كثيرة هى الأشياء التى كانت تختفى فى مصر قبل الثورة، فبجانب ثروات نهبت وأموال تم اختلاسها على مدى ثلاثين عاما من قوت الشعب المصرى، اختفى قبل ذلك جزء من تاريخ مصر بسرقة قطع أثرية ثمينة، واختفت أيضا لوحة زهرة الخشخاش التى لا تقدر بثمن، والأغرب أنه فى أواخر الثمانينيات ورغم الحراسة الأمنية الشديدة اختفى ونش عملاق من معدات مترو الأنفاق، كيف اختفى وكيف سار فى شوارع القاهرة بحجمه الكبير؟ لا أحد يدرى حتى وقتنا هذا، ولم يقتصر الاختفاء على الأشياء فلقد اختفى أيضا أشخاص، ولم يكن للموت دخل فى اختفائهم، وليس معلوما حتى الآن هل مازالوا على قيد الحياة أم انتهت حياتهم.
فعلى سبيل المثال فلقد اختفى الصحفى رضا هلال وكأنه ارتدى طاقية الإخفاء، وبالتأكيد فقد قيدت قضايا الاختفاء ضد مجهول لأن هذه الأحداث تمت فى ميدان اللاشرف واللأمانة، أما حينما يتعلق الأمر باختفاء أحلامنا وأمنياتنا، فإن هذا يعنى أن مصر بأكملها كانت فى طريقها إلى الاختفاء، فعلى سبيل المثال، فلقد اختفى مشروع تنمية سيناء بفعل فاعل وتحت سمع جموع من المنتفعين، سيناء الأمل والحلم منذ تحريرها حتى تاريخه لم يتحقق فيها ما كنا نرجوه ولم نر شيئا يوازى حجم طموحاتنا فيها، ها نحن نحتفل بعيد تحريرها التاسع والعشرين، ولكن هذا الاحتفال له طعم آخر.
فهو أول عيد قومى يأتى بعد نجاح الثورة فى اقتلاع بذور الفساد وأياديه التى نهبت مصر واختفت معها أشياء كثيرة، ولم يعد مقبولا أن تستمر سيناء على حالها طيلة تلك السنوات العجاف، فلقد انتهت المسرحية الهزلية واختفى أبطالها، هم لم يكونوا أبطالا، بل كانوا أقزاما، لأنهم قزموا أحلامنا وآمالنا، والأمل كل الأمل أن نرى سيناء عبر سنوات قادمة جنة الله فى أرضه، فهى الحلم والأمل لمصر كلها.
شاكر رفعت بدوى يكتب: متى نرى سيناء جنة الله فى أرضه؟
السبت، 30 أبريل 2011 05:41 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة