جيهان الحسينى تكتب: ثورة حتى الأعماق

الثلاثاء، 05 أبريل 2011 06:38 م
جيهان الحسينى تكتب: ثورة حتى الأعماق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل آن الأوان أن تكون ثورتنا التصحيحية من داخلنا بالفعل، أن تُغيرنا من الجذور، أن تُصلح جميع أحوالنا، لا أدرى لماذا دائما أشعر بسعادة تغمرنى كلما تذكرت مرحلة دراستى المدرسية وفى المقابل أشعر بالحزن والأسى من أجل أبنائى وجيلهم لما يمرون به فى مراحلهم الدراسية بالمدارس.

ربما لأنى اجتزت دراستى هذه ببلد عربى حبيب وغال على قلبى، كنت حينها أحب الدراسة والمدرسة ومتعلقة بها وسعيدة بل أشعر بمتعة أثناء الدراسة وأشعر طوال الإجازة بحنين إلى بدء الدراسة.

لم يكن لدينا كتب خارجية ولم نكن نلجأ للدروس الخصوصية و كانت مدرساتنا دائمات التشجيع لنا والفخر بنا فلم تكن علاقتنا بهم قائمة على أى نوع من أنواع المنفعة، كنت أشعر بنفسى ملكة متوجة بفضل حب و تشجيع مدرساتى وحتى الموجهين الذين يأتون من الوزارة ليتفقدوا أحوالنا إذا توصلت لإجابة سؤال عجزت زميلاتى عن التوصل لإجابته، كنت أشعر أن مدرساتى هن أمهات حقيقيات لنا يدفعن بنا إلى التفوق وسعادتهن كانت من أشد ما يكون إذ حققن ذلك، ومدرساتى هؤلاء كانت الأغلبية منهن مصريات الجنسية وحتى هؤلاء الموجهين كانوا مصريين.

ولكنى أنظر الآن إلى حال أبنائنا فأجد إنه مختلف أشد درجات الاختلاف.

لا يتعامل المدرس مع طلابه إلا تحت سياسة المنفعة، فتوقف المدرس عن الشرح بضمير وتشجيع طلابهم فى المدارس و توقفت روح الأبوة والأستاذية وبقيت لغة المادة لتحكم التعاملات.

وبدلا من أن يلجأ المدرس إلى الشرح والتشجيع، أصبح الشعار السائد الدروس الخصوصية مهما كانت نوع المدرسة التى ينتمى الطالب إليها حكومية، خاصة، أو لغات.

وما يلفت انتباهى أن المقولة الثابتة الآن أصبحت أنه لا ثانوية عامة بدون دروس مع أن الدروس لم تتوقف على الثانوية العامة بل شملت كل المراحل ويا للسخرية بدأت من الصف الأول الابتدائى.

لا أدرى ماذا سيحدث لو أخلص المدرس فى عمله و تعامل بمنطق المعلم و الأب و القدوة، وماذا لو رعت الدولة أمر هذا المدرس ووفرت له الأجر المناسب؟!

أجد أنه من المهم جداً أن ينشأ الأولاد فى ظل مفهوم المدرس القدوة لأنى أرى أن التعليم هو فى الأصل تربية و تأسيس و من المهم جداً لنا كبلد أن يُربى أبناؤنا و أن يُؤسسوا ثم يتعلموا و هكذا تكون ثورتنا التصحيحية أتت ثمارها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة