لا أحد يشك فى حسن نوايا وإخلاص معظم المنضوين تحت مظلة الفكر السلفى، والعاملون فى هذا التيار هم جزء من التيار الإسلامى العام.
ونخصهم هنا بالحديث نظرا لحرصنا على وصول الخطاب الإسلامى لعموم المصريين، بالشكل الذى يتناسب مع عظم وشمول الرسالة التى نحملها، ومن جهة أخرى حرصنا على سلامة الترابط الاجتماعى، بين مختلف التيارات الفكرية والعقائدية داخل المجتمع.
وكذلك العمل على نجاحنا جميعا فى امتحان سنة أولى حرية، وقد تبينت الحاجة لهذا الحديث من خلال السقطات الخطابية، فى أول ممارسة ديمقراطية شفافة خلال العقود الماضية، وكان على رأس هذه السقطات غياب الوعى السياسى عن بعض متصدرى المشهد الإعلامى السلفى، تجلى هذا فى "خلط السياسى بالدينى"، ونحن هنا لا نقول بفصل الدين عن السياسة، فعقيدتنا أن الإسلام ينظم شئون الناس جميعا، ولكن هناك ممارسة سياسية ليس فيها حق وباطل، أو حلال وحرام، ولكنها اختلاف فى وجهات النظر تحكمها المصلحة العامة، كل من وجهة نظره.
ولا يجوز إطلاقا إحداث شرخ فى المجتمع بتقسيم الناس إلى فسطاطين، وكأننا فى معركة حربية، وليس ممارسة حق سياسى، وإذا كانت تلك السقطات قد ظهرت مع أول ممارسة ديمقراطية، فينبغى على كل العقلاء العمل على عدم تكرارها فى المستقبل.
إننا ننتظر من التيار السلفى إعادة دراسة خطابه، ليتناسب مع متطلبات المرحلة، فدائما كان منتسبى التيار السلفى يتيهون على غيرهم بأنهم الأعلم بالعلوم الشرعية، فإن كان هذا صحيحا فهذا أوانه ، فكما قال علماؤنا: "العالم هو العالم بأحوال عصره ومصره"، أى الذى يدرك متطلبات المرحلة، ببعدها الزمانى والمكانى.
كما أن الشريعة الإسلامية شرعها الله من أجل الإنسان، حفظا (لدينه وعرضه وعقله وماله ونسله)، أى أن مصلحة الإنسان هى المحور الذى يدور حوله الشرع الإسلامى، ولذلك قال علماؤنا: "أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله"، وعليه فإن هذا أوان بحوثكم وأعمالكم فى مجال الاقتصاد الذى يساهم فى نهضة الوطن، وفى مجال الفنون التى تغذى الوجدان، وفى مجال القيم الإنسانية من حرية وعدالة وحقوق المواطن وحقوق المرأة.. إلخ، وقس على هذا ما يتصل بنهضة الأمة وخدمة الإنسان.
وينبغى إعادة النظر فى أحكامكم ورؤاكم، فى هذه الأمور بما يتفق وسماحة الإسلام، الوطن فى حاجة إليكم، فأنتم تملكون رصيدا من الشباب الأطهار الأبرار، وواجبكم أن تجعلوا هذه السواعد رصيدا فى خدمة الوطن، وإبراز صورة الإسلام المشرقة.
محمود صقر يكتب:سنة أولى حرية والخطاب السلفى المطلوب
الخميس، 07 أبريل 2011 10:41 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة