يروى الصحفى محمد توفيق السيرة الذاتية المجهولة للكاتب الساخر الكبير، أحمد رجب، فى كتابه "ضحكة مصر" الصادر حديثا عن دار المصرى للنشر، وإمعانا فى هذه تأكيد هذه السيرة الذاتية المجهولة، يضيف توفيق عنوانا فرعيا للكتاب داخل دائرة حمراء تقول "أسرار تنشر لأول مرة".
الكتاب يتكون من 8 فصول، يبدأها توفيق، بذكر الاسم الثلاثى الكامل لأحمد رجب "أحمد إبراهيم رجب" مشيرا إلى أنه لم يعرف هذا الاسم، سوى من ورقة وحيدة وجدها فى أرشيف دار أخبار اليوم التى عمل بها رجب أكثر من نصف قرن، وهى الورقة التى وقعها رجب عام 1959، عندما كان مديرا لتحرير مجلة "الجيل" ويمضى توفيق فى ذكر بيانات رجب، الذى تعلم فى مدرسة رياض باشا الابتدائية، وكان يحب حصة الموسيقى ويكره علم الحساب، وبسببه قضى طفولة سعيدة جدا كلها ضرب فى ضرب على حد تعبير رجب نفسه.
يحكى توفيق فى أولى فصول الكتاب، كفاح رجب من أجل اقتناء الكمنجة فى صباه، وكان العائق الوحيد أمام تحقيق هذا الحلم، هو نجاحه فى الجبر، ويشير مؤلف الكتاب إلى أن الكمنجة التى أحبها رجب لم تحبه، إذ جاء له صاحب المعهد وقال له: يا ابنى أنت معنا منذ سنوات، ولم تتعلم شيئا، لأن يدك ليست ميكانيكية.
ولكن صاحب هذه اليد، كان قادر على الكتابة فى أكثر من باب، وفى أكثر من مجلة، ونجح فى توجيه خبطة صحفية كبرى للنقاد، عندما نسب مسرحية "الهواء الأسود" للكاتب السويسرى فريدريك دورينمات، وهى الواقعة الشهيرة، التى عرفت بمقلب "مسرح اللامعقول"، كما يروى توفيق فى الكتاب آراء أحمد رجب فى الكتابة الساخرة، التى يراها: الساخر ليس مضحكا، والكتابة الساخرة ليس تنكيتا، بل هى كتابة جادة، أما النكتة، فلا تزدهر إلا فى أكثر العصور قمعا.
يقول توفيق مؤلف الكتاب: أحمد رجب هو ساخر مثالى، حسب التعريف الأكاديمى للسخرية، فهو لا يهدف فى كتابته سوى إصلاح السياسات الخاطئة، وتغييرها، لكنه ليس وحده، فهناك ساخرون آخرون، ساروا على نفس الدرب.
ولا ينسى محمد توفيق مؤلف الكتاب، أن يضمن فى نهايته، شهادة لأحمد رجب عن ثورة 25 يناير، حيث أكد رجب للمؤلف أنه ذهب إلى ميدان التحرير، لكنه لم يستطع المرور إلى قلبه، لأن صحته لم تسعفه، وفى هذه الشهادة أيضا، يقول رجب: سيناريو التوريث واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، عجلا بنهاية النظام، والثورة نجحت لأنها تمت بمنتهى الصدق، ولم يكن فيها مطامع لأحد، بل كانت كلها لوجه الله، ثم الوطن، كما عبر رجب عن سخريته الشديدة من النظام، الذى كان يتباهى بحكومته الذكية، فإذا الثورة تقوم ضده من خلال الفيس بوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة