حمدى خليفه

انتهى عصر التنصت على الشعب البرىء

الأحد، 03 أبريل 2011 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تولى الرئيس السادات حكم البلاد بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فوجئ بكومة من الشرائط التى بواسطتها يتم التجسس على أفراد بعينهم، وهى عادة دأب عليها عهد عبد الناصر وكانت غاية فى السرية والكتمان بدليل استغراب السادات، فأمر بإحراق هذه الشرائط وعدم التنصت مرة ثانية إلا بأمر القضاء.

وإن احتاج السادات إلى هذه العادة بعد ذلك، ولكنه موجه لما يمس الشرعية، وهى دائماً تكون مع من بيده الأمر، فنحن الشعب المصرى انقضضنا على شرعية النظام ونعيش فى كنف الشرعية الثورية، أما فى العهد الذى حكمنا قرابة الثلاثين عاماً أصبحت التسجيلات مادة يدرسها البعض لتوجه ضد حرية عامة أفراد الشعب، فوصلت حتى مستوى معلمى المدارس وهذا إسراف فى الخطأ.

وقد سجلت أجهزة أمن الدولة عدداً وفيراً من المكالمات وتم حفظها فى مكتبة خاصة بمبنى الجهاز الرئيسى بمدينة نصر، وقد أنشئ هذا الجهاز عام 1913 ليؤمن البلاد ضد المخاطر، ولكنه سرعان ما أضحى رقابة الحاكم على شعبه، فتم اعتقال آلاف المصريين الأبرياء وأحياناً رفع الحصانة البرلمانية عنهم وفصلهم من العضوية، وقد يصل التنصت إلى حد مشاهدة الفضائيات وسماع الإذاعات، فالدكتور محمد جمال حشمت – عضو مجلس شورى الإخوان تمت عملية فصله من مجلس الشعب بناء على حديثه لقناة الجزيرة، منتقداً أولاد الرئيس عام 2002، وتم إلقاء القبض عليه بأجهزة المطافئ من شقته بالدور السادس بمدينة دمنهور فى شكل أزعج الجميع، آن الأوان لوضع نهاية لعصر التنصت بكل أنواعه سواء المعلن أو الخفى، لأن المصريين تخطو جميعاً حاجز سن الرشد وحق النقد لابد أن تتسع دائرته إلى مدى كبير بعد أن ضاق فاه إلى درجة سم الخياط.

المصريون أحرار ونحن داخلون على عصر الحريات، كما قالها الرئيس الراحل أنور السادات وكما قالها أحمد عرابى للخديو إسماعيل: "إننا أحرار ولسنا عبيداً"، بقلب قصر عابدين، ثم إن تدخل المحسوبية فى عدم المساواة أمر بالغ الخطورة، فكل دردشة بين الإخوان المسلمين يتم تأويلها حسب هوى المتلقى، وقد رأينا الشيخ رجب هلال حميدة، السياسى النشط بعد خطبته الشهيرة بمسجده الكائن على حافة ميدان التحرير، منتقداً نظام الداخلية فى هروب لصوص توظيف الأموال ونقده اللاذع فى حضرة (15) ألف مصلٍِ، دفع ثمن هذا منذ منتصف عام 2003 ولم يعتلَ منبر مسجده هذا حتى اليوم وتم بطلان عضويته فى مجلس الشعب فى غضون ساعات وكذلك ما حدث للدكتور أيمن نور الذى صرخ فى وجه النظام وبدأ يتحاور فى أحوال وشئون مصر فحدث له ما سمعناه، حتى حزبه سلب منه وصحيفته وقلمه، وغيره الكثير مما نسمعه وما نراه. وأد الله التنصت عنا جميعاً.


*نقيب المحامين
رئيس اتحاد المحامين العرب.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة