المسرح يستعيد بريقه بعد الثورة

الخميس، 07 أبريل 2011 04:55 م
المسرح يستعيد بريقه بعد الثورة الثورة مادة خصبة لكتاب المسرح
كتب خالد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن المسرح- أبو الفنون- كان الأوفر حظًا بعد ثورة 25 يناير من غيره، حيث فتحت معظم المسارح أبوابها وبدا الكتاب والمخرجون يعتمدون فى جزء كبير من أعمالهم على الأحداث التى سبقت وواكبت وأعقبت الثورة، والتى شكلت مادة خصبة لمناقشة الكثير من التفاصيل على خشبة المسرح.

وما إن أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة تخفيف عدد ساعات حظر التجوال مؤخرا حتى بدأت الحياة تعود تدريجيا لمسارح الدولة وكانت "شيزلونج" صاحبة نصيب الأسد بعد ثورة 25 يناير من بين المسرحيات الأخرى.

بدأت شيزلونج قبل الثورة بشهور وحققت نجاحا كبيرا، جعلها من أفضل الأعمال المعروضة على الساحة آنذاك، حيث كانت تناقش مشاكل المصريين البسيطة منها والعميقة بداية من أزمة الصناعة وانتشار الجملة الشهيرة "صنع فى الصين" التى أصبحت موجودة على كل منتج، وحتى المشاكل السياسية الكبيرة، حيث جذبت الكثير من محبى المسرح لرشاقة العرض ومرونته وهو نتاج ورش الارتجال لفرقة الشباب التابعة للبيت الفنى للمسرح.
وما إن هدأت الأوضاع واستقرت بعض الشىء بعد سقوط النظام ونجاح الثورة عادت شيزلونج بنفس المحتوى، ولكن ببعض التغيرات، حيث أصبحت الثورة فى العرض مادة قوية للسخرية من العهد القديم، وكذلك الرئيس السابق مبارك ونجله وجميع رجال النظام دون أى إخلال بالمسرحية، فلاقت نجاحًا أكبر عن ذى قبل، جعلها تتجه لمسرح الليسيه بالإسكندرية لاستكمال العرض.

أما العرض الثانى فهو "نلتقى بعد الفاصل" وكان يعرض قبل الثورة لكن تم منعه لتناوله بعض المشكلات السياسية الحساسة على الرغم من جرأته وفوزه بجائزة أفضل مؤلف شاب والتى حصل عليها أحمد عبد الرازق.

تدور أحداث المسرحية حول ميدان عام يتجمع به نماذج من الشعب المصرى، وتقع حادثة ولا يكتشف من قام بها، وكلما اعترض الموجودون فى الميدان يقوم أمين شرطة بفضهم بالقوة ووسط تلك الأحداث يتم اختفاء تمثال الميدان الشهير وسط ذهول المارة، وطمأنة النظام الحاكم بأنهم سوف يعيدون التمثال وتنتهى الأحداث بالثورة واعتصامات التحرير التى أسقطت الرئيس ونظامه.

فكرة العرض جيده وجريئة بعض الشىء ولكن طوله وتكرار النماذج أديا إلى تسرب الملل، ربما بسبب دخول مشاهد الثورة عليه، مع ذلك بذل أبطال العمل مجهودا كبيرا، كما تميزوا بأن انفعالاتهم كلهم كانت أقرب إلى الحقيقة لتجسيدهم واقعا عايشوه، فكان الديكور عبارة عن ساحة خاوية تشعر من خلاله أنك فى ميدان التحرير، يتحول هذا الشعور إلى شبه يقين حينما تأتى نهاية العرض فيعصتم الجميع فى تلك الساحة وما إن تنجح ثورتهم حتى يبدأوا فى تنظيف الميدان ثم يرددون "الشعب يريد إصلاح البلاد".
المسرحية من إنتاج مسرح الطليعة وإخراج أحمد إبراهيم.
العرض الثالث هو "تذكرة للتحرير" الذى تناول الثورة من إخراج سامح بسيونى.. العرض محاكاة لأيام الثورة منذ 25 يناير وحتى تخلى الرئيس السابق عن منصبه بجميع تفاصيل تلك الأيام الثمانية عشر من خلال بعض الشباب والفتيات المعتصمين فى ميدان التحرير، والذين يقوم كل منهم بعرض همومه ومشاكله التى جعتله يفكر فى الاشتراك فى الثورة فكانت الدوافع مختلفة.

العرض يبدأ خارج المسرح من خلال مظاهرة أو مسيرة تطالب الرئيس بالتنحى وما إن يدخل الممثلون على خشبة المسرح حتى يبدأ الاعتصام المفتوح لنرى كيف كان وقع خطب الرئيس السابق على شباب التحرير، ومرورا بموقعة الجمل الشهيرة، واستشهاد عدد من الثوار، ثم نرى كيف كان كل المصريين يؤدون صلواتهم داخل الميدان، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين فى مشهد أثار إعجاب وتصفيق الجمهور العريض، الذى شاهد العرض وأثنى عليه وفى النهاية نرى كيف أسعد خطاب التنحى هؤلاء الشباب.

العرض لا يمكن اعتباره مسرحية بالمعنى المتعارف عليه، حيث كان ارتجاليا من الممثلين أنفسهم فى إطار كرنفالى، والمسرحية ليس بها قصة محددة، ولكنها عبارة عن اسكتشات مختلفة صاغها سامح بسيونى فى شكل راق.

هناك بعض العروض أيضا التى تنتظر الخروج إلى النور مثل "صورة للشعب الفرحان" للمخرج إسلام إمام ومن إنتاج فرقة الشباب وستم تقييمها بعد عرضها.

فى النهاية يبقى القول بأن اجتهادات هؤلاء الشباب نابعة ولاشك من حس وطنى
وتجربة رائعة شارك أغلبهم فيها، ولكن ربما تحتاج تلك الطاقة الهائلة إلى تنظيم أكثر يساعد على خروجها بشكل احترافى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة