على بريشة

السيد المتآمر.. شكرا

الجمعة، 08 أبريل 2011 08:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بغض النظر عن طبيعة المؤامرة المفضوحة التى شهدها ستاد القاهرة فى مباراة الزمالك والإفريقى التونسى.. وبغض النظر عن البحث عن السؤال الخالد: مين فتح الأبواب.. ومن المسئول عن خطة تأمين الاستاد.. وكم عدد قوات الشرطة التى شاركت فى هذه الخطة وهل كانت قلة عددهم أمرا مقصودا لاكتمال المؤامرة أم أنها مجرد مصادفة.

بغض النظر عن كل هذه التساؤلات المشروعة والتى يعرف رجل الشارع الإجابة عنها بمنتهى البساطة والوضوح.. تبقى الملاحظة الأهم والأبقى والأكثر تعبيرا عن التغيير الشامل والعميق الذى تحدثه روح الحرية والمسؤولية فى الشعوب.. أنا لا أقصد هنا رصد التغيير الإيجابى الذى حدث فى مصر فقط بل فى مصر وتونس على حد سواء.

فمنذ اللحظة الأولى كان الانطباع العام السائد فى مصر هو الإدانة.. وكان الانطباع العام السائد فى تونس هو التفهم.. كان المصريون يجتهدون (مخلصين) فى الاعتذار.. وكان التوانسة يتقبلون (بروح رياضية) هذا الاعتذار.. تجاوز الشعبان الشقيقان بسرعة الحادث وتداعياته وانتقلا إلى الجزء المهم فى جدول الأعمال.. فلكلا الشعبين جدول أعمال مهم ومزدحم ولن يتوقف عند مباراة كرة قدم.. لكلا الشعبين وطن يريد أن يبنيه.

لم تعد مشاعر الوطنية الساذجة تدور وتتمحور وتتكور عند حدود كرة القدم.. لم تعد مباريات الكرة بين الأشقاء معارك حربية نتبارى فيها فى التفاهة والإسفاف.

بالأمس القريب وفى زمن شجيع السيما أبو شنب بريما.. فى زمن العادلى ومبارك والأمن والأمان.. فشلت شرطة العادلى فى تأمين أتوبيس يحمل لاعبى الجزائر مسافة كيلومترين من المطار إلى الفندق.. حدث خرق أمنى رغم القبضة الحديدية والعصيان المكهربة والأمن المركزى والشنب البريما فتعرض أتوبيس اللاعبين الجزائريين للاعتداء من "القلة المندسة".. وقتها تحول الحادث إلى فضيحة والفضيحة إلى معركة والمعركة إلى أزمة والأزمة إلى فضيحة من جديد يتفرج عليها العالم وهو يضرب كفا على كف من تفاهة ما حدث.. كان لافتا أن الإعلام الحكومى فى مصر والجزائر (المقموعتين) يتعامل مع كرة القدم باعتبارها البوابة الوحيدة لحب الوطن.. فاللاعبون هم سفراء الوطن.. وأهدافهم هى إنجازات الوطن.. وعلى جميع المواطنين أن يحافظوا على مكتسبات هذا الوطن (جون جون.. شوطة شوطة.. فاول فاول.. زنجا زنجا..).

هذا هو ما يحدث عندما يكون الاستاد هو المكان الوحيد الذى تسمح فيه السلطات للمواطنين بحمل علم الوطن والغناء له دون أن تعصف بهم طلقات الرصاص المطاطى والقنابل المسيلة للدموع.

المؤامرة المكشوفة التى جرت فى مباراة الزمالك والإفريقى رغم سخافتها.. إلا أنها سمحت لنا أن ندرك كم نضجنا كشعوب وكجماهير فى مصر وتونس كم أصبحنا أكثر وعيا ورقيا فى التعامل مع مفهوم الوطنية بعد أن ذقنا طعم الحرية وأصبحنا (كشعوب) مسئولين عن بلادنا.

شكرا للسيد المتآمر الساذج الذى فتح أبواب الاستاد.. فكل مرة تتحرك فى الظلام يزداد عشقنا للنور و"الورد اللى فتح فى جناين مصر" وفى جناين تونس أيضا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة