أكدت الدكتورة لبنى إسماعيل، أستاذ مساعد الأدب الإنجليزى بكلية آداب جامعة القاهرة، على أن النظام السابق، كان يعمل على إبطال الخيال الاجتماعى لدى المصريين، مشيرة إلى أن المصريين تحولوا من عناصر خاملة ومنعزلة، إلى كينونات مشاركة، فى لحظة تاريخية فارقة.
جاء ذلك فى الجلسة الثانية من ندوة الأدب المقارن فى ضوء ثورة 25 يناير، والذى عقدته جمعية الأدب المقارن اليوم، السبت، بالمجلس الأعلى للثقافة.
عرضت لبنى فقرات من مسرحية "الناس اللى فى التالت" لأسامة أنور عكاشة، مدللة على مخطط إبطال الخيال الاجتماعى لدى المصريين، عبر أحداث المسرحية، الدرامية، وقالت إسماعيل: حين يصبح القهر المعنوى، من مسلمات الأمور، ينهزم الناس فى أعماقهم، ويتحولون لكيانات هشة، وهو ما يعرضه عكاشة فى هذا العمل، الذى يرصد فيه، إهانة أسرة، وتحطيم معنويات أفرادها، أثناء البحث عن إرهابى ، وأضافت عكاشة: مشاهد المسرحية، يفاجأ بالحقائق الملوثة، التى تم استخدامها ضد المصريين لفترات طويلة، واقتنعوا بها، وولد لديهم إحساسا بالحصار، وفى الحقيقة هذه الحقائق الملوثة، أستخدمها الحكام، لإقناع المصريين بها، ولتضليلهم عن حقائق أخرى كثيرة.
وتحدثت الدكتورة كرمة سامى أستاذ الأدب الإنجليزى بكلية الألسن جامعة عين شمس، عن استشراف الثورة، من خلال شخصيات أعمال الروائية رضوى عاشور، مشيرة إلى اضطرار عاشور، للبقاء خارج مصر، طيلة فترة الثورة، لإجراءها عملية جراحية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت سامى إلى أن عاشور تأثرت بأغانى أم كلثوم الوطنية، وبقراءة رواية "الأشياء تتداعى" لتشيمو أتشيبى، حيث درست الرواية، وانفصلت عنها وبدأت مشروعها الخاص، بقراءة مشروع رواية عروبية تنتمى لكل ما هو سياسى وأخلاقى فى العالم، وأكدت سامى أن عاشور، تأثرت أيضا بأعمال أميل حبيب، وقالت كرمة سامى: فى آخر أعمالها " الطنطورية" ألقت الضوء على القضية الفلسطينية، منذ نشأتها، والطنطورية، هو اسم زوجة إحدى الشخصيات فى رواية " لإميل حبيب".
ولفتت كرمة سامى النظر، إلى أن رضوى عاشور أستاذة الجامعة، حولت من مادة بسيطة وروتينية، مثل الترجمة، إلى مادة للثقافة، وأكدت سامى، على أن عاشور تشير كثيرا إلى ثنائية التاريخ والجغرافيا، وقالت سامى: رضوى عاشور قبل موقعة الجمل، كانت فى غيبوبة، وأفاقت منها لدقائق، وقالت: ضربوا الولاد فى الميدان، ثم ذهبت فى غيبوبة مرة أخرى.
وأكدت سامى، على أن رضوى عاشور، ستعود إلى مصر، آخر مايو المقبل، بعد إكتمال رحلتها العلاجية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقدمت ماجدة النويعمى، أستاذ الأدب اللاتينى بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، دراسة لعناصر الثورة، فى مسرحية حسناء فى سجن سقراط، للدكتور أحمد عتمان رئيس الجمعية المصرية لأدب المقارن، وأشارت النويعمى إلى كتاب ثورة الشباب، لتوفيق الحكيم، وقوله فيه: كل ثورة دليل حيوية، والشباب هو الجزء الحيوى، فلا عجب أن يقوم بالثورة الشباب، وقلما يقوم الشيوخ بالثورة، والثورة لابد أن تكون منشطا للحيوية.
ولفتت النويعمى النظر إلى قيام ثورة أدبية، قبل الثورة، مشيرة إلى أن الكلمة والأدب، هو أداة التعبير لكل العناصر المتصارعة، وأشارت النويعمى إلى أن مقولة لأحمد عتمان فى مسرحيته قال فيها: الكلمة الهادئة، هى لسان المفكر.
وسمح الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم بالمزيد من الوقت للباحثة، لقراءة دراستها التى أعدتها عن مسرحية الدكتور أحمد عتمان رئيس جمعية الأدب المقارن، التى دعت للندوة.
وقال عبد الحليم: بدون أى مداهنة، أحمد عتمان هو مبدع أولا، ثم مترجم ثانيا.
وتحدث الدكتور حسين حمودة عن ميادين الغضب، ومشاهد من روايات مصرية، لخمس من الكتاب ، احتفت بتناول تجربة الغضب، فى الميدان، وجعلته ساحة للاحتجاج، والثورة.
وأشار حمودة إلى أن الميدان ارتبط دائما بكونه صرة المدينة، ونواة لقلب المدينة، واحتفالات الناس، وللتعبير عن أفراحهم، وعن احتجاجاتهم.
وقال حمودة: علاقة الميدان بالمدينة، ارتبطت بالبنية المركزية، التى تفككت فى العصر الحديث، والغضب الذى يقوم به سكان المدينة، فيه، هو غضب جماعى، يمزج الأفراد فى وعى واحد، وروح واحدة، ويقوم على أهداف موحدة، ويتخطون كونهم أفرادا.
وأشار حمودة إلى وجود ميادين متعددة فى أعمال نجيب محفوظ، تشير إلى وقت تماس جماعى، وقال حمودة : التمثيل الأوضح للميدان فى أعمال نجيب محفوظ، فى الثلاثية، وتحديدا عمل " بين القصرين"، ولفت حسين النظر إلى رصد محفوظ لمظاهرات المصريين فى الميدان خلال هذا العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة