استغل البعض الانفلات الأمنى وراح يعيث فى الأرض فسادا فانتشرت السرقة بالإكراه، وترويع الآمنين، وقام بعض أصحاب السيارات بطمس اللوحات المعدنية ووضع عبارة 25 يناير بديلا للوحات المعدنية للسيارة وتجرأ البعض فخالف التعليمات المرورية وعادت مخالفات السير عكس الاتجاه والسرعة الجنونية وانتشرت إشغالات الطريق ووجد البعض الفرصة سانحة للاعتداء على الأراضى الزراعية فقاموا بإنشاء المبانى عليها دون وازع من ضمير وتعددت صور الانحلال وخرق القانون.. وكان من الطريف أن ينسب البعض هذا الخلل للنظام السابق وما يعرف بالثورة المضادة وكلما تفشت صورة الانحلال القانونى فى المجتمع يهلل البعض ضد الفساد والنظام السابق.
إن الأمر بهذه الصورة أصبح خطيرا ما لم نعد للأمن هيبته واحترامه مع التأكيد على ضرورة تصحيح مساره.. لقد أصبحت المعادلة صعبة؛ فنحن نرفض تحكم الشرطة وأسلوبها المتعالى ونرفض الانصياع للتعليمات التى تقيد حريتنا كإجراء وقائى والشرطة حاليا تعمل بلا روح وقد يشعر بعضهم بلذة التشفى عندما يرى المواطنون يعانون من التسيب والفوضى والكل يرفع شعار الثورة والحرية.. إن الوضع القائم ينبئ عن خطر حقيقى محدق بمصر وبشعبها ولا يجب أن ننتظر من وزارة الداخلية مستوى أعلى من الوضع الأمنى الحالى.. إن التعليمات المشددة على حسن التعامل مع المواطنين وحتى المجرمين رفع من مستوى الإرهاق النفسى على ضباط الداخلية وأضعف من عزمهم وهز كثيرا من ثقة رجال الشرطة بأنفسهم وهو ما يتطلب عقد حوار وطنى عاجل حول التصور للعلاقة الصحيحة بين الشرطة والشعب فى الوقت الراهن بما يضمن للشرطة أداء دورها فى حفظ أمن البلاد والعباد.
