بكل الحزن والأسى، بدموع عربية مسلمة ومسيحية، أتقدم بخالص الاعتذار لشعب تونس العظيم على ما تعرض له بعض لاعبيه من فريق الأفريقى قبيل نهاية مباراته مع فريق الزمالك المصرى بدقائق قليلة، من نزول بعض الجماهير الغير واعية التى لا تعبر عن ملايين المصريين الذين يعشقون تونس الخضراء، وأهلها ومحاولة تعديهم عليهم بالقوة، وأعلم أن كل كلمات الاعتذار لا تكفى للتعبير عما حدث، فضلا عن الألم الذى يعتصرنا كمصريين من هذه الصورة البشعة التى لم نرها فى ملاعبنا من قبل، لمجموعة من الخارجين على القانون والبلطجية، الذين لم يأتوا لمشاهدة مباراة فى كرة القدم، بل جاءوا لتنفيذ مخطط إرهابى لإفساد علاقة حميمية بين أول شعبين عربيين استطاعا أن يتحررا من ظلم وفساد النظام.
لقد تناسى هؤلاء الغوغاء والبلطجية أن أشقاءنا العرب هم ضيوف أعزاء فى بلادنا، جاءوا للتبارى والمنافسة الشريفة فى لعبة محببة للشعبين، ولا أبرر ما حدث بأية مبررات سوى أن الحقد الدفين لفلول النظام الفاسد الذين يطلق عليهم أصحاب الثورة المضادة لم ينسوا أن الإخوة العرب هم أصحاب الثورة الأولى، ( ثور ة الياسمين) التى فاحت نسائمها لتهب على الدول العربية، وأولها مصر التى استطاعت أن تحقق نفس نجاح الثورة التونسية فى إسقاط رؤوس النظام – إن هؤلاء الجاهلين أرادوا أن يصبوا غضبهم على هؤلاء اللاعبين الذين هم جزء من الثورة التونسية العظيمة التى أطاحت بهم، وبأحلامهم، غير مصدقين ما حدث لهم فى يوم وليلة، فهم مازالوا يعتقدون أن الثورة التونسية كانت هى المسمار الأول، والأقوى الذى دقته الثورة المصرية فى نعوشهم.
تحية لأصحاب الثورة التونسية وأصحاب الثورة المصرية، فسيظل الحب الذى يجمع بيننا كمصريين وتوانسة كما هو، رغم أنف الحاقدين والمأجورين، لا يمكن أن تدنسها يد آثمة مجرمة ملوثة بدماء شهداء ثورتنا البيضاء، فهم هم نفس وجوه موقعة البغال والجمال، قلة مأجورة بل أصبحت معروفة للكثيرين، ولن يتركوا يعثون فى الأرض فسادا، إن من فعل ذلك ليست جماهير الكرة العاشقة لنادى الزمالك، فهى جماهير مثقفة وواعية، بل إنهم يعدون من صفوة المجتمع المصرى فليس معنى أن يرتدى شخص فانلة فريق ما أن يكون واحدا من مشجعيه، فقد لا يشغل بال هذا الشخص المتأمر على بلده حتى من يلعب داخل الملعب، وإنما يشغله ما سيحصل عليه فى سبيل تنفيذ هذا المخطط القذر، لقد رأينا على الشاشات لاعبى الزمالك بشهامتهم المصرية يدافعون عن إخوانهم اللاعبين من الفريق التونسى، حتى لا يصاب أحدهم بمكروه فتصبح وصمة عار فى جبين كل مصرى، إن من فعلوا ذلك من وجهة نظرى المتواضعة هم شرذمة انتشرت وتفشت فى الآونة الأخيرة، ولابد من إلقاء القبض عليهم وبسرعة ومحاكمتهم محاكمة علنية، بل وأن يكون الحكم عليهم مغلظا حتى يفكر من يقدم على مثل هذا التصرف ألف مرة، وأتساءل ماذا لو أن أحد اللاعبين من الفريق التونسى قد قتل فى هذه الاحداث؟
سأترك لكم كل التخيلات والتوقعات لو حدث هذا، فنحن نحمد الله على سلامة جميع اللاعبين وخاصة الإخوة التوانسة، وأقول لكم أحبائى إن مصر بريئة من هؤلاء الخائنين، الذين لا يحبون مصر ولا يريدون استقرارها وأمانها، أعلم أنكم شعب متحضر مثقف تعون جيدا ما ينطق به رجل مصرى يعشق تونس وأهلها، ومن المؤكد أننا جميعا كمصريين نحبكم ونقدركم، ولا ننسى لكم مواقفكم المشرفة والنبيلة مع إخوانكم المصريين الناجين بأرواحهم من ظلم القذافى وأتباعه، فى ليبيا، ونعتذر لكم جميعا بكل كلمات الاعتذار عما حدث، وسأظل أرددها لكم.. أنا آسف يا تونس، نيابة عن شعب مصر، أنا آسف يا تونس .
