سأمشى مع الناس
فى يدنا لقمة العيش والدم
نعبر عام الحواجز
نكتشف الجسر بين حوائطنا
نتلاقى خلال شوارع نازفة، ونوافذ قنص
ونرفع حتى نمر بطاقتنا
نتعارف فى لحظات ولا نتبادل أسماءنا
نتنقل فى حلقات الحوار السريع
نواصل صد الحجارة والطلقات
فلسنا نريد سوى غدنا
لا نريد عبودية الساكنين
ولسنا من الغاضبين
.......
سأقضى هنا تحت خيمتهم ليلتى
وأميز كل الوجوه
فكثرتنا لا تغطى على أحد
والزحام شفيف
هنا دمنا فى سنابله يتعامد والشمس
يضوى على اللوتس الحجرى
ونحن قريبون
لكننا عالقون بأسوارها
سوف نعطى إلى أول الشهداء موازين يوم الحساب
ونأخذ من زهرة الدم قمح الرغيف
نراهم على الجسر بالأذرع الخشبية ينحدرون إلينا
وفوق الحصان الترابى يظهر منكفئا ملك ميت
والوريث يسير إلى حفل تتويجه الشبحى
نقيم ستارة ظل يطوف عليها خيال لهيكله الحجرى
وندعو مهرجه للمنصة
حتى يلقنه كلمات الخطاب الأخير
..
هنا يومنا
سوف نبقى بجمر الوضوء
نقيم المتاريس حتى نمر شهوداً وقتلى
نرد إليهم فوارغ طلقاتهم
ونرتب ليلتنا للحصار
نسجل أسماءهم فى قوائم من يرث الريح
والأرض محروقة
والعساكر بين اللصوص
ونحن على ملتقى طرق فى الخلاء
نرد اقتحام الجنود لنا بعصى مكهربة
ونصد بأذرعنا عربات مصفحة
ونصلى أمام المياه
دقائق من شهقة القتل بعد ارتطام العظام
وصوت تكسرها تحت دهس الجنازير
قناصة فى الزوايا
قذائف مجهولة فى الرؤوس
دفعنا حواجزهم للوراء
رفعنا سواتر صخرية
لا نرى من يهاجمنا
فالوجوه مهربة فى الخفاء
وأقنعة فوق مائدة بينهم
والكلام إلى غرباء
وليس سوى هبة الغضب الآن فينا
سنعلن زحف الشوارع من كل جرح
سنعلنها من هنا
من مدينتنا وقد اكتملت
وتدانت لنا أرضها البشرية دون تجلى السماء
وليس سوى طاقة الألم الآن فينا
سنعلن ثورتنا
باسم من معنا فى الطريق
وباسم الصحابى، واسم الحوارى، واسم الرفيق
وباسم الحريق
سنبقى شهودا على قاتلينا ومعتصمين
نداوى المصابين مختنقين بغاز الدموع
ومنكشفين بضوء الرماد
وأجسامنا حية تتلقى رصاص السطوح
وأيامنا كلها هى وعد الجروح
نراهم ولا فاصل بيننا
غير سوس عصاه على ساقه
يتكشف عنها الغبار
وغير رصاص يحيل المكان بريق سواد
ويجمعنا فى خطوط مواجهة
فإذا ما تبدد، عادوا إلى الجسر
وانشغلوا بحجارتهم
ثم كان الفرار
..
ونحن قريبون أكثر مما نرى
ذاهبون لأجمل ما نستطيع
وأجسامنا لا تزال بطاقتها
والمدينة مشمسة
والمداخل مفتوحة
والشوارع فى عهدة المرحين
رأينا البداية من كل شىء
كتابتنا فى الزنازين
ثم شهادتنا فى الميادين
فالاعتصام من الآن حتى غد
ومن الغد حتى الخروج معا للنهار
سنبقى بمصر وميدانها
ساكنين حديقته الدائرية كى نتلقى بها العهد
نحمل زوجين من كل جنس إليها
نتم سفينتنا عابرين بها جبلا
ومدائن فارغة، وبقايا المكان
نداول أيامنا بيننا
لا شبيه لنا يوم نرسل عاصفة فى حجارتنا
يوم نبعث طير القيامة فوق شواهدنا
يوم تنفجر الأرض تحت مدينتنا
يوم نلقى العصا، فإذا كل نفس رهينة ما صنعت
وإذا الفأس عالقة فوق رأس كبير التماثيل
تلك علامتنا
سوف نكتشف الجسر
ثم نمر خلال الرصاص ونزف الوجوه
نصور أرض الجماعة والناس فيها فرادى
وأشباحهم تتخللها متجلية فى الدخان
ونحن قريبون من مدن لا نراها
ونحيا بمصر وميدانها
صانعين سفينتنا داخل الفيضان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة