عزالدين السرى يكتب: واحد من النظام

السبت، 09 أبريل 2011 09:05 ص
عزالدين السرى يكتب: واحد من النظام  الرئيس المخلوع مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يستطيع تقييم ثورة اللوتس البيضاء الطاهرة فى 25 يناير ـ إلا إنسان شاهد وعاصر قواعد الفساد، التى كانت تنبع من الحزب الحاكم، وأنا كنت واحداً من القيادات القاعدية فى هذا النظام، وكنت أشاهد الفساد ينتشر من الرأس إلى القاعدة العريضة من الحزب الحاكم ـ وقد كانت المظاهرات والإضرابات والاعتصامات من العمال والمحامين والصحفيين وغيرهم تزداد كل يوم مطالبة بالعدالة والمساواة ورفع الظلم ورفع الحراسات ونداءات الاستغاثة تنتشر فى كل الصحف وبراهين ومستندات الفساد تنشرها كل صحف المعارضة، ومع ذلك جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية لترفع قامة الباطل فوق الحق لترسم أكبر لوحة للتزوير فى التاريخ بدعوى أننا أغلبية وقد جلست مع بعض القيادات المرموقة ذات يوم لأكتشف أن هناك مسئولين للفوضى والانفلات الأمنى، فمثلا كانت هناك دورات تدريبية وتجنيد أصحاب السوابق لكيفية إثارة الفوضى فى مؤتمرات المعارضة مثل فصل سكين الكهرباء أو تخريب السماعات أو الميكروفونات أو افتعال مشاجرات بين بعض الحاضرين، وكان رأى أحد القيادات فى هذه المظاهرات أنها (ثورة تطفئها بصقة) لهذه الدرجة كانت ثقة القيادة فى قوة الفساد وكان ممثلو الوحدات الحزبية الصغرى لا حول لهم ولا قوة ولا مطلوب منهم أى شىء سوى التجمعات لإظهار أنهم قوة وأنهم أغلبية.. لذلك دفعت بأولادى إلى ميدان التحرير منذ جمعة الغضب فمنهم من انضم إلى جمعية رسالة، فكان يوزع المأكولات صباحا ويساعد على النظافة مساء وكنت أفتخر بهم متواريا وراء عمرى وصحتى والأمراض المزمنة، التى لا تسمح لى إلا بالمشاركة والنظر من فوق كوبرى 6 أكتوبر لهم بفخر أن فيهم أولادى وأقاربى، ولمست فى حماس شباب التحرير الإصرار والتحدى والعزم على الصمود حتى النهاية وإفشال محاولات الفوضى والثورة المضادة ومقابلة جبروت الأمن بالصبر، وكان البعض يسلم الروح وهو يقول مصر.. سلمية.. مصر.. مدنية.. ونجحت الثورة فى تنحية رأس الفساد وتوالى بعد ذلك سقوط قمم الفساد والإفساد فى مصر، ولم يبق فى نظرى إلا ثلاثة أشياء: الأول: أن يشمل التطهير أنفسنا من الداخل وطهارة القلب وسلامة الضمير وحب الوطن قبل النفس..الثانى: النظر إلى الأمام ووضع الأقدام على طريق التنمية الشاملة بثقة وتعويض ما فاتنا من سنوات كان الفساد فيها يسرق لقمة العيش من الأفواه.. ثالثا: القضاء الشامل على قمم وفلول الفساد واسترجاع الثروات المنهوبة، والتى قيل فيها إن مصر من أغنى دول العالم، لأنه مازال فيها شىء يسرق، فلنبدأ بتطهير القلب وتنظيف اليد وملء العيون بحب مصر وقوة الإرادة والعزيمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة