ليس لدى أى اعتراض أن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد عمرو موسى، بجولة انتخابية فى صعيد مصر يبدأها بأسوان، مرورا بباقى محافظات الصعيد، وهى الجولة التى ستستمر لخمسة أيام كما أعلنت حملته الانتخابية، ولست حاقدًا على موسى كون أهل أسوان أهدوه "كوفية" و"طاقية نوبى" كى يلبسهما، ولأنه حضر عقد قرآن أحد الشباب فى الأقصر، لكن اعتراضى الوحيد على أنه ترك جامعة الدول العربية، التى يتولى أمانتها العامة حتى الثامن من مايو المقبل، موعد الاجتماع الوزارى الذى سيقرر من هو الأمين القادم، ترك الجامعة فى هذا الوقت العصيب الذى تعبر فيه الأمة العربية منعطفا تاريخيا سيحدد مستقبلها.. إنه منعطف التغيير الذى بدأ بتونس ومر بمصر سالما ويواجه تعثرا فى ليبيا وسوريا واليمن.
أحد الأصدقاء سألنى.. ماذا فعل موسى للشعب السورى الشقيق الذى يقتل كل يوم تحت أقدام نظام الديكتاتور بشار الأسد لكى يقرر رفع الجامعة العربية مؤقتا من الخدمة ويبدأ جولة انتخابية مدتها أسبوع كامل؟ ماذا فعل لحماية اليمنيين أم أنه اعترف أخيرا أن الجامعة العربية فقدت هيبتها أمام مجلس التعاون الخليجى، الذى نسمع منه كل يوم عن مبادرة لحل الأزمة السياسية فى اليمن دون أن نرى جملة واحدة وليس مبادرة من الجامعة العربية أو أمينها العام.. ماذا فعل للشعوب العربية الأخرى فى ليبيا والبحرين وموريتانيا وغيرها من الدول التى تشتاق لنسائم الحرية؟.. بالفعل لم يفعل شيئا ولم نسمع للجامعة موقفا اللهم إلا بيان قرأته مثلى مثل غيرى، يوم الاثنين الماضى، وهو بالمناسبة منسوب للمتحدث الرسمى باسم الجامعة العربية، دون أن يذكر البيان اسم هذا المتحدث، وهو البيان الذى قال إن هناك مشاورات تجرى مع الدول العربية لتقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى تقرر انعقاده الشهر القادم، لاتخاذ الموقف اللازم إزاء الأزمة الخطيرة القائمة بين الشعوب والحكومات فى العالم العربى، وهو الاجتماع الذى حدد له 8 مايو المقبل.. تخيلوا معى الجامعة العربية انتفضت أخيرا لما يحدث للسوريين والليبيين واليمنين وغيرهم من الشعوب العربية وقررت عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجيتها بعد أسبوعين.. فعلا ما هو الطارئ عندنا ليه معنى تانى غير المعنى الموجود فى اللغة العربية.
لقد سبق ونصحت السيد عمرو موسى بأن يتفرغ بشكل كامل لحملته الانتخابية ويقرر الاستقالة من الجامعة العربية،ويترك الجامعة فى هذه الفترة لمن يملك الوقت والفكر أيضا لإشعار الشعوب العربية أن هذه الجامعة هى ملتقى للشعوب وليس للأنظمة المستبدة التى تجثم على قلوب العرب منذ سنوات، لكنه للأسف لم يستمع وفضل أحداث تزاوج غير مشروع بين منصبه العربى وحملته الانتخابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة