"قراصنة المتوسط" يرصد العلاقة التاريخية بين أوروبا وإفريقيا

الخميس، 07 أبريل 2011 12:09 م
"قراصنة المتوسط" يرصد العلاقة التاريخية بين أوروبا وإفريقيا غلاف الكتاب
كتب محمد عوض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقة بين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه اتخذت أشكالاَ متنوعة، ولكنا لم تدخل فى إطار الدراسة بالقدر الكافى الذى يثرى المكتبة العربية، واهتم كتاب "قراصنة المتوسط" الصادر حديثا من دار نشر "صفصافة" من ترجمة محمد عبد الفتاح السباعى، برصد حقبة ما بين فتح القسطنطينية 1453، والحملة الفرنسية على مصر عام 1789، أهم فترات تاريخ العلاقة بين ضفتى المتوسط - الشمال المسيحيى والجنوب المسلم - حسب تعبير المترجم.

ومن مفارقات الكتاب فى العنوان الذى فضل مترجمه محمد السباعى أن يحوله إلى "قراصنة المتوسط"، رغم أن الترجمة الأساسية للعنوان الأساسى "أسرى فى المتوسط"، لأنه انتقى تسع مقالات رئيسية للترجمة بدل بسببها العنوان، ويضم الكتاب ترجمة لمقالات لباحثين فى جامعة "سوربون" الفرنسية وجامعة مالطا.

ويقول السباعى فى المقدمة "أهمية الكتاب تنبع فى أن الفترة التى يتناولها تكاد تكون غير موثقة على الإطلاق فى المكتبات العربية وأيضا تسارع المتغيرات الدولية فى العقود الأخيرة بما أتى إلى نشوء تنظيمات دولية وإقليمية وشراكات سياسية لعل أبرزها اتحاد الأورومتوسطى، ويعتبر البحر الأبيض همزة بين الجانبين الأوربى والعربى".

وأضاف: "فرانسوا مورو أستاذ الأدب الفرنسى بجامعة سوربون والمشرف على الكتاب، لم يجد أفضل من أدب مالطا ومكتباتها بما فيها من مخطوطات كمرجع أساسى لاستقاء معلوماتهم التاريخية عن هذه الفترة الزمنية لكون الجزيرة قاسماً مشتركا فى المثير من الأحداث باعتبار أن مالطا نفسها كانت ولا تزال حلقة الوصل بين القارتين: "السمراء والعجوز"، ثم تصبح أكثر أهمية تحت حكم فرسان القديس يوحنا وتكون مهمتها البحرية التصدى للقراصنة الترك والأمازيغ.

وضم الكتاب تسع مقالات تتحدث عن تاريخ المسيحية والإسلام على ضفتى المتوسط وأوضاع الأسرى، المسيحيين فى تونس والجزائر، وقصص اعتناق بعضهم الإسلام بين إقتناع وندم ورغبة فى العودة لأحضان كنسية العذراء. وفى الفصل الثانى "أسرى فى الأراضى المسيحية" تنتقد هند لوكيلى أستاذ العلوم السياسية بجامعة سوربون، قلة الوثائق فى المكتبة العربية الإسلامية التى تروى عن الأسرى المسلمين فى الأراضى المسيحية، وبالرغم من أن المكتبة العربية زودت الباحثة بمعلومات عن عمليات تبادل الأسرى بين المسلمين والمسيحيين وفى بعض الأحيان عن العبيد المسلمين فى الأراضى المسيحية، ونجاح بعضهم فى الفرار من خاطفيهم، ولكن الباحث فى هذا الموضوع لا يمكنه العثور فى مكتبات الشرق على ما يمكنه من التحقق من صحة هذه المعلومات.

وتمكنت لوكيلى من الحصول على نصين لأسيرين مسلمين من الغرب "قصيدة لمثقف عاش فى القرن السادس عشر" يدعى أحمد بن أبى القاضى، وعدد من المراسلات كتبتها فاطمة بنت محمد بن عبد الرحمن الشريف للسلطان المغربى "مولاى سليمان" فى القرن الثامن عشر.

والفصل الثالث يتناول رواية سفير مخلص فى خدمة السلطان "ابن عثمان المكناسى فى أسبانيا ومالطا ونابولى، والرابع" حكاية أسر جيورجيو ديل.. متنقل إيطالى بين الحدود والديانات. والفصل الخامس بعنوان "كلمات الخلاص.. خيال وبلاغة فى إجراءات خلاص أسرى المتوسط فى القرنين السادس عشر والسابع عشر، ويرصد الفصل السادس مشاهد من مالطا عن الأسرى قبل وأثناء حكم فرسان القديس يوحنا.

والفصل السابع "يتحدث عن أدب القرصنة والأسرى ما بين عصرى النهضة والباروك، والفصل الثامن" لقطات من حروب غرناطة إلى حروب القرصنة، والقرصان المسلم فى القصائد الغنائية الإسبانية بالقرن السادس عشر، ويدور الفصل التاسع عن خيالات أسرى مسيحيين عائدون من الجزائر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة