أعادت ثورة " 25 يناير" رسم خريطة الأحزاب السياسية، حيث صعد التيار الليبرالى بقوة بالساحة السياسية عبر الإعلان عن انطلاق 7 أحزاب ليبرالية أسستها شخصيات بارزة مقابل 3 أحزاب يسارية فقط هما "التحالف الشعبي" و "العمال" و "الاشتراكى الديمقراطى و3 أحزاب أيضا ذات مرجعية إسلامية أبرزها "العدالة والتنمية" للإخوان المسلمين كما تراجع التيار الناصرى بتأسيس حزبين فقط أحداهما حزب"الكرامة" القائم تحت التأسيس منذ 12 عاما.
صعود التيار الليبرالى فى أعقاب 25 يناير، يتجلى فى تأسيس عده أحزاب أبرزها "المصريين الأحرار" لصاحبة نجيب ساويرس و 25 يناير والذى يقوم فيه الإعلامى وائل الإبراشى بدور وكيل المؤسسين، وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل التيارات السياسية فى مصر وهل سيصبح أصحاب الفكر الناصرى مجرد "حبرا على ورق" وفقا للمعادلة الجديدة خاصة وسط الصراعات التى يشهدها الحزب "الناصرى" ما بين جبهة سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب وأحمد حسن الأمين العام والتى يدخل فيها الشباب طرفا.
أحمد حسين الأمين العام للحزب الناصرى، يرى أن التيار "الناصري" متواجد على الساحة السياسية عبر حزبى "الناصري" و"الكرامة" ولا يحتاج لنشأة أحزاب جديدة لتعبر عن مدى قوته حيث قال " التيار الناصرى مش محتاج تفتيت أكثر من كده"، مضيفا " كثرة الأحزاب التابعة للتيارات ليست السبيل لفرض التواجد على الساحة السياسية".
ويرى حسن أن قوة الأحزاب تكمن فى مواجهة سياسة أى حكومة تحول دون تحقيق مطالب الشعب، وهو الأمر الذى يستطيع التيار الناصرى التصدى له بقوة من خلال الأحزاب التى تتبنى فكرة وهى أحزاب "الكرامة" أو "الوفاق القومى".
فيما أعزى المهندس وائل نواره رئيس شبكة الليبراليين العرب سبب ظهور التيار الليبرالى بقوة إلى أن المكون الرئيسى لأغلب المصريين هو الوسطية، موضحا أن الطبيعة المصرية تميل للتيار الليبرالى ذو الطابع المصرى الذى لا يتصادم مع الدين أو العروبة أو التاريخ كليبرالية الشيخ محمد عبده بجانب تصالح الليبرالية مع كافة التيارات السياسية الموجودة على الساحة، وكذلك الأديان وهو ما سيزيد من أصحاب الفكر الليبرالى خلال الفترة المقبلة.
ووصف نواره نشأة الأحزاب التى تقوم على "برنامج" بأنها نضح سياسى خلفته ثورة 25 يناير بعدما وجدت العديد من التيارات السياسية تقاربها فكريا، إذا وجد اليساريون الديمقراطيون.
من جانبه، يرى عبد الغفار شكر القيادى اليسارى، أن هوجة إنشاء الأحزاب على حد وصفه ستنتهى مع بداية العام الجديد مع توقعات بتقلصها لتقتصر على 7 أحزاب فقط ، تستطيع جذب المواطن إليها خاصة مع وقف التمويل للأحزاب السياسية ومدى قدرة الحزب على التواصل مع الجماهير وتحقيق مطالبهم العاجلة، موضحا أن طفرة نشأة الأحزاب السياسية لن تقف عند حد التيار الليبرالى بل سيشهد نشأة عدد الأحزاب ذات التيار الناصرى والإسلامى.
ورغم ارتفاع عدد الأحزاب الليبرالية الجديدة نسبيا مقابل التيارات الأخرى إلا إن عبد الغفار يؤكد أن عدد الأحزاب التى تنتهج تيار سياسى ما مقابل آخر ليست بالضرورة المعبرة عن قوة التيار ، متوقعا أن يكون التيار الدينى الأقوى خلال الفترة المقبلة من خلال حزب الوسط أو الحزب الذى يؤسس له الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
فيما يرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الفترة ما بعد ثورة 25 يناير قد تكون فرصة لفترة ثانية للتيار الليبرالى بعد الفترة الأولى والتى استمرت ما بعد ثورة 19 حتى ثورة 52، لكنه يؤكد أن المرحلة الحالية ستستمر فيها نشأة الأحزاب السياسية من كل التيارات السياسية ولا يمكن التكهن بمدى وزن أو قوة تيار ما.
وأشار نافعة، إلى أن الانتخابات البرلمانية وأيضا الفكر الذى يتنمى إليه الرئيس الجديد سيلعبان دورا حيويا فى تحديد مستقبل تيار سياسى ما، حيث توقع أن تختلف خريطة الأحزاب الحالية مع الانتخابات البرلمانية باندماج الأحزاب الأقرب فكريا لخوض الانتخابات معا.
وحول مستقبل الأحزاب القائمة على برنامج بعيدا عن التعصبات الأيدلوجية، قال نافعة، إنه بطبيعة المرحلة الحالية ستشهد مصر إفراز تيارات جديدة وأحزابا تختلف من حيث طبيعة البرنامج والأطروحات الفكرية، إلا أنه لا يمكن تحديد مدى نجاح تلك المباردات إلا بعد 5 سنوات على الأقل.
الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة