يعانى مستشفى السلوم المركزى، عجزا كبيرا فى الإمكانات والأجهزة الطبية والكوادر البشرية للتعامل مع الحالات الطارئة والأعداد الكبيرة من المصابين الليبيين فى الأحداث الدائرة هناك، والذين يتم نقلهم إلى مصر للعلاج إلى جانب المرضى من أهالى السلوم والمصابين فى حوادث الطرق، مما يتسبب فى وفاة العديد من المصابين قبل نقلهم إلى مستشفى مطروح العام أو مستشفيات المحافظات الأخرى، إضافة إلى المعاناة الشديدة، التى يتعرض لها المرضى والمصابون فى عملية نقلهم مئات الكيلو مترات للمستشفيات داخل مصر.
هذا ما أكده الدكتور عبد الجليل نادر، طبيب الطوارئ الوحيد الموفد من مديرية الصحة، للعمل بمستشفى السلوم منذ اندلاع الثورة الليبية إلى مصر وتوافد مئات المصابين على مصر للعلاج وهو ما يعجز مستشفى السلوم عنه.
وأضاف أنه طبيب الطوارئ الوحيد بالمستشفى رغم الظروف الاستثنائية على الحدود المصرية وبمستشفى السلوم، الذى يعانى عدم وجود بعض التخصصات، كما أن طبيب التخدير الذى كان منتدبا للمستشفى غادر مساء الخميس الماضى، مما أدى إلى تأخير الأطباء عن إجراء العمليات الجراحية وتسبب قى وفاة أحد المواطنين، الذى كان يعانى نزيفا داخليا إثر تعرضه لحادث انقلاب سيارة فتم تحويله لمستشفى مطروح العام على بعد 220 كيلو، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فى الطريق.
وأوضح الطبيب أن المستشفى يعانى نقصا شديدا فى أكياس الدم وأن مديرية الصحة أرسلت أكياس دم يوم 28 مارس الماضى، انتهت صلاحيتها بعد 3 أيام فى أول أبريل الجارى وأشار إلى أن أطباء المستشفى يعملون بأكثر من طاقتهم فى ظل ظروف صعبة ونقص الإمكانات.
ووجه الدكتور عبد الجليل عددًا من الاتهامات لمدير مديرية الصحة، محمود زهران منها التقصير وسوء الإدارة وكذلك الإهمال فى عدم تدريب أطباء التكليف والنواب على العمل بالطوارئ وإهدار المال العام بإرسال قافلة من المديرية للحدود تكلفت 120 ألف جنيه ولم تقدم شيئا سوى توقيع الكشف على 67 حالة ممن يعانون من أمراض بسيطة وتقديم علاج بسيط غالبا ما يكون حبوباً فقط فى حين أن جميع الحالات يتم علاجها بمستشفى السلوم أو يتم تحويلها للمستشفيات الأخرى، وأكد أن المستفيد من هذه القافلة هم العاملون بها ومسئولو المديرية من خلال المقابل المادى الذى يحصلون عليه.
واتهم مدير الصحة بالتقصير فى عدم مطالبة وزارة الصحة بإرسال فريق طوارئ متخصص للسلوم فى ظل حالة الطوارئ، التى تشهدها بسبب توافد المصابين فى معارك الذى يتوافدون يوميا بدلا من هذا العجز والتقصير، الذى يجعلنا مشاركين فى جريمة قتل المرضى والمصابين بعجزنا وعدم مقدرتنا فى مساعدتهم.
"اليوم السابع" عرض هذه المشكلات على مدير مكتب محافظ مطروح، والذى قام بالاتصال بـ محمود زهران، مدير المديرية واستفسر منه عن أوضاع مستشفى السلوم وعن المشكلات التى عرضناها عليه، فأكد زهران أنه يجرى تحقيقا فى وفاة المصاب، الذى لم يتمكن مستشفى السلوم من إنقاذه بسبب عدم وجود طبيب تخدير وأن هناك طبيب تخدير فى طريقه للمستشفى وأكد أن مستشفى السلوم به التخصصات اللازمة، والتى تم تدعيمها بها منذ بدء أحداث ليبيا من الأطباء والتمريض.
وحول عدم مطالبته لوزارة الصحة بإرسال فريق طوارئ للسلوم لمواجهة تزايد أعداد المصابين القادمين من ليبيا أكد زهران أنه طالب الوزارة بذلك إلا أن طلبه لم يتم تلبيته حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة