مفاجأة من العيار الثقيل فجرها الدكتور أحمد السيد البردينى، استشارى أنظمة الجودة وسلامة الغذاء، ورئيس قطاع بشركة مطاحن شمال القاهرة سابقا، وهى استخدام الجهات الحكومية محصول الذرة غير المحمص فى إنتاج الخبز البلدى المدعم دون معالجته بالحرارة قبل عملية الطحن، يؤدى إلى الإصابة الإنسان ببعض الأمراض، بسبب تناوله خبز مخلوط بالذرة غير المحمصة حراريا.
وأضاف فى الدراسة التى أعدها بشأن ضرورة إلغاء الذرة من الدقيق المستخدم فى إنتاج الخبز المدعم، أن الدراسات التى تم إعدادها لإنتاج الخبز من دقيق القمح المخلوط بنسبة من دقيق الذرة لم تتطرق لمعاملات حرارية لتجفيف الذرة بشون التجميع، وكذلك بالمطاحن مما يجعل دقيق الذرة يتزنخ خلال أسبوع، نتيجة ارتفاع نسبة الزيت والتى تتراوح بين 3 و 6% حسب نسبة الإضافة ولوجود جنين الذرة بالدقيق ونسبة الزيت به تصل إلى 25%، ومع انطلاق الأنزيمات المحللة للزيت "الليبيز" وملامستها للزيوت يحدث تحلل الزيت وتزنخ الدقيق مما يسرع ارتفاع نسبة رطوبة الدقيق فى عملية التزنخ، لكن فى حالة وجود معاملات حرارية لمحصول الذرة قبل الطحن ستعمل على إتلاف هذه الإنزيمات بالحبوب وفى نفس الوقت تؤدى إلى التخلص من الفطريات حتى لا تنمو فى ظروف الرطوبة المواتية لها وخفض سريع لرطوبة الذرة إلى المعدل الآمن.
وأشار فى الدراسة التى حصلت "اليوم السابع " على صورة منها إلى أن المشكلة الحقيقة هى أن المطاحن المسئولة عن طحن الذرة ليست لديها الإمكانات التى تمكنها من المعاملة الحرارية للذرة قبل البدء فى عمليات الطن، نظرا لأنها خارج إمكانيات الشون والمطاحن حاليا، فضلا عن أن ذلك يؤدى لخفض القيمة الغذائية لدقيق الذرة من الفيتامينات والبروتين مقارنة بالقمح، وأن الهدف من ترك جنين الذرة فى الدقيق هو رفع القيمة الغذائية ليتساوى مع دقيق القمح، والمعروف أن التغذية على خبز الذرة فقط دون القمح يؤدى إلى الإصابة بمرض "البلاجرا"، فمثلا كانت تتسرب أجولة دقيق الذرة المدعم من المخابز لاستخدامها علفاً للحيوان، بسبب سرعة تعرضها للتلف، بعدها تم عمل إجراء لمنع عمليات تسريب أجولة الذرة من المخابز، وهى خلط دقيق الذرة بالقمح داخل المطاحن وبالفعل تم تجهيز المطاحن، إلا أن أجهزة الخلط غير كافية لتلافى السلبيات على صحة الإنسان المصرى، وذلك من عدم تحميص محصول الذرة بالحرارة قبل الطحن.
وبحسب الدراسة التى أعدها البردينى فإن محصول الذرة سريع الإصابة بالفطريات المنتجة للسموم الفطرية "الافلاتوكسين والاوكراتوكسين"، والتى تسبب أمراضا خطيرة، مثل السرطان والفشل الكبدى والكلوى، وكذلك سرطان الخصية، والمعروف أن حبوب الذرة أسرع الحبوب إلى الإصابة الفطرية وما يتلوها من تكوين للسموم الفطرية بها، حيث إنها تحصد من الحقل وبها نسبة عالية من الرطوبة تقدر بحوالى 28% وتحتاج إلى تجفيف سريع يتراوح بين 12 و13% كحد أقصى لعدم تعرضها للتلف من جراء الإصابة الفطرية، ونظرا لعدم وجود التجفيف السريع لدى التجار أو شون بنك الائتمان أو المطاحن، يؤدى ذلك إلى تسرب كميات قليلة من الذرة مصابة بالعفن "الفطريات" إلى شون بنك الائتمان والمطاحن وتزداد الإصابات أثناء التخزين بالمطاحن، علاوة على أن التخزين الحالى يؤدى إلى ارتفاع رطوبة الذرة غير المحمصة نتيجة تنفس حبوب الذرة، وبالتالى إصابتها بالفطريات وإنتاج السموم.
وأضاف البردينى أنه تقدم بمذكره بتاريخ 20 ديسمبر عام 2006 إلى الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى وقتها، حول ضرورة إلغاء نسبة محصول الذرة من الدقيق المستخدم لإنتاج الخبز البلدى المدعم للأسباب السابقة، حيث أبدى الوزير رغبته فى ذلك، وبعدها أعلن المهندس أمين أباظة أن الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء وقتها، وافق على تخصيص 100 مليون جنيه كمرحلة أولى لبدء تنفيذ المخطط الشامل الذى وضعته الحكومة للذرة وأنه تقرر لأول مرة إقامة مجففات للذرة فى كل قرية بالأراضى القديمة بطاقة تتجاوز300 طن يوميا، على أن يتم تنظيم قيام المزارعين بنقل إنتاجهم من الذرة إلى هذه المجففات المستوردة التى تعمل وفق أحدث التكنولوجيات العالمية فى هذا المجال، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، وأنه مازال يتم استخدام الذرة لإنتاج الخبز دون تجفيف أو تحميص.
وتابع قائلا: تقدمت بالدراسة مرة أخرى إلى مجلس الوزراء الحالى لبحثها وعرضها على الجهات المسئولة لسرعة اتخاذ قرار بهذا الشأن ولعدم استخدام محصول الذرة غير المحمص فى إنتاج الخبز البلدى المدعم، وذلك خوفا على صحة المواطنين.
دراسة.. استخدام الذرة غير المحمص بالحرارة لإنتاج الخبز المدعم يسبب بعض الأمراض.. وحكومة نظيف تجاهلت المشكلة منذ 5 سنوات.. وتطالب "شرف" بمنع استخدامه فى العيش خوفًا على صحة المواطنين
السبت، 09 أبريل 2011 10:53 م
عصام شرف رئيس الوزراء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة