الصحف الأمريكية: "أسوشيتدبرس" ترصد التحولات فى سياسة مصر الخارجية.. وتقارب مصر مع حماس وإيران له آثار استراتيجية على أمن إسرائيل
الجمعة، 29 أبريل 2011 02:12 م
إعداد ريم عبد الحميد
نيويورك تايمز
"أسوشيتدبرس" ترصد التحولات فى سياسة مصر الخارجية
تنشر الصحيفة تحليلاً لوكالة أسوشيتدبرس عن التغييرات التى حدثت فى سياسة مصر الخارجية، وقالت فيه، إنه فى الوقت القصير الذى مر منذ الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك، شهدت مصر تغييراً كبيراً فى السياسة الخارجية، قامت بالفعل بإعادة رسم الخريطة الدبلوماسية فى المنطقة، وهو الأمر الذى يدل على تنامى استقلال القاهرة عن واشنطن، ويزيد التوتر مع إسرائيل ودول الخليج.
ويشير التقرير إلى أن هذا التحول مرتبط بطريقة ما بالتغييرات التى شهدتها مصر فى مرحلة ما بعد مبارك، مثل عودة الجماعات الإسلامية التى طالما تم قمعها إلى العمل بحرية، إلى جانب استمرار الضغوط الشعبية على المجلس العسكرى الذى يتولى شئون الحكم فى البلاد، لتفكيك إرث النظام السابق.
كما أن هذا التحول فى السياسة الخارجية، كما يقول التقرير، هو جزء من التحول الذى يجتاح البلاد من الثورة التى قامت بها جماعات الشباب، واستمرت 18 يوماً، وأجبرت مبارك على التنحى بعد 29 عاماً فى الحكم. وطالما كانت مصر فى قلب الدبلوماسية الإقليمية، ولها كلمة هامة فى القضايا الرئيسية كالعملية السلام العربية الإسرائيلية والعلاقات مع إيران، إلا أن القاهرة فقدت الكثير من نفوذها الإقليمى فى ظل حكم مبارك بسبب علاقتها الوثيقة مع إسرائيل، والتحالف المستمر منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة، إلى جانب الاقتصاد البائس ونقص الحريات.
فعلى سبيل المثال، يعتقد الكثيرون فى مصر أن نهج مبارك فى العلاقة مع واشنطن كان يرجع فى أغلبه إلى رغبته فى ضمان دعمها لنجله جمال لخلافته فى الحكم، فى ظل معارضة الجيش والقطاع الأكبر من الشعب.
وتنقل الصحيفة عن عبد الحليم قنديل، العضو المؤسس فى حركة كفاية قوله، إن أساس فهم السياسة الخارجية الجديدة لمصر هو أن هدفها إنهاء العداوات التقليدية، وتمييع الصداقات التقليدية، مع اتجاه لتبنى نهج أكثر توازناً، واعتبر التقرير أن نجاح مصر فى التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتى فتح وحماس الفلسطينيتين، يكشف عن نهج التقرب من الجماعات الإسلامية.
ويعلق حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على ذلك بالقول، إن مصر لا تحاول عمداً أن تكون معادية لإسرائيل، فعداء مصر لحماس كان يسعد إسرائيل والولايات المتحدة، وما يحدث هو إعادة ترتيب لسياسة خارجية تجعل أولويتها الأهم مصالح مصر.
كما تطرق التقرير إلى العلاقات بين مصر ودول الخليج بعد الثورة، وقال إن مصر تبنت دبلوماسية حذرة تجاه إيران منذ الإطاحة بمبارك، وهو الأمر الذى أزعج حكام دول الخليج المدعومين من الولايات المتحدة، والذين طالما اعتمدوا على دعم القاهرة فى الخصومة الطويلة بينهم وبين الدولة الشيعية، وكانت القاهرة قد سمحت فى فبراير الماضى بعبور سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية قناة السويس فى الطريق إلى سوريا، فى خطوة هى الأولى من نوعها منذ ثلاث عقود، الأمر الذى اعتبرته إسرائيل بمثابة خطوة استفزازية لها.
ورأت الصحيفة أنه رغم الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء عصام شرف إلى دول الخليج لطمأنتها، إلا أنه اعترف علناً بإيران كقوة إقليمية وإسلامية، وحذر أيضا من أن الإجراءات القانونية ضد مبارك شأن داخلى، وكانت عدة دول خليجية قد حاولت التدخل لعدم إتمام محاكمته.
تقارب مصر مع حماس وإيران له آثار استراتيجية على أمن إسرائيل
وحول هذا الشأن نفسه، تنشر الصحيفة تقريراً للكاتب ديفيد كيرك باتريك، يقول فيه إن مصر تتبنى نهجاً جديداً فى سياستها الخارجية بدأ بالفعل فى إحداث هزة فى النظام القائم فى الشرق الأوسط، وتخطط لفتح حدودها مع قطاع غزة، وتطبيع العلاقات مع اثنين من أعداء إسرائيل، وهما حركة حماس وإيران.
ويرى الكاتب، أن المسئولين المصريين الذين ازدادوا جرأة بفضل الثورة، ومع اقتراب انتخابات البرلمان، قالوا إنهم يتحركون نحو سياسة تعكس بشكل أكثر دقة الرأى العام، وفى إطار ذلك، يحاولون استعادة النفوذ الإقليمى الذى خبا بعد أن أصبحت بلادهم حليفة لواشنطن وللإسرائيليين بعد توقيع معاهدة السلام عام 1979.
وكانت أول المعالم الرئيسية لذلك المسار الجديد هو الاتفاق الذى توسطت فيه مصر بين فتح وحماس، وتقول منحة باخوم، المتحدثة باسم الخارجية، إن مصر تفتح صفحة جديدة وتستأنف دورها الذى تنازلت عنه من قبل.
ورجحت الصحيفة أن تؤدى التحولات التى تشهدها مصر إلى تغيير ميزان القوى فى المنطقة، مما يتيح لإيران الدخول إلى عدو عنيد من قبل، وخلق مسافة بينها وبين إسرائيل، التى تشاهد هذه التغييرات بقدر من الترقب، ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلى رفيع المستوى إعرابه عن انزعاج تل أبيب من بعض تصرفات القاهرة، فى إشارة إلى إعادة التقارب بين مصر وإيران، وتطور العلاقات بينها وبين حماس.
وأوضح المسئول الإسرائيلى الذى رفض الكشف عن هويته، أن القضايا لا تزال مطروحة فى القنوات الدبلوماسية، وأن هذه التطورات سيكون لها آثار استراتيجية على أمن إسرائيل، ففى الماضى كانت حماس قادرة على إعادة تسليح نفسها، بينما كانت مصر تبذل جهود لمنع ذلك، ويتساءل عن المدى الذى يمكن أن تصل إليه الحركة فى بناء "آلتها الإرهابية" فى غزة، إذا توقفت مصر.
ويؤكد باخوم على أن مصر فى سبيل إحداث التوازن بين استقلالها الجديد وولاءاتها القديمة، فإنها لا تزال مستمرة فى الحفاظ على كل التزاماتها بما فيها معاهدة السلام مع إسرائيل، وأضافت إن مصر تأمل فى القيام بمهمة أفضل فيما يتعلق بالامتثال لبعض بروتوكولات حقوق الإنسان التى وقعتها، لكن كان دور مصر فى حصار غزة مخزياً، وهناك إشارة إلى اعتزام السلطات فتح الحدود بشكل كامل قريبا، كما أن مصر تمضى قدماً فى طريق تطبيع العلاقات مع إيران، التى تعتبر قوة إقليمية، بينما تنظر إليها الولايات المتحدة كدولة خطيرة ومنبوذة.
من ناحية أخرى، قال نبيل فهمى السفير المصرى السابق لدى واشنطن، إنه إذا كانت مصر تعتقد أن رفض إسرائيل وقف الاستيطان فى الضفة الغربية، هو العائق أمام السلام على سبيل المثال، فإن التعاون مع الإسرائيليين بإغلاق الحدود مع غزة لا يبدو منطقياً، كما أن الاختلاف وارد بشأن ما تفعله حماس.
واشنطن بوست
مصر تظهر علامات الحزم فى الخارج
اهتمت الصحيفة بدورها بالسياسة الخارجية الجديدة لمصر، وقالت تحت عنوان "مصر تظهر علامات الحزم فى الخارج"، إنه حتى مع اندلاع المناقشات داخل البلاد حول أفضل السبل لتعزيز الديمقراطية الوليدة، هناك قضية واحدة يتم تسويتها خارج الحدود، حيث تعتزم مصر استعادة مكانتها كوسيط مستقل مع عواقب ربما لن تحبذها الولايات المتحدة دائماً.
فمصر الآن تعيد النظر فى عقود الغاز الطبيعى مع إسرائيل التى يراها البعض تمهيداً لمرحلة جديدة من العلاقات، التى سادتها الهدنة بين البلدين على مدار العقود الثلاثة الماضية، هذا إلى جانب دور مصر فى الوساطة بين فتح وحماس، واعتبرت الصحيفة أن أكبر مؤشر على استقلال مصر فى سياستها الخارجية هو محاولتها التقارب مع إيران، ونقلت عن نبيل فهمى، السفير المصرى السابق فى واشنطن قوله إن السياسة الخارجية ستكون أكثر تأييداً لمصر، فهذا سيقوى موقفها، فما لم يتم التواصل مع الدول المهمة فى المنطقة، فتخسر مصر قوتها ونفوذها.
وتشير الصحيفة إلى أن الثورة التى أطاحت بمبارك لصالح الديمقراطية، عنت أيضا بسياسة خارجية خاضعة للمساءلة، ويشكك معظم المصريون فى الولايات المتحدة واتفاق السلام مع إسرائيل بحسب استطلاع لمعهد بيو.
وربما يقوم الحكام فى مصر الآن بتجديد سياستها لتعكس بشكل أفضل المشاعر الشعبية، مع العلم بأنها سرعان ما ستخضع للمحاسبة فى الانتخابات كما يقول المراقبون، ويشير فهمى إلى أن مصر لم تكن لتوقع معاهدة السلام مع إسرائيل لو كان فى مصر ديمقراطية أثناء حكم السادات، ورغم ذلك، فإنه شكك فى احتمال تغيير الاتفاقيات الأساسية لمصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز
"أسوشيتدبرس" ترصد التحولات فى سياسة مصر الخارجية
تنشر الصحيفة تحليلاً لوكالة أسوشيتدبرس عن التغييرات التى حدثت فى سياسة مصر الخارجية، وقالت فيه، إنه فى الوقت القصير الذى مر منذ الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك، شهدت مصر تغييراً كبيراً فى السياسة الخارجية، قامت بالفعل بإعادة رسم الخريطة الدبلوماسية فى المنطقة، وهو الأمر الذى يدل على تنامى استقلال القاهرة عن واشنطن، ويزيد التوتر مع إسرائيل ودول الخليج.
ويشير التقرير إلى أن هذا التحول مرتبط بطريقة ما بالتغييرات التى شهدتها مصر فى مرحلة ما بعد مبارك، مثل عودة الجماعات الإسلامية التى طالما تم قمعها إلى العمل بحرية، إلى جانب استمرار الضغوط الشعبية على المجلس العسكرى الذى يتولى شئون الحكم فى البلاد، لتفكيك إرث النظام السابق.
كما أن هذا التحول فى السياسة الخارجية، كما يقول التقرير، هو جزء من التحول الذى يجتاح البلاد من الثورة التى قامت بها جماعات الشباب، واستمرت 18 يوماً، وأجبرت مبارك على التنحى بعد 29 عاماً فى الحكم. وطالما كانت مصر فى قلب الدبلوماسية الإقليمية، ولها كلمة هامة فى القضايا الرئيسية كالعملية السلام العربية الإسرائيلية والعلاقات مع إيران، إلا أن القاهرة فقدت الكثير من نفوذها الإقليمى فى ظل حكم مبارك بسبب علاقتها الوثيقة مع إسرائيل، والتحالف المستمر منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة، إلى جانب الاقتصاد البائس ونقص الحريات.
