محمود جودة يكتب: لن أشارك فى الخيانة

الخميس، 28 أبريل 2011 03:31 م
محمود جودة يكتب: لن أشارك فى الخيانة علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن سالت دماء شهداء ثورة 25 يناير فأحيت بها أرض مصر بعد موتها ودبت فى أوصالها الحياة، ونفضت عن كاهلها الفساد، وجرى فى عروقها الأمل وتزينت برداء الحرية وأبصرت موكب الحضارة وخرجت من التيه تنادى أنا أم الأمم وصانعة الحضارة، أنا من شق طريق المجد وأضاء دروب العلم للمريدين، أنا فناره ومسقط رأسه، أنا ملامح التاريخ وبصماته وأنا ملاذ عيسى وسدرة موسى ومملكة يوسف وجند محمد.

تلك مصر التى مر عليها الكثير من الحكام والأحزاب فمنهم من دار فى فلكها فنهضت وأضاءت العالم بالعلم والمعرفة ومنهم من دارت فى فلكهم، ففسدوا فيها وأفسدوها واستخفوا بشعبها وبمقدراتها فارتدت على آثارهم إلى الوراء وسبقتنا أمم كانت مصر لهم قبلة ومقصدا ونموذجا يحتذى به فى كل المجالات، وكان الحزب الوطنى برموزه وقادته من مترفيها الذين فسقوا فيها، فحق عليهم غضبها بما اقترفته أيديهم من ترويع وتجويع لشعبها، ومن قتلهم لتطلعات وطموح أولادها، وابتزاز مفكريها ومبدعيها، وبخس ترابها للكاره قبل الحبيب، أضاعوا هيبتها ومكانتها وضللوا شعبها ووأدوا الإبداع والمبدع ورفعوا المسف والمغرض، حاربوا الأقلام الحرة، واخططفوا قنديل العربى ليطفئوا نوره ويدمروا مشكاة الحقيقة، وأغلقوا الدستور لبلال فضل وعكروا اصطباحته، وقنديل آخر للحرية كلما أضاء نوره ظلام بصيرتهم حجبوه فى القاهرة ودبى وليبيا وما كان سلاحه إلا قلم رصاص، ولكنه كان ضميرهم الذى قتلوه وغيرهم الكثير من فرسان الكلمة ورموز الفكر والثقافة ممن سلط عليهم جهاز هدم الدولة لتشويههم وابتزازهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أنقذته ثورة الحرية من براثن جهاز هدم الدولة، لينجوا بقلمه وحياته ولكنى أحذركم من فلوله، فمازالوا يحملون سمومهم بين طياتهم، يتلونون الآن بكل الأشكال، يتبرأون من ماضيهم الفاسد بأنهم كانوا تابعين مغلوبين على أمرهم، ويغسلون قذارتهم فى دماء سادتهم وارتدوا ثوب الحملان، يصطنعون ويتصنعون مباركتهم للثورة وحزنهم على شهدائها ليعودوا من جديد ويبنوا هيكلهم الفاسد ليهدموا الثورة ويقيموا دولة الظلم تارة أخرى، ولكن هيهات، فشعبنا قد استوعب الدرس جيدا وعلاماته ما زالت على أجسادهم وفى شوارعهم ومزارعهم وخبزهم وأمنهم ومكانتهم بين الأمم والشعب المصرى لن يعطيهم الفرصة مرة أخرى ليكتوى بنارهم، فالمؤمن لايلدغ من حزب مرتين.

كفانا ما اقترفت أيديهم من سوء، سئمناهم حتى مللنا وجوههم فالشباب هم من زرعوا ثمار الثورة ورووها من دمائهم، فهم أجدر بقيادة هذه الأمة إلى التقدم والحضارة ولن أشارك فى خيانة ثورتنا بإعادة انتخاب رموز الحزب الوطنى، فلو كانت مصر قصيدة لكان الشباب حروفها وكانت الإنسانية مضمونها وكان العدل ميزانها وكان الإيمان بيوتها.

وكانت الحضارة عنوانها فعشت يا مصر ما بقى الزمن أمنا وأمانا وسراجا للأم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة