"أندريه أوزولاى"، رئيس مؤسسة "أنا ليند الأورو-متوسطية" للحوار بين الثقافات، والمستشار السياسى الحالى للعاهل المغربى "محمد السادس".. دبلوماسى محنك، وسياسى متمكن، يعمل على تقريب شعوب ضفتى المتوسط، إلى جانب جهوده الدائمة من أجل تحقيق السلام فى المنطقة وبناء دولة فلسطينية مستقلة.
خلال زيارة أندريه أوزولاى الأخيرة للقاهرة حاوره "اليوم السابع".. وفى البداية سألناه:
• هل أثر الإعلام فى انفجار الثورات الشعبية بالعالم العربى؟
فى بداية الأمر، أعتقد أنه فى ظل الزخم الشديد الذى نشهده جميعاً فى المنطقة العربية وخارجها، فقد اكتشف العالم الغربى أخيراً أن الديمقراطية باتت تكتب باللغة العربية، وأن الكرامة أصبحت تصنع بسواعد العرب والمسلمين، والعدالة ملك مشترك لنا جميعاً، أما بالنسبة للإعلام فأراه يقوم بمتابعة ما يحدث كل يوم بشغف لا يتوقف، لأننا نعلم جميعاً أن ما سيحدث غداً أهم مما حدث بالأمس، وهذا يعنى أن هناك مشهداً جديداً تم فرضه اليوم من أجل مستقبل أفضل.
وهذا ببساطة ما يجعلنى ملىء بالتفاؤل والثقة بمستقبل ما يحدث فى المنطقة العربية، وأن كل الإنجازات التى استطاعت أن تحققها كل من تونس ومصر، وأيضاً التغيرات الموشكة على الحدوث فى باقى دول المنطقة من شأنها أن تمثل انطلاقة عظيمة الأثر فى مستقبل ضفتى المتوسط، ومن شأنها أيضا أن تعطينا فرصة جديدة لإعطاء الأجوبة الصحيحة عن القضايا السياسية التى تمت إدارتها فيما مضى بشكل سيئ للأسف، وجاءت الإجابات عنها بصورة رديئة للغاية، خاصة القضية الفلسطينية الإسرائيلية التى افتقدت تحقيق السلام.
• فى رأيك هل سيؤثر وصول بعض التيارات الراديكالية فى مصر بعد وقوع الثورات على حوار الحضارات؟
لست على دراية كاملة بتفاصيل الموقف الداخلى فى مصر، ولكن ما أعرفه أن مصر بعثت برسالة قوية من التحضّر والتسامح إلى العالم أجمع، وقد سمعت ما أعلنه مفتى الديار المصرية بالأمس، بأن الدين بشكل عام يعد من دعائم النظام المصرى، ولكن بما يساهم فى تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة، بالإضافة لكونه قادراً على خلق مجتمع أكثر تفتحاً، وعماداً على تحقيق المزيد من الديمقراطية.
• لماذا انصب تطبيق نظرية صراع الحضارات دائماً على الإسلام؟ وهل تعتقد أنه سيتم تطبيق مقررات الأمم المتحدة الخاصة بفوبيا العداء ضد الإسلام من قبل الغرب فى المستقبل؟
فى اعتقادى أنه لا يتوجب على أى منا الهروب من مقاومة الصراع ضد الإسلام، ولن يكون هناك حوار بين الحضارات حول هذه القضية، فى حالة التزامنا الصمت فى مواجهة بروز الخوف المرضى من الإسلام، ولا أرى أى مصداقية لهؤلاء الذين يطرحون القضية للحوار الحضارى، وهم فى الوقت نفسه يلتزمون الصمت حولها، وذلك لأن هذا العداء ضد الإسلام لم يعد مقبولاً، ولذلك أرى أن علينا جميعاً توحيد قوانا من أجل استنكار ومقاومة هذا الاتجاه المتردى، الذى تظهر به للأسف صورة العالم الغربى فيما يتعلق باضطهاد الإسلام.
• هل تأثرت وضعية المعهد بعد اتهامات مكتبة الإسكندرية الموجهة للسيدة سوزان مبارك والتى تتعلق ببعض قضايا الحسابات الخاصة بالمكتبة؟ وهل سيؤثر ذلك على الشفافية فى المستقبل؟
رفض الإجابة عن هذا السؤال قائلاً: إن هذه الأمور الداخلية ليست من شأننا.
• هل تعتقد أن دور حوار الحضارات سيختلف عما كانت الأنظمة تتحكم فى الحوار؟ وهل سيكون للشعوب دور فى هذا الحوار فى المستقبل؟
على يقين أنه لا شىء سيكون كما سبق، فسنمضى إلى مستقبل أحسن وأفضل، إننى أرى إعادة لتشكيل الساحة الإيديولوجية السياسية، وبروز دور أكبر فاعلية لجيل الشباب، الذين يقومون اليوم بفرض قيمهم ورؤيتهم للمستقبل، فإننى أرى فى كل ذلك عناصر تبعث على التفاؤل والثقة فى تجديد الحيوية السياسية داخل المنطقة وفى بلادنا، وهذه التغيرات هى بالنسبة لى مرتكز هام وثراء ينم عن مستقبل واعد لنا جميعا.
• هناك جيل من الثورات العربية رافضون مبدأ السلام من الأساس.. فى رأيك كيف سيتم معالجة ذلك من خلال برامجكم التدريبية؟
فى بداية الأمر، لا أعتقد أنى رأيت مثل هذا الموقف، ولكن يجب أن أقول، إن القضية الفلسطينية قضية محورية للغاية، وسوف تظل دائماً وأكثر من أى وقتٍ مضى قضية يجب علينا التعامل معها بمزيد من الطموح والابتكار وبمزيد من العدالة أيضاً، وأعتقد أن ما يحدث اليوم فى المنطقة العربية هو بمثابة دعوة لليقظة من أجل إعادة مراجعة وتقييم الموقف، بما يسمح بإدراك ما فاتنا فى الماضى، ولإعطائنا فرصة حقيقية لتحقيق السلام، وأنا على يقين بأن الجيل الجديد سوف يتفهم مدى أهمية إعطاء الفلسطينيين أفضل الفرص الممكنة للوصول لأهدافهم فيما يتعلق بالحركة الوطنية.
أندريه أوزولاى أثناء حواره مع "اليوم السابع"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة