"الأمن والدين والسياسة" فى حوار شباب الثورة مع ممثل الأمم المتحدة

الخميس، 07 أبريل 2011 07:03 م
"الأمن والدين والسياسة" فى حوار شباب الثورة مع ممثل الأمم المتحدة جورج سمبايو ممثل الأمم المتحدة لحوار الحضارات
كتبت ميريت إبراهيم وإبراهيم بدوى - تصوير محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التقى الرئيس البرتغالى السابق، جورج سمبايو، ممثل الأمم المتحدة لحوار الحضارات وفداً من شباب ائتلاف الثورة اليوم، بمنزل السفير التركى، للحديث عن مرحلة ما بعد الثورة، وما يمكن أن يقدمه التحالف للشعب المصرى من أجل بناء مصر ديمقراطية.

وأكد سامبيو، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من اللقاء هو تبادل الخبرات، والوقوف على أهم سبل التعاون التى يمكن أن نقدمها، وصولا إلى الأهداف التى يرغبها المصريون دون إملاء، فى ظل ما يتمتع به هذا البلد من ثقافة وحضارة عريقة.

وأشار إلى أن مصر تمر بمرحلة انتقالية مليئة بالتحديات التى تتطلب تتضافر كل الجهود من أجل الوصول إلى ما يأمله الشعب المصرى، الذى يبقى وحده صاحب القرار فيما يختاره من أساليب وآليات لتحقيق الاستقرار والنهضة.

وأضاف: "يجب ألا يتم استخدام الدين كأداة لأغراض أخرى"، مؤكداً على أهمية الفصل بين العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول والمعتقدات الخاصة بالأفراد.

وأوضح سمبايو أن المشكلة التى واجهت عملية الحوار بين الحضارات فى مرحلة ما هى تحوله إلى حوار بين الأديان، وشدد على أهمية عدم استخدام الدين لأغراض أخرى، حيث استخدم فى بعض الأحيان فى الإرهاب، مشيراً إلى أن الدين جزء من حياة الأشخاص، الذين يجب أن يعلموا جيداً حقهم فى ممارسة عقائدهم بحرية، وأضاف: "يجب ألا نستخدم الدين فى أغراض غير دينية، لأن الدين تسامح".

وحول ما تواجهه مصر من مشكلات خلال الفترات الانتقالية، من واقع خبرته الشخصية، قال، إنه لن يخوض فى تلك المشاكل، وهناك بعض الأمور التى شهدتها البرتغال بعد ثورتها، وتتكرر فى مصر الآن، مشيرا إلى أن العملية الانتقالية يجب أن تتم ببطء، وأضاف: "لقد قمنا بذلك، وارتكبنا الكثير من الأخطاء والكثير من الأشياء الجيدة لكى نصل لأساس ديمقراطى"، موضحاً أن هذا الأمر سيستغرق وقتاً، ويتطلب مشاركة الشعب، والمجتمع المدنى والمنظمات فى المجتمع والأحزاب، لتحقيق العملية الديمقراطية.

وأكد أن المصريين فخورون بما حققوه، ولديهم تاريخ وحضارة وكفاءات عظيمة، وسوف يتمكنون من إيجاد طريقهم، قائلا: "ما نحاول فعله من وجهة نظر تحالف الحضارات هو الانفتاح على الاقتراحات، لكى نرى كيف يمكننا المساهمة بشكل ما، للمساعدة فى التطورات التى تحدث الآن فى مصر".

وحول توقعاته بتغير مسار حوار الحضارات فى ظل التغيرات الحادثة بالمنطقة، قال: "إن تلك التغييرات جوهرية، ونأمل أن تسفر عن علاقة أفضل فى المستقبل".

وأثناء لقائه مع شباب ائتلاف الثورة دار نقاش طويل معهم حول مخاوفهم وأحلامهم للفترة القادمة، سادها اتفاق حول أكثر الملفات المثيرة لقلق المصريين بعد مرور شهور على اندلاع الثورة بتدهور الحالة الأمنية والاقتصادية، إضافة إلى التخوف من استغلال بعض التيارات لقصر المدة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والسيطرة على مقدرات الثورة من قبل فلول الحزب الوطنى أو جماعة الإخوان باعتبارها أكثر الجماعات تنظيماً.

وأشار الشباب إلى مخاوف حول مسودة الدستور الجديد، ومدى تمثيلها لكافة شرائح المجتمع والأقليات، وتعبيرها عن طموحات المصريين، وكيفية تمثيل الشباب فى البرلمان القادم، مطالبين أن يكون معبراً عن كافة طوائف الشعب، وليس عن جماعة أو تيار بعينه.

وثار جدل كبير بين الشباب فى اجتماعهم مع ممثل الأمم المتحدة حول قوة الإخوان المسلمين، فى ظل تزايد طموحات الجماعة فى التمثيل البرلمانى من 30% إلى 45 % فيما اعتبرته منى شاهين، عضو الائتلاف، مؤشراً على نقص الوعى السياسى، الذى يستغله البعض فى حشد المواطنين فى اتجاه معين، مشيرة إلى تدشين شباب ائتلاف الثورة مشروع "صالون التحرير"، الذى يهدف إلى خلق حوار مفتوح بين كافة التيارات والتوجهات، والعمل على نشر التوعية السياسية اللازمة.

فى حين اختلف معها محمد عباس، عضو الائتلاف وعضو جماعة الإخوان، رافضاً اتهام الـ18 مليوناً الذين خرجوا من أجل التصويت فى الاستفتاء بنقص الوعى السياسى قائلا: "إنه من الظلم أن يكون التنظيم الجيد مبرراً للهجوم على جماعة الإخوان"، وطالب أن يكون البرلمان القادم معبراً عن كل طوائف الشعب المصرى على اختلاف اتجاهاته.

فى حين أكدت إيثار الكتاتنى، عضو الائتلاف، على غياب هذا الوعى، خاصة فى المحافظات التى يكون فيها للأئمة والشيوخ الدور الأكبر فى التأثير على الرأى العام، حيث لا يهتم الناس بمن يحكم بقدر اهتمامهم بأن تسير الحياة.

وفى نهاية اللقاء، أكد سمبايو حرص تحالف حوار الحضارات على مساعدة الثورة المصرية، وفق ما يرتضيه الشعب المصرى، مؤكداً أنه جاء للقاهرة ليس لإعطاء دروس ولكن للمشاركة وتبادل الخبرات والاستفادة من مواقف النجاح والفشل.

وأكد أنه من المتوقع أن يحدث هذا الجدل فى أى دولة تمر بمرحلة انتقالية، إلا أن الأهم هو خلق أرضية عامة لحرية التعبير وتبادل الآراء دون إقصاء لأحد، ويكون الفيصل فى النهاية هو الصندوق الانتخابى.

من جانبه أكد السفير حسين عونى بوتسال، السفير التركى بالقاهرة، على اهتمام تركيا باعتبارها أحد الأعضاء الفاعلة بمنظمة حوار الثقافات التابعة للأمم المتحدة بمستقبل الدولة المصرية والوصول بها إلى الاستقرار والرخاء الذى يستحقه الشعب المصرى الشقيق.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة