تختلف كلمة الحب من إنسان لآخر ومن مجتمع لآخر، ولكن معظمنا يتفق على أنه عطاء وسعادة وحزن وفرح وبه نجد الأمل المشرق، ومهما اختلفنا أو اتفقنا فتظل حقيقة واحدة أمامنا وهى أن أعظم ما يقدم فى الحب هو التضحية، والحب هو الشىء الذى ليس فيه رابح وخاسر، فإما يربح العاشقان معا أو يخسران معا ولذلك تعالوا معى لنرى قصة حب خارجة عن إرادة الإنسان المصرى، ودفعت به إلى التضحية ليصل فى النهاية العاشقان إلى بر الأمان، بل دفعه الحب إلى تقديم كل ما يملك من أجل ثلاثة حروف وضحى بروحة الطاهرة ليظل علم هذا الوطن مرفوعا بدمه، بل سيظل اللون الأحمر شاهدا فيه على ذلك ويرفع له التاريخ والعالم قبعة الاحترام لشجاعته تبجيلا لوطنيته العظيمة.
والثلاثة أحرف هى بالطبع مصر، التى لا يتقاسم على حبها شخصان لأن الحب لا يتجزأ بل على العكس عندما نادانا الوطن لبينا النداء بأعلى صوت قائلين: نعم يا أغلى الأوطان سنجتمع جميعا وننسى مشاكلنا يا بلد الأمان، ووعد منا جميعا لنضحى بأرواحنا فداء ليك يا مصر، هكذا لم يستطع الإنسان المصرى التحكم فى حبه لوطنه، فلبى الواجب الوطنى ودافع عنها، وأكبر دليل على ذلك عندما ضرب البعض، فكان من الممكن أن ينصرف الباقى أو عندما مات البعض وتوقع الكثير منا ذلك وكانت المفأجاة الكبرى، التى لم يتوقعها البعض بأنهم صمدوا وتصدوا لهذا الخراب الجامع وكان السبب أيضا واحدا، هو دم الشهيد وضرب الضعيف وفوق ذلك قوة تحمل الإنسان المصرى وبالطبع ذلك حب لا نتحكم فيه، وزاد الحب لمصر والخوف على هذا الوطن بل أصبح العالم كله يحب مصر ويخشى الشعب المصرى، إنها التضحية والعطاء من أجل وطن واحد لا يفرقه أولئك الذين خافوا على منصب أو مال من الفناء أو كرسى من الضياع وما إلى ذلك من الحقائق المؤلمة، التى نسمع بها الآن وذلك كله لأصل فى النهاية لحقيقة مؤكدة، وهى أن هذه فعلا مصر وما حدث ليس بجديد علينا والتاريخ ملىء بالثورات المصرية ضد الظلم والاستعمار والاحتلال والاختلاف إننا حاربنا احتلال داخلى كان فى الظاهر قوى ولكن بمعركة واحدة وبقوة هذا الجيل من الشباب سقط النظام وتوابعه بصرخة واحدة، بل إن مصر ستظل هى بأهراماتها وحضاراتها ونيلها العظيم وقبل كل ذلك بشعبها الجليل وهى من صنعت الأجيال وربت الصغار وعلمت الكبار، وهذه الثورة ما هى إلا تعبيرا بسيطا واجتماعا كبيرا نقدمه فى حب مصر، فهل يرضى عنا الوطن بعد الآن أم أن الوطن ينتظر مزيد من العطاء من أبنائه لإعادة سفينة الوطن إلى بر الأمان؟ وكل ما أستطيع قوله بعد أن عاد الوطن لأحضان الشعب وأصبح الوطن ملكا لنا، فدعونا نبدأ بأنفسنا قبل أى شىء آخر وندع السلبية ونتجة للعقل فى هذه الأوقات العصيبة ولكى يعود الجيش إلى عمله مرة أخرى، فهل سنستجيب لدعوة الوطن؟
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عزت حراز
ما كل هذا الجمال والروعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Private one
كلام جميل