أكدت الداعية آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، رفضها الدعوات السلفية لهدم الأضرحة، قائلة: نحن لا نعبد الأضرحة، وإنما نحترمها، وأقول للسلفيين ممن يروجون فكرة هدمها، كفوا عن هذا الهراء، ولا تستلبوا مصطلح السلفية، وما تفعلونه جهلاً فى جهل، ودعت نصير لمواجهة هذه الأفكار بقوة القانون، مؤكدة على أنهم يثيرون فتنة، مشيرة إلى أن التوعية يجب أن تكون بالنصح، وليس بتكسير الأضرحة.
وأضافت نصير خلال اللقاء الذى عُقد معها مساء أمس بمكتبة البلد، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، أول من أسس للدولة المدنية، وأرسى مبادئها فى المدينة، بعد الهجرة، وأكدت نصير على أن الجميع "مسلمين ويهود" قد انضموا تحت لواء هذه الدولة المدنية ولم تنقل لنا السيرة وقوع خلافات أو اضطرابات بين الطرفين، بعد قيام هذه الدولة.
وتابعت، أن الإسلام لم يعرف الدولة الدينية أبداً طوال عهوده المختلفة، وأكدت نصير على أن الدولة المدنية ليس فيها تطبيق للحدود الإسلامية بواسطة الأفراد، قائلة: الحدود الإسلامية للردع وليست للتطبيق، ولم ينفذها الرسول صلى الله عليه وسلم، سوى فى واقعة الزنا، عندما طلبت الزانية من الرسول أن يقيم عليها الحد، فصرفها الرسول ثلاث مرات، وقال لها اذهبِ حتى تلدى، فلما وضعته، وعادت إليه، قال لها اذهبِ حتى ترضعيه، فلما أرضعته، قال لها اذهبِ حتى تفطميه.
وأشارت نصير إلى أن الدولة المدنية يجب أن تتشكل من حكامها ومن الأسس السائدة فى حضارة المجتمع، مضيفة: الإسلام لا يريدنا نسخاً بالكربون، فهناك متغيرات فى كل عصر، وكل عصر له خصائصه، التى يجب أن نواكبها، ومن أجل ذلك نحن نتعلم ونعلم أبناءنا.
وأكدت نصير على أن السلفية ظهرت فى عصر الرئيس الأسبق السادات، عندما هاجر المصريون إلى الخليج والعراق، وعادوا بأفكار وهابية، وقالت نصير: عاد المصريون من الخليج باللحية والجلباب، وأفكار وهابية جامدة، وفى الحقيقة فكر بن عبد الوهاب لا يلائمنا، ولا يناسبنا، خصوصاً بعد إطلاق القنوات الدينية، التى مارس السلفيون فيها دعواتهم، وانتفعوا منها انتفاعاً مادياً رهيباً.
وأشارت نصير إلى الفقه المشوه الذى عاد به المصريون من شبه الجزيرة العربية، موضحة: شوهوا فقه أحمد بن حنبل، ورهلوا فقه ابن تيمية، واستلبوا مصطلح السلفية، وركبوا له الفقه البدوى وأضافوا له العرف والتقاليد، وأضافوا له صرامة بن الوهاب فى هدم القباب والأضرحة.
كما أكدت نصير على أن السلفيين كانوا منومين فى عصر السادات، الذى أيقظهم وتحالف معهم لضرب الشيوعيين ممن يرتدون عباءات عبد الناصر، مضيفة: وأمن الدولة بدأ يستخدم السلفيين ضد الإخوان المسلمين، ودربهم على العمل بالسياسة، من أجل الاستعانة بهم، لصد خطر الإخوان المسلمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة