أثارت أحداث الصدام التى وقعت فجر اليوم فى ميدان التحرير عقب مليونية "جمعة التطهير" أثناء إخلاء الميدان من المعتصمين مخاوف بين القوى السياسية حول مستقبل الثورة حيث اعتبرها البعض بمثابة مقدمة لسيناريو يستهدف الوقيعة بين الشعب والجيش وطالب آخرون القوات المسلحة بأن تتسم بدرجة أعلى من الحكمة وضبط النفس خلال الفترة القادمة لإجهاض مخططات الثورة المضادة.
وأرجع حمدين صباحى المرشح لرئاسة الجمهورية أحداث إخلاء ميدان التحرير فجر اليوم بالقوة، إلى سياسات تنتمى لعهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وفلول الحزب الوطنى والذى وصفه "العهد البائد، مدين استخدام هذا العنف مع المتظاهرين".
وطالب الصباحى ضرورة محاسبة المسئولين، بالإضافة إلى ضرورة الإسراع فى الاستجابة لمطالب الثورة، أملا فى تهدئة الأجواء بهدف الصعود بمصر من تلك المرحلة الانتقالية، مؤكدا أن استمرار الثقة فى العلاقة بين الجيش والشعب راهن بمحاسبة المسئولين.
يذكر قوات من الأمن المركزى قد اقتحمت فجر اليوم، السبت، ميدان التحرير، فى محاولة لفض الاعتصام بالميدان، فى الوقت الذى قامت فيه وحدة من القوات المسلحة باعتقال الضباط المعتصمين بالميدان.
وقال عبد الغفار شكر المنسق العام لتحالف اليسار والقيادى بحزب التجمع إن مظاهرة أمس الجمعة بدأت منذ الصباح بمليونية سارت فى حرية وبطريقة سلسة، وفى حماية من قبل القوات المسلحة، طالبت بمحاكمة الرئيس وهاجمت المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى التباطؤ فى اتخاذ القرارات بشأن محاكمة رؤوس الفساد وعلى رأسها الرئيس السابق حسنى مبارك، موضحا أنه بالرغم من وجود هتافات من البعض منددة للمشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أنه لم يتعرض الجيش لهم، موضحا أن الاحتكاك حدث عندما قرر عدد محدود من المتظاهرين الاعتصام وانضمام عدد من ضباط القوات المسلحة لهم، فهذه المظاهرة تم التأكيد على انتهاءها فى الرابعة عصرا قبل الدعوة إليها.
وأضاف شكر أن انضمام عدد من ضباط القوات المسلحة للاعتصام أمر من المفروض أن يكن له ضوابطه لأن القوات المسلحة مؤسسة نظامية لها قوانين تحكمها ومن حق هذه المؤسسة التصرف وفق ضوابطها، قائلا المسألة شائكة ومعقدة ومن واجبنا جميعا الاستمرار فى الثورة وعدم اعتراضها بحادث عارض، واصفا انضمام العسكريين إلى الاعتصام بالأمر المقحم وأنهم كان ينبغى التعامل ككونهم أفراد فى هيئة نظامية حتى لا يحدث الانقسام بداخل هذه المؤسسة، مؤكدا أنه لو حدث تساهل مع الذين خرجوا عن القوانين سيؤدى إلى حدوث خلل فى القوات المسلحة وهو ما لا نريده لأنها المؤسسة التى تحمى البلاد، قائلا إذا تم التهاون مع عشر أفراد سوف يصبحون غدا 1000 وتنفلت المؤسسة قائلا نحن مع أى مؤسسة للتعبير عن رأيها ولكن بسلك الطريق الصحيح، مطالبا الجيش التعامل بحكمة.
وقال الدكتور يحيى القزاز القيادى بحركة كفاية إنه ما حدث فجر اليوم فى ميدان التحرير كان متوقعا بسبب انضمام ضباط الجيش للاعتصام، موضحا أن فى الثورة لا يمكن منع أحد من الانضمام إليها لكنها ثورة مدنية وكان ينبغى على هؤلاء الضباط اتخاذ أحد أمرين الأول هو أن يقومون بتصحيح الأوضاع من داخل المؤسسة العسكرية نفسها إذا كانوا يشعرون أن الأوضاع غير مناسبة وأن هناك فسادا فكان من الأولى مواجهته من داخل القوات المسلحة.
وأضاف القزاز أن انضمام ضباط الجيش أثار بلبلة بين مصدق وغير مصدق لحقيقة شخصيتهم، أما الأمر الثانى فهو أن ينزلوا للميدان بالملابس المدنية حتى لا يثيروا حفيظة الآخرين من المدنين الذين التبس الأمر عليهم وجعلهم لا يعرفون ماذا يحدث، مضيفا أن كل ما فعلة المجلس العسكرى حتى الآن هو مجرد وعود قائلا" لا أعلم المجلس العسكرى بسوء نية أو حسن نية يجعل الناس تتجرأ عليه وتنتقص من هيبته"، فمن الواضح أن الأمور لا تسير فى دفة واحدة، وأن المجلس يتعرض لضغوط متمثلة فى وجود فلول النظام السابق أصحاب المصالح، وضغوط خارجية من بعض دول الخليج المحبين للرئيس السابق.
من ناحيته أكد سيد عبد العال أن القوى السياسية التى شاركت أمس فى مظاهرة "جمعة التطهير" ألتزمت بإنهاء تواجدها فى ميدان التحرير قبل حظر التجوال لكن هناك مجموعة من الشباب أصرت على الاعتصام فى الميدان باجتهاد خاص منهم وأضاف: "فى تقديرى أن ما فعله الشباب خطأ لأن وحدة الحركة أمر هام للغاية فى هذه المرحلة لكن ما ترتب على ذلك من صدام لا يمكن قبوله" مشيرا إلى أنه كانت هناك طرقا كثيرة لفض هذا التجمع دون إحداث إصابات أو الاصطدام بأحد"، وشدد عبد العال على أن الجيش منذ تنحى الرئيس مبارك عن السلطة أصبح جزءا من الثورة مشيرا إلى أنه قد يحدث خلاف بين القوى المشاركة فى الثورة لكن لا يمكن استبعاد آى من القوى المشاركة فى الثورة وطالب عبد العال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتعامل بأعلى درجة من الحكمة وضبط النفس دون تعريض حياة المعتصمين للخطر أو إصابتهم.
مخاوف من الوقيعة بين الجيش والشعب بعد أحداث "جمعة التطهير".. "صباحى": فلول العهد البائد مسئولون.. "شكر": المظاهرة انتهت الرابعة عصرا والاعتداءات مرفوضة.. و"القزاز": المجلس العسكرى يتعرض لضغوط
السبت، 09 أبريل 2011 07:49 م
المنسق العام لتحالف اليسار عبد الغفار شكر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة