتصادية فى أوروبا، إلا أن الموقف من الممكن التعامل معه نظرا لوجود خطة الإنقاذ الموضوعة من قبل القادة الأوروبيين والتى تعمل فى البلاد المدينة بدون توقف، مما يعطى أملا فى الإنقاذ. وأشارت الصحيفة إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات فى حسابات اليونان وأيرلندا، وكذلك البرتغال لاحتواء أزمتهم الاقتصادية، غير أن هذه المساعدات فى حقيقة الأمر تعتبر بمثابة ديون جديدة وحملا ثقيلا.

وقال بعض الاقتصاديين إن تجنب الوقوع فى فخ الديون يتطلب تخفيض سعر العملة والذى لا يمكن تنفيذه فى الدول التى تتعامل باليورو كعملة رسمية للبلاد أو نمو اقتصادى كبير، وهى الأشياء التى لا تتوافر فى الدول الثلاث مشيرين إلى اليونان والبرتغال وأيرلندا، بالإضافة إلى أن هذه الدول لا توجد بها حكومات مستقرة.

ونقلت الصحيفة عن سيمون تيلفور رئيس خبراء مركز الإصلاح الأوروبى بلندن قوله "إن الأمر الغائب عن الجميع هو أن الطريقة الوحيدة لاستعادة هذه الدول اتزانها المالى هى كم سيستطيعون خفض النفقات خلال فترة التقشف".

وأوضحت الصحيفة أن المشكلة فى الدول الضعيفة لا تكمن فقط فى أزمتها المالية، ولكن تكمن أيضا فى قدرتها التنافسية، مشيرة إلى أن العديد من الدول فى أوروبا والعالم لا تمتلك القدرة التنافسية وترويج السلع للأسواق الخارجية.

وقالت إن الأزمة البرتغالية أثارت العديد من التساؤلات الجديدة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبى سوف يبدأ فى التعامل مع الجانب الآخر من الأزمة والذى يتمثل فى البنوك والبنوك الثرية فى الدول الغنية مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا التى تستطيع أن تعلق الكثير من الديون اليونانية والبرتغالية والايرلندية، مشيرة إلى أن هذه الدول غير قادرة على دفع ديونها، وأنها ستضطر إلى إعادة جدولتها أو خفضها على الأقل، مما يسفر عن أزمة مصرفية كبرى فى بقية أوروبا.