الرياضة توازى مرتبة سمو الأخلاق أما إذا حادت عن مسارها فلا مجال لها بين الناس.
إن ما حدث فى مباراة الزمالك المصرى والأفريقى التونسى، مساء السبت الماضى، من تدافع الجماهير ضد الحكم الجزائرى الذى لم يحتسب هدفاً للزمالك، رآه الجمهور صحيحاً وطوق النجاة فى غيبة واضحة لرجال الأمن المنوط بهم حماية المستطيل الأخضر، من حماس المشجعين الزائد على الحد، الذى قد يصل إلى التراشق بالحجارة أو إلقاء زجاجات المياه، وفى النادر أن تكسر كل هذه الحواجز وبتدافع المشجعين إلى الملعب محطمين كل القيود والأعراف والقوانين، التى تؤكد ضرورة حماية الضيف المنافس مهما كانت الأمور والنتائج.
لقد تدافع نفر قليل من الجماهير فى حماس افتقد اللائق منه ولم يكن ذلك مقصوداً به الأشقاء التوانسة بقدر حميتهم على ضياع فرصة ناديهم فى التأهل للدور الـ16 لأبطال الدورى الأفريقى لوجود قطيعة بفعل الزمن منذ وقت ليس بقصير.
إن العلاقات المصرية التونسية منذ قديم الأزل لا يمكن أن تهتز بمجرد نتيجة مباراة كرة قدم، والتاريخ يذكر النادى الأهلى، عندما خسر دورى أبطال أفريقيا بالقاهرة على أيدى الأشقاء التوانسة وعندما حصل عليه فى تونس وفى كلا الأمرين كانت الأخلاق تعلو فوق مستوى الحدث.
إن اعتذارنا للأشقاء العرب فى تونس واجب علينا، وعزاؤنا فى ذلك أن مشاعر المباراة فقط هى التى أدت لذلك، وليس هناك حقد دفين أو ثأر قديم أدى إلى ما حدث.
إن مبدأ الأخوة يجب أن يرتفع فوق مستوى الحدث ونرتقى بعروبتنا الشامخة، حتى لا يصيبنا أذى ضعاف النفوس والصائدين فى الماء العكر، والذين يروجون للإثارة فى محاولة لإشعال فتنة التفرقة والعداء.
حمى الله العروبة من كل سوء، وآخى بين الأشقاء العرب فى مصر وتونس كما آخى بين الأوس والخزرج.
نقيب المحامين
رئيس اتحاد المحامين العرب