فعلى سبيل المثال، يعتقد الكثيرون فى مصر أن نهج مبارك فى العلاقة مع واشنطن كان يرجع فى أغلبه إلى رغبته فى ضمان دعمها لنجله جمال لخلافته فى الحكم، فى ظل معارضة الجيش والقطاع الأكبر من الشعب.
وتنقل الصحيفة عن عبد الحليم قنديل، العضو المؤسس فى حركة كفاية قوله، إن أساس فهم السياسة الخارجية الجديدة لمصر هو أن هدفها إنهاء العداوات التقليدية، وتمييع الصداقات التقليدية، مع اتجاه لتبنى نهج أكثر توازناً، واعتبر التقرير أن نجاح مصر فى التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتى فتح وحماس الفلسطينيتين، يكشف عن نهج التقرب من الجماعات الإسلامية.
ويعلق حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على ذلك بالقول، إن مصر لا تحاول عمداً أن تكون معادية لإسرائيل، فعداء مصر لحماس كان يسعد إسرائيل والولايات المتحدة، وما يحدث هو إعادة ترتيب لسياسة خارجية تجعل أولويتها الأهم مصالح مصر.
كما تطرق التقرير إلى العلاقات بين مصر ودول الخليج بعد الثورة، وقال إن مصر تبنت دبلوماسية حذرة تجاه إيران منذ الإطاحة بمبارك، وهو الأمر الذى أزعج حكام دول الخليج المدعومين من الولايات المتحدة، والذين طالما اعتمدوا على دعم القاهرة فى الخصومة الطويلة بينهم وبين الدولة الشيعية، وكانت القاهرة قد سمحت فى فبراير الماضى بعبور سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية قناة السويس فى الطريق إلى سوريا، فى خطوة هى الأولى من نوعها منذ ثلاث عقود، الأمر الذى اعتبرته إسرائيل بمثابة خطوة استفزازية لها.
ورأت الصحيفة أنه رغم الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء عصام شرف إلى دول الخليج لطمأنتها، إلا أنه اعترف علناً بإيران كقوة إقليمية وإسلامية، وحذر أيضا من أن الإجراءات القانونية ضد مبارك شأن داخلى، وكانت عدة دول خليجية قد حاولت التدخل لعدم إتمام محاكمته.
تقارب مصر مع حماس وإيران له آثار استراتيجية على أمن إسرائيل
وحول هذا الشأن نفسه، تنشر الصحيفة تقريراً للكاتب ديفيد كيرك باتريك، يقول فيه إن مصر تتبنى نهجاً جديداً فى سياستها الخارجية بدأ بالفعل فى إحداث هزة فى النظام القائم فى الشرق الأوسط، وتخطط لفتح حدودها مع قطاع غزة، وتطبيع العلاقات مع اثنين من أعداء إسرائيل، وهما حركة حماس وإيران.
ويرى الكاتب، أن المسئولين المصريين الذين ازدادوا جرأة بفضل الثورة، ومع اقتراب انتخابات البرلمان، قالوا إنهم يتحركون نحو سياسة تعكس بشكل أكثر دقة الرأى العام، وفى إطار ذلك، يحاولون استعادة النفوذ الإقليمى الذى خبا بعد أن أصبحت بلادهم حليفة لواشنطن وللإسرائيليين بعد توقيع معاهدة السلام عام 1979.
وكانت أول المعالم الرئيسية لذلك المسار الجديد هو الاتفاق الذى توسطت فيه مصر بين فتح وحماس، وتقول منحة باخوم، المتحدثة باسم الخارجية، إن مصر تفتح صفحة جديدة وتستأنف دورها الذى تنازلت عنه من قبل.
ورجحت الصحيفة أن تؤدى التحولات التى تشهدها مصر إلى تغيير ميزان القوى فى المنطقة، مما يتيح لإيران الدخول إلى عدو عنيد من قبل، وخلق مسافة بينها وبين إسرائيل، التى تشاهد هذه التغييرات بقدر من الترقب، ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلى رفيع المستوى إعرابه عن انزعاج تل أبيب من بعض تصرفات القاهرة، فى إشارة إلى إعادة التقارب بين مصر وإيران، وتطور العلاقات بينها وبين حماس.
