ماذا لو..
أَسْدَلَتِ الشَّمسُ ضفائرَها
فى خدِّ الصُّبحِ
ورُحْتَ تفتِّشُ عن رزقِكَ
فى ملكوتِ اللهِ
فجاستْ فى صدركَ
قنبلةٌ حمقَى؟!.
ماذا لو هلَّ الفجرُ على أحْصِنَةِ
الليلِ وزفَّ صياحُ الدِّيكةِ مَوجَ النُّورِ
فصليتَ وغادرتَ البيْتَ
لتُطعمَ رجلاً كهلاً
وامرأةً جاوزتِ الشَّيْبَ،
وأنتَ وحيدُهما،
فاندسَّ رصاصُ الظُّلمَةِ
فى ظهركْ؟!.
ماذا لو جَنَّ الليلُ وجَنَّ جنونُكَ
إذ عبرَتْ إحدَى الغاراتِ
فمرَقَ الموتُ ولم تحضُنْ
فزْعَةَ طفلِكْ..
رُحْتَ تُفتَّشُ:
فى الأنقاضِ تهشَّمَتِ اللعبةُ
فى أحضانِ الطِّفْلْ؟!
ماذا لو أنَّك تصرُخُ (واغَوْثاهُ)
فلا تأتيكَ طبولُ الحقِّ
ولا تحميكَ سيوفُ الحقِّ
ولا يُنجيكَ إلهُ الحقّ؟!.
ماذا لو دكَّ الخوفُ أمانينا دكَّا
فتساقطْنا يأسًا
وتخاذَلْنا حِصْنًا حصْنَا
وتداعَى الذُّعْرُ على أطرافِ مروءتِنا
فتشرْذمْنا وتولَّانا «والى عكَّا»؟!
ماذا لو سقطتْ بغدادُ
- وكم سقطتْ بغدادْ-
وأتاكََ التَّتَرُ يبثُّونَ الفوضَى؟
هل تخلقُ فوضى غيرَ الموتِ
وغيرَ الجوعِ وأطفالَ الشارعْ
والمرْضَى يتعرَّونَ ويحتضرونَ
بلا مأوَى
فتُقاذِفُهمْ أعينُنا للطُّرُقاتْ؟!
ماذا لو أنَّكَ فى زمنِ الوجْهينْ
زمنِ الـ (ما بينْ)
زمنٍ لا يعرفُ طعْمَ النَّخوةْ
يتساوى فيه:
الظالمُ بالمظلومْ
القاتلُ بالمقتولْ
الظلْمةُ بالنورْ
والفَسَقَةُ بالعُبَّادْ؟!
ماذا لو بدَّلتِ الأشياءُ أماكنَها:
نَعيقُ البُومِ هَديلْ
النَّصلُ مكانَ المِقبَضْ
إبليسُ نبىّ،
وتسيَّدَ فى واجهةِ المَشْهدْ:
الجاهلُ والكاذبُ
والسَّارقُ
والقاتلُ والقوَّادْ؟!
ماذا لوصِرْتَ تخافُ
القاضىَ والجلادْ؟!
ماذا بعْد...؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة