دعنى أختلف معك قليلاً، فليس القلب وحده هو من يستطيع أن يحب ويكره، وليس العقل صارماً كما تظن، ولأن الاختلاف لا يفسد للود قضية فاسمح لى أن أخبرك ماذا يحدث عندما تحب العقول وتكره.
كان للشيخ الدكتور محمد النابلسى رأيه الجدير بالاحترام فى ذلك الموضوع عندما سأل عمّا إذا كانت العقول تستطيع أن تحب وتكره وقد استعان بمثالٍ اقنع فيه مستمعيه بالإيجاب، فذكر أنه لو كان هناك مريض يعانى من ضيق الشرايين وقد حذره طبيبه من تناول أى نوع من الأطعمة التى تحتوى على كمية من الدهون، ولما كان المريض يحب الأطعمة الدسمة بل ويعشقها منذ صغره، إلا أنه سيمتنع عنها حتماً إذا ما قدمت له على المائدة، وسينظر لها بكراهية شديدة فهى تعنى له الهلاك لهذا فهو يكرهها بعقله رغم أنه يحبها بقلبه.
وأراها ممارسة وتعود أكثر من كونها فطرة، لأننا تعودنا أن نفكر بعقولنا لا أن نحب ونكره بها، وهى طريقة لمنع قرارات طائشة تقودها الأهواء أو قرارات صارمة جفت منها المشاعر الإنسانية الرحيمة، واعلم أن العقل صادق فى حبه وكرهه لأن مشاعره تقودها الحكمة المطلقة، بعكس هوى القلوب الذى تزل قدم المرء معه إلى الهاوية.
ولأنى أخشى أن تزاحمنا الكلمات فلا ندرك مبتغاها، أردت أن يتمرس عقلك على الإحساس، فلتربط بين ما تحبه( ويؤذيك) وبين نوع من الأفكار التى تجنبك فعل هذا الأمر، لأن العقل يحب بمعادلة الربط بين الأشياء ، فاذكر عواقب التدخين عندما تمسك سيجارتك الملتهبة ، واذكر جزاء المذنب عندما تفكر فى فعل تحبه وهو محرم ، اربط بين ما تخاف منه وبين ما تحبه من سوء.
ألست معى فى أن العقول أفضل فى مشاعرها من القلوب ، لأنها ملك لك تستطيع أن توجهها كيفما شئت ، وتذكر أن العقول إذا كرهت لا تُعذّب، كما تفعل القلوب إذا ما أحبّت.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حياة
احلي موضوع