أيها الإخوة نحن علماء التحرير، نقدم لكم بناء على كل ما تعهدنا به (أمام الله وأمامكم) آخر أبحاثنا العلمية الشعبية السياسية الوطنية الطبية العالمية الإقليمية المحلية بالعسلية.
مقدمة:
منذ اندلاع الثورة المصرية (الأخيرة) لوحظ بوضوح كامل، لكل من له حواس تعمل (وإن جزئياً) أن هناك ظاهرة سلبية تتنامى بشكل طردى مع زيادة الفجوة الإدراكية بين المتظاهر والمتقاعد، فوجب علينا التمحيص فيها معتمدين بذلك على صدق ضمائرنا وتقديرنا لحقوق شهداءنا، وما أقسمنا عليه للوطن، إن هذه الظاهرة تنامت بشكل سرطانى صريح يرجى من سيادتكم التصدى له فى أسرع وقت بسياستكم الرشيدة، حتى يتأكد الشعب من وفائنا لوعودنا بالحفاظ على مكتسبات ثورة شعب مصر المجيدة.
الكشف:
تبين لنا نمو ظاهرة الهلوسة الشعبية السياسية وبالكشف والإطلاع على تحليلات العينات المختارة من شرائح متنوعة من طبقات الشعب المصرى، أصبح جلياً لنا أن هذه الظاهرة مرتبطة بشكل تبادلى اعتمادى على مدى بٌعد الفرد عن موقع الأحداث ولو بشكل استيضاحى، فنجد تضاربا جسيما فى الآراء والأقوال بين الأفراد المتواجدين فى قلب الأحداث، ومعهم قليل من الإعلام الخارجى، وبين من هم بعيدين كل البعد عنها وإن كانوا مجاورين للحدث، ولكن لسبب أو لآخر لم يشاهدوه واعتمدوا تماماً على الإعلام القومى المحلى (بالعسلية أيضاً)، يؤدى هذا إلى ظهور طفح عشوائى فردى وجماعى من أعمال الشغب على كل الأصعدة المنزلية والشعبية والإقليمية والدولية والاشتراكية العظمى.
الأعراض:
تظهر أعراض متنامية بشكل طردى متضاعف من الشيزوفرانيا الجمعية الشعبية، تسبب مع مرور الوقت اضطرابات مزمنة من البارانويا الوطنية، تؤدى إلى أزمات ثقة تنفسية، وبالتالى انتشار حالات تعسفية تطرفية فكرية دينية وعرقية أيضاً!
التشخيص:
بما أن العينات التى التقطناها للتحليل كانت متنوعة وتمثل كل الشرائح الشعبية المصرية، فلم نجد أى صفة سلوكية مشتركة بينهم غير الشرب من ماء النيل وتنفس الغازات المنبعثة منه، وبدراسة ومقارنة الأعراض والظروف المحيطة لم نجد أى مسببات أخرى يجدر أخذها فى الاعتبار بالنسبة لهذه الحالة.
العلاج والتفاعلات الدوائية السياسية:
يمكن الاستمرار فى استعمال "أسبرينة" حظر التجول أو ما يماثله من مسكنات محلية، مع اللجوء المباشر لمورفين قانون منع التظاهر عند تفاقم الحالة، وعلى أى حال ينصح بزيادة الجرعة اليومية من أسبرين التجول، ليصل مفعوله إلى عشرة ساعات بدلا من ثلاثة، وحبس كل من يتبول فى الطرقات العامة، وتوجيه تهمة عدم ضبط النفس له.
أما العلاج البديهى وعلى المدى الطويل فهو استيراد مياه شرب بديلة عن مياه النيل بشكل مؤقت، وتوفير كمامات للشعب المصرى تقيه من غاز الهلوسة النيلى، وتشجيع كافة طبقات الشعب المصرى على الإيمان بالله والوطن، وفتح الحوار بمبدأ المصارحة واحترام كافة الآراء والاعتراف بصيانة حريتها، حتى نقطع الشك باليقين، وإننا لواثقون تمام الثقة أنه فى حال استمرار العلاج سوف نكشف للعالم كيف تم تلويث مياه النيل وهوائه، ونتهم إسرائيل على الفور بأنها هى السبب وراء هذا المخطط، وإذا عرف السبب بطل العجب!
أما إذا تركت هذه الأعراض دون تدخل علاجى دوائى سياسى فسوف تؤدى إلى نمو ورم سرطانى لا ديمقراطى، قد يضطرنا إلى اللجوء إلى تدخل جراحى خارجى أمريكى أوروبى، وسيأتى بناء عليه جراحون عالميون يرتدون ملابس تشبه ملابس رواد الفضاء، لكى تقيهم من الغاز النيلى، ويقومون بعمل جراحات مؤلمة فى النسيج الغشائى الاجتماعى المصرى قد يؤدى إلى العجز الكلى إن لم يؤدى إلى الوفاة والعياذ بالله!
ختام:
وبناء على ما ورد فإننا نسأل الله أن يسدد على طريق الحق والرحمة خطى المجلس العسكرى المنوط بمهام تسيير شئون البلاد فى هذه المرحلة الحرجة المحرجة والجارحة المجرحة، تلك الخطى المثقلة بأحمال المسئولية أمام الله والوطن والتاريخ، فى مواجهة مطالع ومنازل وطموحات ومطامع كل من يحيطون بنا وليسو منا، وبذلك البيان نكون قد قمنا بواجبنا، وأما الباقى فعلى الله، والقوة والعزة له عز وجل والأعمار بيديه وحده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدمه لسيادتكم لجنة البحث عن الحقيقة التابعة لمركز علماء التحرير من ميدان التحرير، فى فجر 9 أبريل 2011, وتفضلو بقبول فائق الاحترام.
انتهى البيان... ابدأ الإشارة!
*كاتب مصرى .