مصر المشغولة بـ "الراجل أبو جلابية"

خصصت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فى عددها الصادر الثلاثاء الماضى مساحة كبيرة من صفحتها الأخيرة للحديث عن "الراجل أبو جلابية" الذى كان يجرى بطريقة عشوائية على أرض إستاد القاهرة، حين نزل الجمهور إلى ملعب مباراة الزمالك والأفريقى التونسى السبت الماضى.

وقالت الصحيفة إن الرجل الذى يرتدى جلبابا ويدعى حذيفة تحول سريعا إلى شخصية مشهورة، بعد أن لفت انتباه عدسات المصورين ومشاهدى التلفزيون. وأطلقت صحف محلية وآلاف من أعضاء المواقع الاجتماعية على فيس بوك وغيره اسم "الرجل أبو جلابية".

وتضيف الصحيفة أنه على غرار اهتمام ملايين المصريين بالرجل الذى كان يقف وراء اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، وهو يلقى خطاب تخلى مبارك عن سلطاته الشهر قبل الماضي، وعلى غرار المرأة التى كانت تقف وراء العقيد الليبى معمر القذافى أثناء إلقائه خطابا يتوعد فيه معارضيه الشهر الماضي، دشنت مجموعات من الشباب المصرى عشرات الصفحات التى انضم إليها آلاف الأشخاص على فيس بوك مخصصة كلها لـ"الراجل أبو جلابية اللى نزل الملعب فى ماتش الزمالك والأفريقى التونسي".

وعلى إحدى الصفحات التى أنشئت خصيصا لـ"الرجل أبو جلابية"، كتب أحدهم: "الراجل اللى وراء عمر سليمان يتقدم بخالص الشكر للراجل أبو جلابية، نظرا لأن المصريين انشغلوا بالجلابية، وأصبحت حديث الساعة فى الشارع المصرى". وأضاف آخر: "هذه الحادثة ناجمة عن وجود جلابية مندسة وأجندات صعيدية فى إستاد القاهرة". وقال معلق فى صفحته على "فيس بوك": "التلفزيون المصرى يقرر عرض مسلسل "لن أعيش فى جلباب أبي" تضامنا مع الراجل أبو جلابية".

تقريبا أصبح "الرجل أبو جلابية" حديث مصر كلها من شمالها إلى جنوبها منذ السبت الماضى وحتى كتابة هذا المقال، لدرجة أن عدة صحف عربية وأجنبية كبرى خصصت جزءاً من صفحاتها للحديث عن هذا الموضوع ومدى الاهتمام الذى يحظى به لدى المصريين.

شخصيا لم أندهش من هذا الاهتمام الكبير، فكما انشغلنا بالرجل الذى يقف وراء عمر سليمان، انشغلنا بالرجل أبو جلابية، لأننا فى الغالب نغرق فى التفاصيل الصغيرة، ونضيع فيها معظم وقتنا، أما القضايا المهمة والكبيرة والحاسمة فى تاريخ الوطن والشعب، فغالبا لا تحظى بمثل هذا الاهتمام الإعلامى الكبير الذى تحظى به القضايا الهامشية.

وحتى يظهر رجل آخر يسحب الاهتمام الشعبى من الرجل أبو جلابية ستظل مصر غارقة فى تفاصيل الجلابية، وصاحبها، ومحاولة البحث عن اهتماماته السياسية، وأين يسكن؟.. وأين يعيش؟.. وهل الجلباب الذى يرتديه تفصيل أم جاهز؟!