قال الكاتب البريطانى طارق على فى معرض مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية إن المفاوضات بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر لا تزال مستمرة خلف الكواليس.
ويتساءل الكاتب فى هذا المقال عمن سيعيد تشكيل العالم العربى فى المرحلة القادمة، شعوبه أم الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من الربيع العربى قد انتهت وبدأت المرحلة الثانية التى تتمثل فى محاولة سحق أو احتواء الحركات الشعبية الحقيقية.
ويقول على إن المشهد السياسى المختلط فى العالم العربى الذى يشمل الممالك والأنظمة الديكتاتورية القومية ومحطات البنزين الاستعمارية المعروفة باسم دول الخليج، كان نتيجة تجربة الاستعمار الأنجلو فرنسى. وقد تبع هذا بعد الحرب العالمية الثانية عملية معقدة من الانتقال الاستعمارى إلى الولايات المتحدة، فكانت النتيجة قومية عربية راديكالية معادية للاستعمار وتوسع صهيونى فى إطار أكبر وهو الحرب الباردة.
وعندما انتهت الحرب الباردة تولت واشنطن مسئولية المنطقة، فى البداية من خلال مستبدين محليين ثم من خلال قواعد عسكرية واحتلال مباشر. ولم تدخل الديمقراطية أبداً فى الإطار لتمكين الإسرائيليين من أن تكون بلدهم هى واحتها فى ظل قلب الظلام العربى. ثم يتساءل الكاتب: إلى أى مدى تأثر كل ذلك بالانتفاضة العربية التى بدأت قبل أربعة أشهر.
وعن مصر يقول الكاتب إنها تحظى بالأهمية الاستراتيجية الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة فى المنطقة ومعها السعودية، وهو ما أكده نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخراً حين قال إنه كان أكثر اهتماما بما يحدث فى مصر مقارنة بليبيا. ومصدر الاهتمام أو القلق هو إسرائيل والخوف من وجود حكومة ديمقراطية لا يمكن السيطرة عليها تؤثر على اتفاق السلام مع الدولة العبرية.
ويشير إلى أن أغلب النظام القديم فى مصر لا يزال قائماً، ورسائله الأساسية هى الحاجة إلى الاستقرار والعودة إلى العمل ووضع نهاية لموجة الإضرابات، فى حين تستمر المفاوضات المحمومة بين واشنطن والإخوان المسلمين خلف الكواليس.
من ناحية أخرى يرى الكاتب أن نموذج أمريكا الجنوبية التى شهدت حركات اجتماعية ضخمة أفرزت تنظيمات سياسية جديدة حققت انتصاراً فى الانتخابات وأسست إصلاحات اجتماعية لا يزال بعيداً عن العالم العربى، وبالتالى فليس هناك تحد خطير حتى الآن للوضع الاقتصادى الحالى. ويذهب إلى القول بأن الحركة الجماهيرية لا تزال فى حالة تأهب فى كل من مصر وتونس، لكن فى ظل غياب للأدوات السياسية التى تعكس الرغبة العامة.
وختم مقاله قائلاً، إن على الولايات المتحدة أن تتعامل مع بيئة سياسية تتغير فى العالم العربى، ومن السابق لأوانه التنبؤ بالنتيجة النهائية فيما عدا القول بأن الأمر لم ينته بعد.
الجارديان: المفاوضات لا تزال مستمرة بين واشنطن والإخوان المسلمين
السبت، 30 أبريل 2011 12:13 م
المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة