قال الإعلامى حمدى قنديل، إن مصر فى حاجة لعمل ثورة أخرى، لتحقيق مطالب الثورة التى نادى بها ثوار 25 يناير الحقيقيين، مشيراً إلى أنه يخطط مع مجموعة من أصدقائه لم يفصح عن شخصياتهم لعمل هذه الثورة، وذلك بالذهاب لشرم الشيخ، مؤكداً أن هذا الموضوع مازال تحت الدراسة، ولم يتم طرح أى أفكار محددة حتى الآن له.
وأعلن قنديل خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، الجمعة، أنه سوف يجتمع بأصدقائه عقب الانتهاء من الندوة لبحث كيفية التوجه لشرم الشيخ، أو حتى عدم الذهاب لهناك، لكن المهم التحرك فى أسرع وقت ممكن، وذلك لإنقاذ الثورة من الضياع، مشيراً إلى أن هذا الموقف صعب جداً، لأنه من المؤكد أن الـــ 6 منافذ المعروفة للذهاب لشرم الشيخ، لكن لو تطلب الأمر الذهاب سوف نذهب بأى طريقة كانت.
ودعا مرشحى الرئاسة والانتخابات البرلمانية القادمة لتجميد برامجهم الانتخابية فى الوقت الحالى، والبحث عن تحقيق أهداف الثورة التى مازال منها الكثير لم يتحقق، قائلا إن مزيداً من البرامج الانتخابية وتكوين أحزاب يعنى مزيداً من الانقسامات وإهدار طاقات الشباب فيما لا يجدى، مؤكداً أنه لا يطالب بإيقاف ذلك بقرار رسمى من المجلس العسكرى، ولكن بدافع استعادة روح 25 يناير الحقيقية التى خرج فيها جموع الناس، وكانوا غير منتمين لأى انتماءات سياسية ولا حزبية.
وأوضح قنديل أن إقامة أحزاب جديدة شىء لا بد منه ولكن ليس الآن، مشيراً إلى أنه اتضح له أن الشعب يتقاسم تركة أو كعكة ليس لها وجود من الأساس، ودعا للعمل على الصالح العام.
وأشار قنديل لكثرة المرشحين الذين بدأوا فى طرح برامجهم الانتخابية قبل حتى بدء الانتخابات البرلمانية، وشبهها بالمقولة التى كانت تقال عند تزايد عدد المطربين فى أحد الفترات "بأنه سيكون هناك مطرب لكل مواطن"، قائلاً سيأتى اليوم الذى نقول فيه "مرشح لكل مواطن".
وطالب قنديل بعدد كبير من المطالب لضمان نجاح الثورة، أولها عمل محاكمة شعبية ثورية لكل رموز الفساد أمام الشعب كله مثل ما حدث فى جميع ثورات العالم، قائلاً إنه كان فى بادئ الأمر ضد هذا الرأى، "وكنت أدعوا للتسامح بعد الحساب"، مشيراً إلى أنه قد صرح عقب تنحى مبارك فى أحد وسائل الإعلام، عندما سُئل عن كيفية التعامل مع فلول العهد البائد، فكان رده أن الشعب المصرى متسامح بطبعه، ولا داعى للتشفى كان ذلك على أساس أنه سيتم محاسبتهم بسرعة.
وأضاف قنديل أنه رفض فكرة أو رأى أن يتم محاكمتهم محاكمة عسكرية على الرغم من أنهم عذبوا الكثيرين ممن اختلفوا مع مبارك سياسياً، مشيراً إلى أن المحاكمة المدنية سوف تعطى حكم يمكن الاستفادة منه فى استعادة الأموال المنهوبة من ثروة مصر، والموضوعة فى أرصدتهم بالبنوك الأجنبية.
وأشار قنديل إلى أن ما أثار غضبه الآن بعد ما قرأه فى أحد الصحف أن حارس القصر المقيم فيه مبارك بشرم الشيخ، قد رفض دخول المحضر ونقيب الشرطة لاستدعائه فى قضية حل الحزب الوطنى التى كانت تنظر فى المحكمة منذ عدة أيام، متسائلاً من هو الحرس؟ وهل هو الحرس الجمهورى الذى نعرفه؟ مضيفا أن المثير للعجب أيضا ما قرأه عن خروج جمال مبارك بثلاث شاحنات تحمل حقائب كثيرة فى نفس التوقيت، الذى يتم فيه الحكم على زكريا عزمى بالسجن 15 يوماً على ذمة التحقيق.
ويرى قنديل أن كل ما يحدث من حولنا يستدعى للوقوف عليه، ووضع علامات استفهام كثيرة والبحث عن تفسير لها، مشيراً إلى الحجج أيضا التى تحجج بها الرئيس المخلوع بأنه لا يستطيع المشى على قدميه، معتبراً ذلك حجج واهية يقوم بها المحالون للمحاكمات للتهرب من تنفيذ أحكامهم، قائلاً ندعو له بالشفاء، وعليه التوجه لأحد مستشفيات القوات المسلحة لتلقى العلاج، أو الذهاب لأحد المستشفيات العامة، لأنه الآن أصبح مثله مثل أى فرد فى الشعب، فلو وجد له مكان للعلاج يتم علاجه، وإن لم يجد فعليه أن ينتظر مثل ملايين من الشعب الذى انتظر الطوابير الطويلة على حد تعبيره.
وطالب قنديل أيضا بإقالة المحافظين الذى أعتبرهم من صنع النظام السابق، قائلاً إنه كان يجب عليهم ترك أماكنهم فوراً عقب تنحى مبارك، وذلك خوفاً من سيطرتهم الكبيرة فى الأقاليم، مشيراً لما ذكر فى أحد الصحف بأن هناك تغيرات للمحافظين سوف تحدث فى بعض وليس كل المحافظات، قائلاً إن هذا أمر مقلق جدا لأنه لم يحقق مطالب الثورة بتغيير جميع المحافظين، وإن كان الخبر خاطئ فستكون هناك مصيبة كبرى.
ودعا أيضا إلى منع وحرمان رموز العهد البائد كله من أعضاء الحزب الوطنى من الترشح فى الانتخابات البرلمانية القادمة، حتى تمضى الفترة البرلمانية المعروفة بخمس سنوات، مشيراً إلى أن كثيراً من رموز هذا الحزب يقومون الآن بإعادة تنظيم صفوفهم فى الأقاليم، حتى إن وصلت بهم "البجاحة" على حد وصفه أنهم سوف يعيدون تسمية الحزب باسم 25 يناير، كما قاموا أيضا بتقديم ورقة للمجلس العسكرى يطرحون فيها رؤيتهم للانتخابات البرلمانية القادمة، متعجباً من قبول المجلس العسكرى لهذه الرؤية المعروفة مسبقاً، والتى ظهرت فى المباراة التى أقيمت مؤخراً فى استاد القاهرة بين نادى الزمالك والترجى التونسى، كما ظهرت أيضا فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى نوفمبر الماضى، والتى لم ينجح فيها سوى معارض واحد تحت مظلة فتحى سرور على حد قوله.
وأشار أيضاً إلى ضرورة إقالة رؤساء المجالس المحلية الذين يمثلون 55 ألف موظف، وإخراجهم بمعاش مبكر فى جميع المحافظات كلها لأنهم يسيطرون على الحياة اليومية، وذلك تحسبا لعودة جزء كبير من الوجوه القديمة فى الحياة البرلمانية القادمة، مضيفاً إلى ذلك رؤساء الجامعات الذين أعادوا الحرس الجامعى بصورة مختلفة فى شكل إدارة أمنية، متعجباً أيضا من القرار الذى أصدره رئيس جامعة القاهرة منذ عدة أيام بمنع إقامة أى ندوات أو لقاءات أو استقبال أى أستاذ لزائر له إلا بعد موافقة إدارة الأمن بالجامعة، بعدما حصل المناضل إبراهيم يسرى على حكم بطرد الحرس الجامعى من الجامعات المصرية، وهذا ما ذكره بموقف جعله يترك مصر بأكملها عام 2004 عندما طلب منه أحد أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لإلقاء ندوة بالكلية وقبل موعد الندوة بيوم أبلغه أن أمن الجامعة قد رفض دعوته لهذه الندوة.
حمدى قنديل: يجب التحرك بسرعة لإنقاذ الثورة من الضياع
السبت، 09 أبريل 2011 08:06 م