
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القلق على ثورة 25 يناير هو قلق مشروع وربما شرعى، فقيم الحب تُعلمنا أن نخاف على أجمل ما نمتلك، خاصة إذا كان أجمل ما نمتلكه هو حياه، حياة شعب بالكامل.
قامت الثورة لتقضى على نظام فاسد، وليست لتقضى على شخص النظام الفاسد، لم تقم لمجرد إزاحة مبارك عن كرسّيه، ولذلك أعتقد أن إنقاذ الثورة ليس بمليونية أخرى، وربما ليست الأخيرة، بقدر ما يتجسد إنقاذ الثورة فى القضاء على وجوه النظام البائد، تلك الوجوه القبيحة التى مللناها جميعا، هو قمة صراع أولوياتنا الآن.. الآن تعنى الآن!.
ويتوقف مدى تنفيذ ذلك على مدى قوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو لنقل على مدى قلقه المشروع على ثورتنا التى هللت بأن "الجيش والشعب إيد واحدة"، ولأننا "إيد واحدة" ويفترض أننا نقف على نفس الأرضية التى يُشكّل ميدان التحرير روحها وروحانيتها، يجب أن يكون المجلس الأعلى أكثر قربا للشعب من ذلك.
وبافتراض أنه يعرف جيدا ما يريده الشعب، سيصبح التساؤل الأهم هو، هل المجلس الأعلى لديه القدرة ليقوم بخطوة كهذه؟!، هل يحتاج لملفات إدانة لأشخاص النظام السابق أكثر مما يظهر للعيان والبيان من ملفات إدانة؟!
المجلس الأعلى يقبل استقالة زكريا عزمى بعد أن أحرق وأتلف كل المستندات التى قد تدينه، فلك أن تتخيل أنه استمر لمدة تزيد عن الشهر يحرق فى الأوراق، فكم كانت تحمل هذه الأوراق من إدانة؟، وكم كانت تحفظ حقوق وطن نهبها الفاسدون؟!!
ولأن الخبر قُرأ بنشوة لدى البعض، فأعتقد أن من نجا من السكتة القلبية بعد أن قرأ فى جريدة المصرى اليوم فى حوار فتحى سرور مع الأستاذ محمود مسلم، عندما أطلق سرور مفاجأة مدوية كنّا فى انتظارها بأنه هو من تنبأ بالثورة، وأنه أول من كتب عنها وحلم بها وغنى لها أكثر مما غنّى علينا، قد يموت بالذبحة الصدرية!.
وأما عن آخر فرقة الثلاثى المرح، صفوت الشريف، مع تحفظى الكامل على "الشريف"، فهو يحاول أن يخرج علينا بما قد يأتى على البقية الباقية بإعلانه قريبا عن إنشاء حزب جديد، أو ربما قد يتم تعيينه رئيسا لمجلس الشورى الذى حدد الإعلان الدستورى صلاحياته!.
عندما يظل ثلاثتهم طلقاء، فهذا بالمقابل يعنى حبس الثورة وخنقها، ويظل شبح الثورة المضادة مبتسما فى فضاء مصر الرحب، يعبث بأمنها، ويتآمر على مواطنيها!.
أخشى أن أسمع يوما من حفيدى بعد عمر طويل، بأن فتحى سرور تنبأ بثورة 25 يناير، وقام بها رجال الحزب الوطنى، وأن مبارك رحل ليترك مدير مكتبه يعمل بجد واجتهاد، وأن العظيم صفوت الشريف هو من دشن حياة حزبية جديدة فى مصر بعد الثورة.
ولن أكلف نفسى عناء سؤاله، حتى تعرف إيه تانى عن عمو فتحى؟!، ومدير مكتبه مازال يعمل.. يعنى إيه يعمل؟!.. وما معنى كلمة دشن؟!.. حتى لا يسألنى هو كيف قام المجرم خالد سعيد بابتلاع لفافات البانجو، رغم حرص الشرطة الكامل على إنقاذه من ذلك؟!
مازلت كلما أتابع أحوال البلاد والعباد من بعد ثورتنا المجيدة، أسمع فى داخلى هذا المثل الصينى الرائع: إذا مــات الـسـيـد فـاقـتــل حـتـى كـلبــه لأنــه لــن يــكـون وفيـا لـغير سـيـده، مع اعتذارى الواجب لكل الكلاب!!
هل تعرفون ما معنى حبس الثورة؟!
مشاركة