سيد البحراوى: محمد على قضى على تطور الشعب المصرى

السبت، 30 أبريل 2011 05:32 م
سيد البحراوى: محمد على قضى على تطور الشعب المصرى الناقد الدكتور سيد البحراوى
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد الدكتور سيد البحراوى، إن محمد على الذى عرف عنه أنه مؤسس الدولة الحديثة فى مصر، نجح فى القضاء على إمكانيات التطور الطبيعى فى شعب مصر، وأحل محلها مجموعة من الفئات الجديدة التى أصبحت تابعة له ولأوروبا.

وتابع البحراوى خلال الجلسة الأولى من ندوة الأدب المقارن التى تم عقدها صباح اليوم السبت، بالمجلس الأعلى للثقافة أن الفئات النخبوية التى أوجدها محمد على مثلت ما يعرف بالتبعية الذهنية للخارج، وعرف البحراوى هذه التبعية الذهنية بعدم قدرة الإنسان على الإبداع أو التفكير النقدى، أو الاختيار الحر أو الندية، ويبقى الإنسان تابعا، غير مدرك لواقعه، أو لمشاكله.

وأوضح البحراوى: تراوحت مواقف النخب البرجوازية، طوال التاريخ الحديث، بين تبعيتين، الأولى لأوروبا، والثانية للسعودية ودول الخليج.

وأشار البحراوى إلى أن ثورة 25 يناير، هى أشمل ثورة مصرية فى العصر الحديث، من حيث الخصائص القيمية، التى تميزت بها المظاهرات، طوال الـ18 يوما، والرقى الإنسانى، والشعارات الأساسية التى تم رفعها، هى الحق والخير والجمال، والقيم الإنسانية التى افتقدها المصريون طوال تاريخهم، مضيفا: وللأسف كانت فقط شعارات، ولم تمثل برنامجا، لأن القوى التى شاركت فى الثورة، هى قوى مختلفة، فى أيدولوجياتها، نسيت خلال 18 يوما خلافاتها، لكن للأسف الشديد، بدأت الثورة وتناسى الناس خلافاتهم، ولم يكن للثورة قيادة منظمة، قادرة على أن تقود إلى ما بعد ذلك، وأسلمت قيادها إلى حكومة تدعى أنها تمثل الثورة، فكل الوزراء الحاليين، كانوا وزراء سابقين، أو وكلاء وزراء سابقين فيما عدا واحد، ولم يشر البحراوى إلى اسمه.

وقال البحراوى: موقف القوى الخارجية التى كنا نتبعها قبل الثورة، بلا شك رحبت بها وانبهرت بها، لكن القوى السياسية التى كنا نتبعها، ومنها أوروبا أو القوى الأخرى مثل السعودية والخليج، تتدخل وتتحكم فى الكثير، والسلفيون يعودون إلى النموذج السعودى، والليبراليون، يذهبون إلى ألمانيا لتعلم الديموقراطية، وليس هناك ضامن سوى القوى الشعبية، التى تعرف هويتها، ولم تكن يوما تابعا ذهنيا، والأمل فى هذه الطبقات غير التابعة ذهنيا، التى ينبغى أن تصحو، وتأخذ بيدها مقاليد الأمور.

وتحدث المترجم شوقى جلال، مشيرا إلى أن المجتمعات العربية والإسلامية، دائما ما تلقى بمشكلاتها، على الخارج، متناسية أى خطيئة قد ترتكبها، وأكد جلال، على أن مصر، منذ غزو الفرس، عام 225 ق.م تحولت إلى تجمع سكنى.

واستمر الوضع مع كل الغزاة التاليين، حتى تحقق الاستقلال، لكن استمر الاستبداد، مع الحكام المحليين، فانتفى الوجود فى حياتنا، وأصبح الهم الوحيد هو البقاء، وأصبح المصرى يتعامل من هذا المنطلق، من أجل الحفاظ على بقائه، وأضاف جلال: أصبحت ثقافة المصرى، هى ثقافة التوحد مع المحتل، وهى جذر ثقافة الفهلوة، وكانت هذه الثقافة، ضمانا للمصرى، كى يستمر حصوله على الطعام فقط، وأصبح المصرى محروما من الفعل الإيجابى، ونشأت ثقافتان فى مصر، ثقافة العامة وثقافة السلطة، وميزت الأولى، "تمسكن حتى تتمكن" وأصبحت الثانية هى "القهر"، ولعل هذا يفسر لنا، كيف أن جمهرة المثقفين التقليديين، وأنا لا أعنى المثقفين المستنيرين، الذين يحافظون على مسافات بينهم وبين السلطة، حيث تجمعت فى المثقفين التقليديين، أسباب لخدمة السلطة، بإخلاص شديد.

وأكد شوقى جلال على صعوبة إنتاج ثقافة مستقلة عن كل المتغيرات العالمية، مشيرا إلى أن الثقافة هى وليدة تغير الإنتاج فى المجتمع المصرى، ولا يمكن أن ننتجها بدون تحديث المجتمع، ولا يمكن أن نبنى إنسانا مستنيرا.

وأكد جلال على أن المعركة الحقيقية فى ضوء التاريخ المصرى، هى معركة بناء الإنسان المصرى، مضيفا: ومالم نغير هذه الكتلة "التى تتكون من الفلاح المصرى"، لن نحقق شيئا، لأننا بحاجة لنهضة الإنسان العام، رجل الشارع، الذى لابد أن يكون عنصرا فاعلا، وقادرا، وهناك شعوب وقبائل عجزت عن التكيف مع الواقع المتغير، فانقرضت، ونحن أمامنا مصيران، إما أن نعود إلى الماضى، أو أن نرنو إلى المستقبل، بما يحويه من حياة فاعلة، وإيجابية.

وعقب الدكتور حسين نصار الذى أدار الندوة، على كلمة جلال، قائلا: الزميل الكريم شوقى جلال أعطانا صورة مخيفة سوداء، فى غالب الأحيان، لكن المهم ماذا نفعل فعلا كما قال، لكن يجب ألا ننسى أننا منطقة زراعية، وشعب زراعى، وتفرض علينا الزراعة سلوك معين، ثم أننا قلب العالم القديم، ومن هنا كل ما طرأ على العالم، يكاد يكون مر بمصر.

وأشار نصار إلى أنه يلفت نظره فى هذه الثورة لشيئين، الشبان الذين يقومون بالثورة، ومن حيث الوعى بما يحدث، والقدرة على أن يقوموا به، والأمر الثانى، هو الشعب المصرى الذى استجاب للنداء، بهذه الأعداد التى لم يكن أحد يتوقعها فى أيام الرئيس السابق، وأشار نصار إلى الأعداد الغفيرة التى تجمعت فى القاهرة والإسكندرية بالملايين، وقال نصار: أنا من محافظة أسيوط، وسمعت أسماء جميع مراكز المحافظة، وأظن أن 20 مليونا خرجوا للمظاهرة، فى جميع أنحاء مصر، وسمعت أن النساء خرجن هناك.

وأكد نصار، على أن أجهزة الإعلام شوهت عقولنا، وتسببت فى حصارنا بغابة من المفاهيم المغلوطة.

وانتقد نصار، المظاهرات الفئوية، مشيرا إلى أن الانقطاع عن العمل لن يؤدى إلى زيادة الدخل، مشيرا إلى اعتصام قام به الموظفون الإسرائيليون، انقطعوا خلاله عن العمل لمدة ساعة، قدموا فيها طلباتهم، وأصروا على تنفيذها لكنهم عاودوا العمل بعد ذلك.

وتحدث الدكتور عصام حمزة، عن تجربة اليابان فى بناء الدولة الجديدة، حيث أشار إلى أن اليابان مرت بتجرتبين فى بناء الدولة، الأولى فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر والأخرى، بعد الهزيمة فى الحرب العالمية الثانية، وتدمير اليابان بالكامل، وأكد حمزة على أن التجربة الثانية، حاولت أن تتخلص من الأسباب التى أدت إلى هذا السقوط، وقال حمزة: أسباب بناء اليابنيين لأنفسهم، هو شعورهم بالعزلة والتخلف فى كل المجالات عن العالم، وقاد هذا الحراك ونبه اليابانيون إلى هذا، قدوم سفن حربية أمريكية إلى الشواطئ اليابانية محملة بكل أدوات التقدم.

وأشار حمزة إلى أن اليابانيين، كانوا يعتقدون على مدار 200 سنة، أنهم شعب سامى ومتميز، ولهم تراث ثقافى، وعندما اكتشفوا هذه الفجوة، وأن النظام السياسى "الحكومات العسكرية المرتبطة من قاعدة الساموراى التى تحكم البلاد" جعلتهم فى عزلة.

وقال حمزة: "ما حدث عندنا فى مصر، عهد محمد على وأسميناه بالنهضة، فى الحقيقة لم يكن نهضة، لأن الشعب المصرى لم يشارك فى بناء دولته، وإنما النخبة فقط، كما لوكان شخص ما يرفع رأسه من على الوسادة، ولا ينهض بجسده من على الفراش".

وتحدث الدكتور حامد أبو أحمد عن صورة العرب لدى الغرب، مشيرا إلى أن الثورة الخومينية، جعلت الغرب يرونها "انبعاث للحضارات القديمة"، وضرب أبو أحمد المثل "بأكتافيو باث"، الذى ركز على الثورة التى قام بها الإمام الخومينى فى إيران.

وأكد أبو أحمد على تفاؤله، مشيرا إلى فتح معبر رفح، والتصالح الذى حدث بين فتح وحماس، بعد زوال نظام مبارك، وأشار أبو أحمد إلى أن 11 سيبتمبر شوهت صورتنا فى الغرب، وكانت هناك استثناءات كانت موجودة فى الكتب، وكانت ترد على الاتهامات الكثيرة التى كانت تكال للعالم العربى، وأشار أبو أحمد إلى كتاب "حوليات إسلامية" لجويتسولو، الذى رد فيه على مزاعم أن الشعوب العربية خامدة، ومتكاسلة، وقال أبو أحمد: بعد ثورة 25 يناير، هناك تحولا كبيرا جدا فى رؤية الغرب، تجاه العالم العربى والعالم الإسلامى، وقال أبو أحمد: كنا نكتب، وكنا ننقد، ونجاهد حسب ما نقدر، لكن جيلنا، لم تأتيه الفرصة، لكى ينتج عملا حقيقيا، يؤدى إلى تغير حقيقى، وأشار أبو أحمد إلى أن الشعارات كانت تدل على إبداع هذا الشعب، مؤكدا على أن الفترة القادمة، ستشهد كتبا كثيرة فى الغرب عن الثورة.

وأكدت الدكتور "سيزا قاسم" فى تعقيب لها على أن جيلها خذل مصر، مضيفة: "واحنا جيل خايب، ولم نستطع أن نواجه، وجيل هذه الثورة، كنت دائما أراه حديثا، ومعاصرا، ومتابعا للحركة العالمية، ولم أكن أتصور أنه سينهض بهذا الشكل"، وأضافت: "مش فارقة معايا صورتنا فى عيونهم، لكن ما يهمنى صورتنا بالنسبة لأنفسنا".وأكدت أنها حتى الآن لم تر برنامجا إصلاحيا حقيقيا، فى مجالات الصحافة، أو الاقتصاد أو السياسة، أو الثقافة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة