ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن النهج الذى تبناه الرئيس السابق حسنى مبارك فى سحق الإسلاميين على مدار ثلاثة عقود زرع فيهم النظام والتنظيم الذى يحرك الآن أجندتهم السياسية، وقالت إن الثورة التى أطاحت بنظام مبارك ربما تتسم بكونها علمانية، غير أن الجماعات الدينية، بعضها له تاريخ عنيف، على ما يبدو المستفيد الأكبر من هذه الثورة، لاسيما وأنها عكفت على بناء شبكات القاعدة الشعبية على مدار سنوات مضت، والآن تشعر الجماعات المحافظة والمعتدلة بأن وقتهم قد آن.
ومضت الصحيفة تقول إن الإصلاحيين العلمانيين وغيرهم من عشرات المتحضرين الذين ذاع صيتهم فى أعقاب ثورة 25 يناير، وجدوا أنفسهم على حين غرة يتهاوون، فهم يفتقرون للخبرة والشعبية للمنافسة مع جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الدينية التى أزكت بهدوء العواطف المؤيدة لها.
ومن ناحية أخرى، قالت "لوس أنجلوس تايمز" إن ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، تحدث قبل ذلك عن ذبح "الكفار" وإنشاء دولة إسلامية تمتد من دلتا النيل إلى الصحراء الواسعة فى جنوب مصر، إلا أنه اليوم يعيش فى منطقة تطل على البحر المتوسط ويتحدث بصوت هادئ لرجل قادر على ترأس برنامج مؤلف من 12 خطوة لرفض التطرف. وخططت الجماعة الإسلامية التى ينتمى إليها إبراهيم لهجمات مشينة، بينها اغتيال الرئيس الأسبق، أنور السادات عام 1981، ومذبحة معبد الأقصر التى أسفرت عن مقتل 62 شخصا، أغلبهم من السياح عام 1997. وقضى إبراهيم 24 سنة فى السجن عكف خلالها على قراءة القرآن والتحكم فى غضب شبابه.
"لقد كنا صغارا وتبنينا معايير متطرفة، ولكننا الآن أصبحنا رجالا ناضجين ووقتنا فى السجن جعلنا أكثر حكمة..القاعدة والجماعات المسلحة فقدت بريقها، وانظر ماذا حدث، فالشباب يرون أن العنف لم يحدث أى تغيير فى مصر، وإنما الثورة السلمية فعلت ذلك"، هكذا أكد إبراهيم.
وأضافت "لوس أنجلوس تايمز" أن إبراهيم يعد أحد الأصوات المتزايدة من الإسلاميين المحافظين والمعتدلين التى تسعى لتأمين صوت سياسى لها فى مصر الجديدة، فمنذ سقوط حكم الرئيس مبارك، الذى أبقى الدين بعيدا عن مركز السلطة، فى فبراير الماضى، وبدأت الرسالة الإسلامية فى التحرر، وتتوقع جماعة الإخوان المسلمين، وهى أكبر جماعة معارضة فى مصر، أن تحقق نتائج قوية فى الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر المقبل.
وذهبت "لوس أنجلوس تايمز" فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان إلى أن مصر تعد معيارا للعالم العربى، خاصة وأن الاحتجاجات التى انتشرت فى ميدان التحرير وانتهت بتقاعد الرئيس مبارك فى فيلته على البحر الأحمر اهتزت لها جميع أرجاء الشرق الأوسط. ورأت أن هذا الوضع يرجح أن عهد ما بعد الثورة فى مصر، والذى بدأ يظهر وكأنه مزيج بين السياسة والإسلام، سيكون له تأثير هائل على مسار الأجيال المقبلة فى شتى أنحاء المنطقة.
ومضى فليشمان يقول إن الإسلام السياسى يتمتع بشعبية كبيرة فى مصر غير أنه أشبه بالحزب الإسلامى المعتدل الذى يقود تركيا أكثر من الثيروقراطية الأصولية التى تهيمن على المملكة العربية السعودية وإيران، فضلا عن أن لأحزاب السياسية التى تعتمد فقط على الدين غير قانونية فى مصر، ولكن على ما يبدو أثار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يحكم البلاد دهشة كثيرين لأنه سمح للإسلام بلعب دور أكبر.
ويرى المحللون أن هذا التسامح محسوب، حتى يتسنى للجيش فى الشهور المقبلة تسليم الأمة للبرلمان المنتخب بعد الحصول على تأكيد من جماعة الإخوان المسلمين أنها لن ترشح أحد أعضائها للرئاسة.
وقالت الصحيفة إن مصر ليست الأمة الوحيدة التى انتشرت فيها الرسالة الإسلامية مع صخب الثورة، ففى اليمن، يسعى المتشددون لاستغلال المظاهرات المنددة بالحكومة ضد الرئيس على عبد الله صالح، وهو حليف أمريكى بارز ضد القاعدة. وفى سوريا، يتسم المسلمون السنة المحافظون بالعدائية ضد إسرائيل أكثر من قدرة الرئيس بشار الأسد على ملء الفراغ إذا ما أطيح بحكومته.
لوس أنجلوس تايمز: مبارك السبب فى الزخم الذى يحظى به الإسلاميون الآن
الأحد، 03 أبريل 2011 03:29 م
الرئيس السابق حسنى مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة