علا الشافعى

عفواً أيها الرجال

الخميس، 07 أبريل 2011 10:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرض العديد من القنوات الفضائية من خلال برامجها المتنوعة تقريرا عن عدد من الآباء الذين وقفوا أمام وزارة العدل حاملين لافتات تندد ببعض القوانين المتعلقة برؤية الأبناء وقانون الحضانة، مطالبين بحق الاستضافة، وهو ما جعلنى أستدعى تفاصيل فيلم روائى قصير للمخرج محمد ممدوح بعنوان «أقل من ساعة» يتحدث فيه عن قانون الرؤية من خلال وجهة نظر سيدة، حصل زوجها على حضانة طفلتهما الوحيدة بعد الانفصال، وكيف كان يتفنن فى تعذيبها، واستغلال حضانته للطفلة، وإصراره على أن يجعلها تكره أمها وتبتعد عنها.

ليس معنى كلامى أننى ضد الرجال، وأدافع عن النساء اللائى يملكن حق الحضانة وأرفض أن أعمم، فليس كل الرجال شياطين وليس كل السيدات ملائكة ولكنى مع منطق الأمور، وعدم الاندفاع فى إهالة التراب على معظم ما تغير فى قوانين الأحوال الشخصية واعتبر مكسبا للمرأة فى عهد النظام السابق بدعوى أن هذه القوانين تم إقرارها لتلبية رغبات الهانم أقصد السيدة سوزان مبارك، لأنه فى حالات الانفصال غالبا ما يتزوج الرجل بامرأة أخرى ويعيش حياته بحرية كاملة يتزوج ويؤسس أسرة جديدة وينجب، وعادة ما تفضل النساء من المطلقات تربية أبنائهن.

هذا ليس كلامى بل كلام سيدة مصرية فى عز شبابها رزقها الله بزوج لا يتقى الله فى أى أمر من الأمور، وكان كل همها الحفاظ على بيتها لأجل خاطر طفلتيها، ويبدو أن استكانتها الزائدة على اللزوم لم تعجبه فازداد فى توجيه الإهانات إليها، ووصل الأمر بعد وفاة أبيها والذى كان سندا وظهرا لها أن ألقاها الزوج خارج منزل الزوجية هى والبنتين رافضا حتى إعطاءهن ملابسهن أو أى غرض من أغراضهن الشخصية، وسرعان ما لاحقها بالدعاوى القضائية بدءا من الإنذار بالطاعة، واستئجار شقة وضيعة غير إنسانية لينفذ فيها الحكم، تماما مثلما نرى فى أفلام السينما، وعندما رفضت إهانة نفسها وابنتيها اللتين لا ذنب لهما تحولت إلى ناشز، ليس ذلك فقط، فهو لاينفق عليهن ويرغب أيضا فى تحويل ابنته الكبرى من مدرستها الخاصة إلى مدرسة حكومية رغم أن الأم هى التى تتولى دفع المصاريف ووصل الأمر إلى أنها تترجاه وتتوسل إليه، بأنها ستكتب إليه تعهدا بأنها المتكفلة بكل شىء فقط يترك ابنتيها فى حضنها.

فما رأى القانون فى حالة مثل هذه والتى يوجد مثلها الآلاف من الأمهات وفعليا هل يستحق مثل هذا الرجل أن يستضيف ابنتيه أو يضمهما إلى حضنه، وهما قد تحولا بالنسبة إليه إلى وسيلة ابتزاز وضغط؟ أعرف صاحبة المشكلة بشكل شخصى، وهو ما جعلنى أحمل صوتها إلى زملائى الذين يتابعون قضايا الأحوال الشخصية وعلى استعداد أن أصلهم بها وبغيرها من النساء المقهورات أمام رجال يستغل بعضهم الظرف الذى يمر به البلد محاولين الحصول على أكبر قدر من المكاسب، وعن نفسى أنا مع التحضر فى العلاقة بين الرجل والمرأة بعد الانفصال، ومع أن يرى الرجل أبناءه ويستضيفهم، ولكن الرجل الذى يستحق ذلك ويقوم بواجباته كرجل مسؤول، أما الرجل الذى لا ينفق ويبتز امرأة أنجب منها أطفالا فى يوم من الأيام، ويواصل تدمير نفسيتهم، وهو ما يخلق أجيالا مشوهة، فهو بالتأكيد لا يستحق ولو مجرد نظرة من عيونهم البريئة.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أ.س.

استغلال زوجات لقانون الحضانة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة