يخطئ من يتصور أن نظام مبارك البائد تعمد إقصاء وتغييب إرادة نحو 7 ملايين مواطن مصرى فى الخارج– وفقا لإحصاءات سبتمبر 2010– عن التصويت فى الانتخابات لأنه عاجز عن تزويرأصواتهم.. والحقيقة أنه لم يكن فى حاجة إلى تلك الأصوات من الأصل.. فالتزوير فى الداخل كان كافيا لإصدار تشريعات حماية الفساد والمفسدين وتنفيذ مخطط التوريث.
وهذا مايفسر عدم اهتمام المصريين بالخارج– كما هى الحال فى الداخل- بأن يكون لهم صوت انتخابى لأنهم مقتنعون بأن آلة نظام مبارك الجهنمية فى تزوير الانتخابات فى الداخل سوف تعجز عن الدوران فى الخارج لتزيف إرادتهم فى كل بقاع العالم.
الآن وقد استردت مصر وعيها واستعاد شعبها العظيم حريته وكرامته وإرادته.. واسترد ملايين المصريين فى الخارج حقهم وصارت لديهم ثقة فى أن أصواتهم لن تكون عرضة للتلاعب.. فإن تجاهل أهمية دور سفراء مصرالذين سيديرون ويشرفون على بروفة الديمقراطية الوليدة فى مصر- خلال مرحلة هى الأخطر فى تاريخنا هو الخطأ والخطر بعينه.. لذلك أدعو نبيل العربى، وزير الخارجية، لأن يبادر وبشكل سريع بإجراء حركة تطهيرللسلك الدبلوماسى– على غرار ماحدث فى الوزارات والمحافظات والمحليات– وتعيين سفراء يتجاوبون مع متطلبات الدولة المدنية التى نسعى لإنشائها فى المرحلة المقبلة.
لقد مضى زمن السفراء الذين يديرون سفارات مصر بالخارج بعقلية مباحث أمن الدولة فى جمع المعلومات لصالح النظام.. والذين يتجاهلون حقوق المصريين المغتربين إلى حد التقاعس والتخاذل.. نريد سفراء يؤمنون إيمانا مطلقا بالحرية والديمقراطية ويذودون عن كرامة بلادهم ومواطنيهم إلى حد الاستماتة.
وليس خافيا على أحد أن حركة التنقلات الدبلوماسية اعتمدها وزير خارجية النظام البائد، أحمد أبو الغيط، قبل تنحى مبارك بأيام وهؤلاء فى معظمهم سيديرون سفارات مصر بنفس العقلية الموالية للحاكم لا المنحازة للشعب.
لقد اقترب الوقت ولم يبق على الانتخابات البرلمانية والرئاسية سوى شهور.. وإذا لم يسرع نبيل العربى بالتطهير وتعيين سفراء يتحلون بالنزاهة فى إدارة العملية الانتخابية من الخارج بما يتماشى مع روح ثورة 25 ينايرفسوف تكون العواقب وخيمة، وهى أننا نجحنا فى القضاء على التزوير فى الداخل وتركنا أبوابه مشرعة فى الخارج.
على وزارة الخارجية أن تبدأ وسريعا بتأسيس شبكة أونظام إلكترونى موحد فى كل السفارات يسمح بتصويت مرن وسلس وسهل وسريع لكل مصرى.. وعلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعتماد الميزانية اللازمة لهذا النظام أو الشبكة وبأقصى قدر من السرعة لمنع أى ارتباكات أو خلل فى التجربة الوليدة.. وحتى لانبدو أمام العالم وكأننا لسنا مؤهلين للديمقراطية- كما كان يدعى عمر سليمان رئيس جهاز مخابرات النظام السابق-.
إن عدد المصريين فى الخارج يفوق عدد سكان دول بأكملها.. وعلينا أن ننتبه إلى أن هؤلاء سوف يكون لهم دور كبير فى تقرير رئيس وبرلمان بل ومستقبل مصر القادم.
بالمناسبة أدعو د. عصام شرف إلى استحداث التصويت الإلكترونى فى مجلس الشعب، بحيث يترجم التصويت فى نفس اللحظة إلى أرقام.. فالعملية لن تكلف سوى بضعة آلاف من الجنيهات، كما أن الأمر لايحتاج سوى مهندس مصرى "شريف" يشرف على تركيب الشبكة البسيطة التى لن تعيد إلى ذاكرتنا فضيحة العبارة الخاطفة الشهيرة عند إقرار القوانين "الموافقون على مشروع القانون الفلانى يتفضل برفع يده.. موافقة" قبل أن نرى أحدا قد رفع يده أو وافق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة