أكد د.محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن العصر الحالى عصر الشعوب، موضحا أن الشعوب العربية بدأت تسترد مكانتها وحقوقها من مغتصبيها وحريتها وكرامتها بعد طول صبر وعذاب على مدار أعوام، ومن حقها أن تتهيأ من جديد للحياة الراشدة والمكانة العالية.
ووصف بديع فى رسالته الأسبوعية بعنوان "عصر الشعوب الراشدة"، ثورات تونس ومصر بالثورات المباركة، التى انتصرت بجهاد وتضحيات للمعارضين الشرفاء والدعاة المخلصين، متمنيا أن تسترد شعوب ليبيا واليمن وسوريا حريتها، معتبرا أن هذه الشعوب والثورات قامت بالحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بعد أن حطمت قيود الذل والاستعباد.
وأوضح بديع أن أول مراحل النهوض والإصلاح هو إصلاح النفوس ثم إطلاق الحريات والإصلاح السياسى، بما يعطى الأمة السلطات باعتبارها صاحبة المصلحة العليا والحاكم والحكومة وكلاء عن الأمة فى الإدارات العليا ليس أكثر من موظفين مسئولين أمام من اختارهم اختياراً حراً شريفاً، باقون فى أماكنهم ما أثبتوا كفاءتهم وأمانتهم، وإن تبين غير ذلك تم تغييرهم بمن هم أصلح منهم، فالأمة أكبر من الحاكم، والشعوب أبقى من النظم.
وأشار بديع إلى أنه يعقب ذلك إصلاح كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدفاعية بتولى الأصلح والأكفأ، كل فى مجاله وتخصصه، مشددا على أن العصر القادم هو عصر الشعوب الراشدة، المهتدية برسالات السماء، القائمة بالحق والعدل والحرية والمساواة، المحققة لرسالة الإنسان فى هذه الأرض.
وذكر بديع أن معظم الحركات التحررية نجحت بفضل الروح الإسلامية ونالت معظم الدول العربية والإسلامية حريتها واستقلالها، إلا أن الثورات الإسلامية فى السابق سُرقت على مدى الأيام هويتها، وخفتت روحها ليتم تحويلها إلى حركات قومية انفصالية متنازعة متنافرة.
واستعرض المرشد أسباب نهضة دولة الخلافة، لأنها قامت على الانتخاب الحر والشورى الخالصة لحكام راشدين وأمة واعية، إلا أنها سقطت كما قال عندما تحولت إلى توريث الحكم ووصل إلى سدة الحكم من لا يحسن سياسة ولا يستمع لشورى، ولا يحترم إرادة الأمة، وعندما خفت صوت الشعوب والأمم، وكان أن ضعفت الدولة الإسلامية، ومزقتها الأهواء والخلافات والنعرات، وأصبحت فريسة سهلة المنال للقوى الاستعمارية الطامحة والحاقدة والمتربصة منذ أمد بعيد نتيجة ترك منهج النبوة، ووقع أغلب العالم العربى والإسلامى تحت براثن الاحتلال الأجنبى، موضحا أن حركات التحرير فى أرجاء العالم العربى والإسلامى كانت فى بداياتها من منطلقات إسلامية، من منطلق وجوب الجهاد لتحرير الأرض وإنقاذ الشعوب.
وفى سياق آخر طالب د.محمد مرسى، المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان، الأنظمةَ والحكومات العربية والإسلامية بالتصدى ووقف الإجرام الصهيونى المتواصل ضد قطاع غزة، والذى وصل ذروته باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 30 آخرين نتيجة القصف المتواصل للأهداف والمنشآت المدنية، واستهداف الطواقم الطبية مع التهديد المتواصل من قادة الكيان الصهيونى بالتصعيد بأشكال مختلفة ضد قطاع غزة.
وذكر مرسى أن عبارات الشجب والإدانة لم تعد تكفى أو ترقى لوقف إراقة دماء الأبرياء والمحاصرين منذ سنوات، مطالبا الشعوب العربية والإسلامية بإعلان غضبها ضد هذه المجازر الصهيونية التى تمت برضا ومباركة أمريكية، ويكون الغضب فى كل المناسبات.
فى رسالته الأسبوعية..
بديع: هذا عصر الشعوب الحرة بعد تحطيم قيود الذل والاستعباد
الجمعة، 08 أبريل 2011 02:34 م