شهدت بلادنا أحداثا كثيرة متتالية وسريعة، عانت منها كثيرا فى الفترة السابقة، منها عدم الشعور بالأمان السائد بين الناس إلى الآن، وعدم المقدرة على فهم الحقائق، وانتشار الفساد والسرقات التى تظهرها المحاكمات العسكرية، والتحقيقات التى أثبتت هذه السرقات التى اتهم بها الكثير، مما أدى إلى كثرة الحرائق لإخفاء ما كان يحدث من سرقة ونهب لثروات بلادنا الحبيبة، فلم يكفهم سرقتها، فعملوا على حرق مبانيها للقضاء على أى دليل يدينهم، وسوف يعاقب كل من أراد مصر بسوء، وستفشل جميع محاولاتهم لأن الله سيحفظ مصر إن شاء الله من الدمار والخراب، وسيعم العدل وينتشر بأمر الله.
ونجد أيضا أن من الأحداث الهامة التى واجهتها أمتنا، الحروب الطائفية التى لجأ العدو إليها للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وإشعال نار الفتنة بينهم من جديد، وبطريقة أكثر ضراوة مما سبق، لعلهم يجدون مأربهم فى تفكيك الشعب المصر، والرابطة القوية التى تربطهم ببعض، وأن تصبح الثورة دموية يضيع فيها الآلاف، لا ثورة بيضاء تعم بالخير على الجميع.
فليعلموا أنهم لن يقدروا على ذلك إن شاء الله، لأن المسلمين والمسيحيين يد واحدة على مر العصور، والحروب الطائفية لن يكون لها وجود فى مصر، وسوف تفشل بإذن الله، وسيقدر عليها شعبنا الغالى، ولن يحقق للأعداء غايتهم، وهى تفكيك مصر وضعفها، وإننى أعلم أن من بيننا من هم أكثر عقلانية وتفتح وثقافة، وقد عملوا بالفعل على إخماد هذه الفتنة، ومازالوا يعملون، ورفعون شعار (مسلم مسيحى الكل مصرى).
وهذا هو الحل الوحيد لترابط المجتمع المصرى, لقد جاء الوقت أن يعمل كل فرد ما عليه من واجب فى حب مصر، والعمل على نهضتها، وأن يشعر كل فرد بالأمان، لا الخوف المسيطر على جميع أفراده، فلكل منا دور يجب أن يؤديه للحفاظ على وطننا الغالى مصر.
ومن يتخلى عن دوره فهو الخائن لمصر فليرجع كل منا إلى مكانه الطبيعى، الطالب فى مدرسته والعامل فى مصنعه والشرطى فى مكانه و المعلم بين طلابه، ولنحارب جميعا الفساد فى جميع صوره وأشكاله، ونعاهد الله ألا نقع فيه، حتى تدور حركة الحياة الصحيحة والكريمة.
