عثمان محمود مكاوى يكتب: عصام شرف يأكل الفول

طالعتنا الصحف بخبر مفاده ذهاب الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، لمطعم فول وطعمية لتناول وجبة غذائية هو وأسرته فى مطعم شعبى، أعتقد أن الدكتور شرف أراد بذهابه إلى مطعم شعبى إيصال رسالة للمصريين وهى أنه مواطن عادى خادم للشعب يأكل أنواعا بسيطة من الأطعمة فالفول والطعمية من الأطعمة الشعبية والتى يأكلها معظم الشعب المصرى، فهو، أى الدكتور شرف، يريد تغيير صورة رئيس الوزراء أو صورة أى مسئول كبير فى الدولة والذين كانوا يأكلون الكافيار ولحوم النعام فى أرقى المطاعم بل وتأتى إليهم بعض الوجبات الساخنة بالطائرات الخاصة من الفنادق الإيطالية و الفرنسية ويعالج فى أفخم المشافى بأوروبا وأمريكا حين يصابون بنزلة برد وتلبك فى الأمعاء!! لقد أراد الدكتور شرف إرسال رسالة أخرى إلى الشعب المصرى وهى أنه بشر مثلنا يأكل الطعام ويمشى فى الشوارع والأسواق دون الحاجة إلى الحراسات وأسطول السيارات والتى كانت تملأ فى الماضى الشوارع وتقوم بغلق الأماكن التى يمر منها المسئولون، مما كان يؤدى إلى تعطيل مصالح الناس والعباد لأن المسئول بسلامته سيمر من هذا الطريق.

الدكتور شرف يريد أن يقدم لنا النموذج الذى ينبغى أن يكون عليه المسئول الصالح والتى قرأنا عنها فى الماضى، حين كان يطفئ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الشمعة التى تنير له ما يكتبه من أجل الرعية حين يهم بأشياء تخصه هو فى أموره الشخصية، لأنها من أموال المسلمين.

وحين بكى فسئل لماذا تبكى يا أمير المؤمنين؟ فأجاب ماذا لو تعثرت قدم بغلة فى أرض العراق و سألنى ربى لم لم تمهد لها الطريق يا عمر؟ - بل و فى العصر الحديث نحن نقرأ ونشاهد كيف لزوجة تونى بلير أيام رئاسته للوزارة ببريطانيا وكانت تستقل المترو حين ذهابها للعمل أو التبضع دون حراسات.

إن الرسالة التى أراد دكتور شرف إيصالها لنا هى أنه وأسرته كأى فرد فى مصر له حقوقه وعليه واجباته التى ينبغى عليه أن يؤديها بكل إتقان ولا ميزات لأحد على أحد والكل سواء أمام القانون. شكرا عصام شرف لقد وصلت الرسالة وتقبلناها.