وأوضح المسئول الإسرائيلى الذى رفض الكشف عن هويته، أن القضايا لا تزال مطروحة فى القنوات الدبلوماسية، وأن هذه التطورات سيكون لها آثار استراتيجية على أمن إسرائيل، ففى الماضى كانت حماس قادرة على إعادة تسليح نفسها، بينما كانت مصر تبذل جهود لمنع ذلك، ويتساءل عن المدى الذى يمكن أن تصل إليه الحركة فى بناء "آلتها الإرهابية" فى غزة، إذا توقفت مصر.
ويؤكد باخوم على أن مصر فى سبيل إحداث التوازن بين استقلالها الجديد وولاءاتها القديمة، فإنها لا تزال مستمرة فى الحفاظ على كل التزاماتها بما فيها معاهدة السلام مع إسرائيل، وأضافت إن مصر تأمل فى القيام بمهمة أفضل فيما يتعلق بالامتثال لبعض بروتوكولات حقوق الإنسان التى وقعتها، لكن كان دور مصر فى حصار غزة مخزياً، وهناك إشارة إلى اعتزام السلطات فتح الحدود بشكل كامل قريبا، كما أن مصر تمضى قدماً فى طريق تطبيع العلاقات مع إيران، التى تعتبر قوة إقليمية، بينما تنظر إليها الولايات المتحدة كدولة خطيرة ومنبوذة.
من ناحية أخرى، قال نبيل فهمى السفير المصرى السابق لدى واشنطن، إنه إذا كانت مصر تعتقد أن رفض إسرائيل وقف الاستيطان فى الضفة الغربية، هو العائق أمام السلام على سبيل المثال، فإن التعاون مع الإسرائيليين بإغلاق الحدود مع غزة لا يبدو منطقياً، كما أن الاختلاف وارد بشأن ما تفعله حماس.
واشنطن بوست
مصر تظهر علامات الحزم فى الخارج
اهتمت الصحيفة بدورها بالسياسة الخارجية الجديدة لمصر، وقالت تحت عنوان "مصر تظهر علامات الحزم فى الخارج"، إنه حتى مع اندلاع المناقشات داخل البلاد حول أفضل السبل لتعزيز الديمقراطية الوليدة، هناك قضية واحدة يتم تسويتها خارج الحدود، حيث تعتزم مصر استعادة مكانتها كوسيط مستقل مع عواقب ربما لن تحبذها الولايات المتحدة دائماً.
فمصر الآن تعيد النظر فى عقود الغاز الطبيعى مع إسرائيل التى يراها البعض تمهيداً لمرحلة جديدة من العلاقات، التى سادتها الهدنة بين البلدين على مدار العقود الثلاثة الماضية، هذا إلى جانب دور مصر فى الوساطة بين فتح وحماس، واعتبرت الصحيفة أن أكبر مؤشر على استقلال مصر فى سياستها الخارجية هو محاولتها التقارب مع إيران، ونقلت عن نبيل فهمى، السفير المصرى السابق فى واشنطن قوله إن السياسة الخارجية ستكون أكثر تأييداً لمصر، فهذا سيقوى موقفها، فما لم يتم التواصل مع الدول المهمة فى المنطقة، فتخسر مصر قوتها ونفوذها.
وتشير الصحيفة إلى أن الثورة التى أطاحت بمبارك لصالح الديمقراطية، عنت أيضا بسياسة خارجية خاضعة للمساءلة، ويشكك معظم المصريون فى الولايات المتحدة واتفاق السلام مع إسرائيل بحسب استطلاع لمعهد بيو.
وربما يقوم الحكام فى مصر الآن بتجديد سياستها لتعكس بشكل أفضل المشاعر الشعبية، مع العلم بأنها سرعان ما ستخضع للمحاسبة فى الانتخابات كما يقول المراقبون، ويشير فهمى إلى أن مصر لم تكن لتوقع معاهدة السلام مع إسرائيل لو كان فى مصر ديمقراطية أثناء حكم السادات، ورغم ذلك، فإنه شكك فى احتمال تغيير الاتفاقيات الأساسية لمصر.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة