تامر عبد الحميد يكتب: نحن من يصنع التاريخ

الثلاثاء، 05 أبريل 2011 01:35 ص
تامر عبد الحميد يكتب: نحن من يصنع التاريخ تامر عبد الحميد المدير الفنى لمنتخب الناشئين السابق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن المصريون كعادتنا نصنع التاريخ والسبت الماضى وعلى ملعب استاد القاهرة الدولى كتبنا بأيدينا واحدة من أسوأ وأسود صفحات تاريخنا المعاصر.

لقد قدمنا للعالم كله صورتين مختلفتين تماماً، ومن العجب أنهما فى آن واحد، فقدمنا صورة حضارية وتابلوهات فنية أكثر من رائعة فى المدرجات عبرت عن مدى تحضرنا وثقافتنا وقدرتنا التنظيمية فى التشجيع، وعبرت أيضا عن مدى حبنا واعتزازنا ووفائنا لإخوتنا وأشقائنا فى تونس، وفى خلال دقائق معدودة تغيرت الصورة كلياً من الحضارة إلى الرجعية، ومن الثقافة إلى التخلف، ومن القدرات التنظيميه إلى الهمجية والغوغائية، ومن الحب والوفاء إلى الجحود والإهانة، بل المهانة فى مشهد تاريخى لم ولن يتكرر.

هذا التغيير المفاجئ فى المشهد أصابنا جميعاً بحالة من الذهول والتخبط عجزت حينها بصيرتنا عن الرؤية وألسنتنا عن الكلام وعندما أفقنا من صدمتنا مما يحدث أمام أعيننا محاولين استيعاب ما يحدث وإيجاد سبب أو دافع وراءه اجتهد كل منا فى فكره ومنطقه واختلفنا فى آرائنا، فمنا من يرى أن ما حدث هو أمر مدبر ومخطط من قبل بعض المندسين والموالين للنظام السابق والذين من مصلحتهم أشاعة الفوضى فى البلاد فى جميع مجالاتها فيما سماه البعض بالثورة المضادة، والفريق الآخر منا يرى أن الأمر تم بصورة عفوية لا يعدو كونها حالة من الفوضى والعشوائية والتى ساعدها ضعف الأمن فى مواجهة أعمال الشغب والخروج عن القانون.

وأنى إذ أميل إلى الرأى الأول، مستنداً إلى عدة أمور، أولها أن الشباب الذى قدم هذا التابلوه الجميل والمظهر الحضارى الرائع لا يمكن بأى شكل من الأشكال أن ينقلب بمثل هذه السرعة ليشوه بيده ما صنعه من تحفة فنية رائعه، وثانيها أن منهم من قد نزل بالفعل إلى أرض الملعب لردع المشاغبين ولحماية لاعبى الأفريقى التونسى وحكم المباراة، وثالثها عندما أقارن هذا المشهد بمشهد ميدان التحرير وما حدث بعده أجدهما يكادان يكونان متطابقين، فكيف أن اثنين مليون متظاهر يحمون أنفسهم بأنفسهم ويقدمون واحدة من أجمل الملاحم التاريخية التظاهرية ثم يتبع ذلك أعمال عنف وتخريب وحرق وسلب ونهب لا يمكن أن يكونوا هم أنفسهم من قاموا بالفعلين معاً.

نحن نعيش فى حالة من الفوضى، وأكاد أجزم أن هناك أيادٍ خفية تعبث بمقدراتنا وأمننا الداخلى ويساعدها على ذلك ضعف الحالة الأمنية لقوات الشرطة وعدم وجود آلة ردع للخارجين عن القانون والمثيرين لأعمال الشغب والبلطجة، ولقد تحدينا بالأمس القريب الفراغ الأمنى ونجحنا فى حماية أبناؤنا ونساؤنا ومنشآتنا وقت أن غابت الشرطة تماماً عن الشارع، والآن نحن نواجه تحدياً جديداً كفيلاً بأن يعيد الأمن والاستقرار للبلاد، وهو أن نأخذ بيد جهاز الشرطة ونعيد إليهم الثقة ونكون جميعا بجانبهم جنباً إلى جنب وأنى أعلم أنه لأمر عصيب، خاصة أن هناك الكثير من المواطنين الشرفاء والذين مازالوا يحملون فى صدورهم العداوة والبغضاء تجاه رجال الشرطة ولكن هناك أيضاً فئة كبيرة من الشعب المصرى والذين يروا أنه لا مفر من رجوع الأمن والاستقرار للشارع المصرى.

التحدى الآن بيننا نحن كمصريين هل سنتحد فيما بيننا ونعفو عن الذى أساء إلينا ونعيد تنظيم صفوفنا من الداخل ونأخذ بيد إخواننا وأقاربنا من رجال الشرطة كى نعيد الأمن والاستقرار لبلدنا وأنفسنا وأهلينا هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة