نهال كمال: أحد أتباع "الفقى" هو الذى افتعل مشكلة الشيخ حسان

السبت، 30 أبريل 2011 02:39 م
نهال كمال: أحد أتباع "الفقى" هو الذى افتعل مشكلة الشيخ حسان الإعلامية الكبيرة نهال كمال رئيس التليفزيون المصرى
حوار وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العديد من الملفات الساخنة أمام الإعلامية الكبيرة نهال كمال، رئيس التليفزيون المصرى، فى مصر ما بعد الثورة، أكثرها سخونة وتعقيدا هى كيفية إدارتها لهذا الجهاز الكبير، خاصة بعد تغير الخريطة السياسية فى مصر رأسا على عقب، وكيفية تعاملها مع أتباع النظام القديم داخل هذه المؤسسة العريقة، وكيفية هيكلتها لتصبح كيانا خادما للشعب بعد أن كان خادما للسلطة، حول هذه الملفات التى ستواجهها وسياستها فى المرحلة المقبلة مشكلتها الأخيرة حول ما أشيع عن منعها لظهور الشيخ محمد حسان، وخلافاتها السابقة مع أنس الفقى كان لـ "اليوم السابع" معها هذا الحوار.

تغيير قيادة أى مؤسسة فى مصر كان مطلبا جماهيريا، فهل يكفى تغيير القيادة فقط أم لابد من تغيير القيادة ونظام العمل وبعض القيادات الوسيطة؟
حينما يكون هناك نظام جديد لابد أن يكون له أدوات وآليات وأشخاص جدد، فمن الصعب أن ينتهى النظام بين يوم وليلة، وعلى سبيل المثال قطاع التليفزيون، النظام رسخ منذ أكثر من 40 سنة وتغيير القيادات بداية للتغيير الشامل.

وما هى الخطوات التى اتخذتيها فى سبيل التغيير؟
هناك إجراءات عديدة اتخذتها فى سبيل الإصلاح، لكنى فوجئت بأن بعض الأشخاص محتكرة للعديد من الميزات ووجدت المستفيدين القدامى يقاتلون من أجل أن يصبحوا مستفيدين جددا، ووجدتهم متخيلين أن ما حصلوا عليه فى العهد البائد أصبح ملكا لهم بل تخيلوا أن صلاحياتهم ستزيد وهذا ما لمسته أثناء إدارتى القصيرة للقناة الأولى، بجانب كونى نائب رئيس التليفزيون، ووجدت أنهم يضعون العراقيل فى طريقى فرفضت هذه الطريقة واعتذرت عن رئاسة القناة، وقلت لو لم يكن هناك مساندة حقيقية لى فلن أساهم فى استمرار أوضاع خاطئة، وهذا ما تفهمه رئيس القطاع وقال لى إنه سيحاول تغيير هذه الأوضاع، وحتى بعد أن توليت رئاسة التليفزيون، وأسعى الآن أن أرسى قواعد قانونية وأن أصنع آلية لإفراز الكفاءات والمواهب للاعتناء بها.

هل أفهم من هذا أنك ستقدمين استقالتك من التليفزيون لو لم تستطعى أن تنفذى ما تحلمين به؟
لن أتسرع فى اتخاذ أى قرار، فمن غير المعقول أنه كلما وجدت معوقا ما فأبادر بتقديم استقالتى، بل على العكس تماما، أنا أدرك كم العراقيل التى سأواجهها، وسأقاتل من أجل إزالتها، وأعتقد أنى خلال الأيام القليلة القادمة سيفهم الجميع أنى سأطبق القوانين فقط ولن أسمح بالمحسوبيات والوساطات ولن أسمح بأن تأتى إلى تعليمات "من فوق" ويقولون لى نفذى.

وهل حدث أن حاول أحد "من فوق" فرض تعليمات عليك أو توجيهك؟
حدث بعضها على استحياء، لكنى وقفت ضدها بقوة، وأعلنت أنى لن أنحاز إلا إلى المهنية، ودور التليفزيون المصرى كما أراه هو أن يعكس الواقع المصرى بكل أطيافه، فقد عاد التليفزيون إلى مصر، بعد أن كان النظام الحاكم يحتكره، وخطوطى الحمراء فقط هى أمن مصر القومى، خاصة أنى لا أنتمى لأى حزب أو تنظيم سياسى، ولن أنتمى لمثل هذه الكيانات وانتمائى الوحيد للمهنة التى أحبها وللشاشة التى أعشقها.

الأمن القومى الداخلى أم الخارجى؟
خارجى وداخلى

لكن مصطلح الأمن القومى مصطلح مطاط والنظام السابق كان يستخدم الأمن القومى ذريعة لكل جرائمه؟
هذا صحيح، لكن الأمور اختلفت الآن ووسائل الرقابة والمحاسبة أيضا اختلفت، ولكى تعرف ما هو مفهومى للأمن القومى فسأعطى لك مثالين: فأنا أعتبر التحريض على الفتنة الطائفية ومحاولة التفرقة بين المصريين على الأساس الدينى أو العرق قضية أمن قومى، لأن من شأنها أن تثير النزاعات والصراعات بين أبناء الشعب الواحد، أما خارجيا فمن المستحيل مثلا أن أعرض شيئا يمس أمن المؤسسات الوطنية أو يتعرض لحدود مصر، أو تسهل اعتداء دولة عدوة علينا، وهذان مثالان يمكن لك أن تقيس عليهما مفهومى للأمن القومى، وهى كلها أشياء لا يختلف عليها اثنان.

شاهدنا فى الإعلام الرسمى بعد الثورة ما يشبه الانقلاب الكامل على كل ما كانوا يرسخون له فى الماضى، كيف ترين هذا الأمر؟
أنا أعتبر هذا الأمر خطير لأنه لا ينبع من قناعة، وإنما انتهازية، ولهذا رأينا العديد من الانتهازيين الذين يتلونون بلون الثورة ونسوا أنهم حتى وقت قصير كانوا يحاربونها، وهذه الظاهرة نتيجة طبيعية لكل سنوات التبعية التى عاشوها، فمن المستحيل أن يظل إنسان تابع طول حياته ثم فجأة يتحول إلى حر وشريف، وأدعو هؤلاء المتلونين أن يقولوا خيرا أو ليصمتوا.

البعض يتخيل أنك هبطتِ على التليفزيون من السماء أو أن زوجك الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى هو الذى دعمك فى الوصول للمنصب فكيف ترين ذلك؟
هذا الأمر غريب، ومروجوه مغرضون وظالمون لعدة أسباب الأول أنى أعمل فى التليفزيون منذ فترة طويلة، ووصولى إلى هذا المنصب طبيعى جدا، خاصة أنى تدرجت فى سلمى الوظيفى حتى وصلت إلى نائب رئيس التليفزيون ورئيس قناة، ومن ثم فالترقية الطبيعية لى هى أن أصبح رئيسا للتليفزيون، وثانيا أنى تعرضت قديما للإبعاد بسبب زواجى من الأبنودى وقت أن كان ظهوره على الشاشة يثير الهلع، وثالثا أن من يروجون لهذا الكلام يفكرون بالعقلية القديمة التى لا تستوعب أن يصل إنسان إلى منصب بدون واسطة أو سبب خفى غير عمله ومجهوده، وأشد ما يحزننى فى هذا الأمر أنه بشكل غير مباشر يحاول النيل من رجل شريف مثل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، وكيان كبير نحترمه ونبجله جميعا وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وهل كنت تشعرين بالاضطهاد من إبعادك بسبب الأبنودى؟
أبدا، فأنا مؤمنة بأن الحياة اختيارات، وكنت أعرف أنى سألاقى الكثير من التعنت بسبب زواجى، ومن غير الطبيعى أن أكون متأكدة من أن اختيارى لشىء ما سيجلب على بعض التبعات وحينما تأتى هذه التبعات أصرخ وأستغرب.

قبل اندلاع الثورة بفترة كنت على خلاف كبير مع أنس الفقى وصل إلى صفحات الجرائد فما مدى تأثير هذا على مسارك المهنى؟
أنا لا أحب أن أذكر خلافاتى مع أنس الفقى، خاصة أنه الآن فى مكان ما، لا أحب أن أسميه "معروف أن الفقى فى السجن" لكنى وقتها لاقيت الكثير من التعنت من جانبه، وحينما وصل الأمر لصفحات الجرائد زاد فى تعنته معى وإبعاده لى، لكنى وقتها شعرت بأنى نلت حقى من خلال التعبير عن الظلم الذى لاقيته، وسامحنى لا أحب أن أتكلم كثيرا فى شأنه وهو الآن فى هذا المكان البعيد.

فى الأيام الأولى تعرضت لمشكلة بعد ما أشيع عن منعك للشيخ محمد حسان من الظهور فى التليفزيون، فما حقيقة هذه المشكلة؟
هذه المشكلة مفتعلة، وأنا لم أمنع الشيخ حسان من الظهور فى التليفزيون لأنه ببساطة كان مقررا أن تكون الحلقة على الهواء ووقتها كنا مشغولين بإذاعة أحداث ميدان التحرير، فعرضت عليه أن يأتى ونسجل الحلقة، فرفض وقال لى لا مانع من تأجيلها فى وقت آخر، واتفقنا على هذا، وفوجئت بعدها بمن يقولون إنى منعت الشيخ، وهذا كذب بدليل أن الشيخ حسان بنفسه صدق على كلامى وشرح الموقف الذى لم يكن غير الله شاهد عليه.

و لمصلحة من افتعال هذه المشكلة؟
مثلما قلت لك سابقا، بعض أتباع النظام القديم الذين شعروا بأن امتيازاتهم أصبحت مهددة هم أصحاب المصلحة فى إثارة هذه القلاقل، وفى مشكلة "حسان" تحديدا هناك "شخص" أعرفه جيدا هو الذى تسبب فيها، ومعروف عنه ولاءه التام للوزير السابق.

كثير من الأصوات تعالت لتطالب بإعادة هيكلة جهاز التليفزيون ليكون هيئة مستقلة على غرار البى بى سى ويخدم الشعب ولا يخدم النظام، فهل تنوون تطبيق هذه الفكرة؟
ندرس الآن هذه الآلية من أجل الارتقاء بالتليفزيون، وهناك وفد من البى بى سى أتى إلى "التليفزيون" وتبادلنا الآراء والخبرات فى هذا الشأن ويجرى حاليا دراسة العديد من التجارب العالمية الأخرى فى هذا المجال وليست تجربة البى بى سى فقط، خاصة أن هناك بعض الملاحظات على أداء البى بى سى ومنها مثلا إنها تقليدية وغير متطورة، ولذلك نحاول أن نستفيد من تجربة البى بى سى وغيرها لاختيار ما يناسب الظروف المصرية، لنضع خطة شاملة متكاملة وراسخة لتكون هيكلا قانونيا ومهنيا ومنحازا للشعب وليس للسلطة، وبالمناسبة ليس هناك شىء اسمه حيادية مطلقة فى الإعلام، هناك توازن وعرض الرأى والرأى الآخر، وأولا وأخيرا ما يحكم الأمر هو الضمير المهنى وليس أى شىء آخر.

لكن تجربة البى بى سى ليست فى المهنية ولكنها تنظم وضع الهيئة المالى والإدارى بما لا يجور على حق المشاهد الذى يدفع تكلفتها من جيبه، خاصة أن الجهاز المركزى للمحاسبات أصدر تقريرا قبل الثورة بأيام وقال فيه إن خسائر التليفزيون المصرى وصلت إلى 11 مليار جنيه، فما هى الإجراءات التى سوف يتم اتخاذها لوقف هذا النزيف ومعالجته ماديا ومهنيا؟

بالفعل نحن نعانى من مشكلات مالية كبيرة بدأنا فى حلها ووضع لائحة عامة وصارمة لوقف ما أسميته بالنزيف، وبالفعل مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون قرر أن يضع لائحة مالية تحد من مشكلة الميزانيات المفتوحة والأجور الخرافية التى كنا نسمع عنها سابقا، وفى هذا الصدد قرر مجلس الأمناء أن يكون هناك "سقف" مالى لا يتعداه أى شخص فى التليفزيون.

ما هذا "السقف" وكيف نضمن ألا يتجاوزه أحدهم ليحصل على الملايين شهريا، كما كنا نسمع سابقا؟
لا أعتقد أن هذا قابل للتكرار، فقد انتهى عصر الصرف بلا حساب، ومجلس الأمناء قرر ألا يتعدى راتب أكبر رأس فى أى قطاع مبلغ الـ 25 ألف جنيه، تتناقص تدريجيا كل بحسب وظيفته.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة