أحمد حربى يكتب: مبارك "يأمُل" ولا "يأمُر"

الخميس، 28 أبريل 2011 05:33 م
أحمد حربى يكتب: مبارك "يأمُل" ولا "يأمُر" الرئيس السابق مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سبحان مُغير الأحول من حال إلى حال، يُغير ولا يتغير، له الملك يؤتيه من يشاء، وينزعه ممن يشاء نزعا، ويُعز من يشاء، ويُذل من يشاء، بيده الخير، وهو "سبحانه" على كل شىء قدير، ولأن دوام الحال بات دائما من المحال، فما أبعد الليلة عن البارحة، بالأمس القريب كان الرئيس محمد حسنى مبارك الرئيس الأطول والأبقى عمراً، والذى شارف على الثلاثين ربيعا من عمره فى حكم المحروسة، "يُأمر" بصفة مستمرة، وكانت إشارة واحدة من إصبعه كفيلة بأن تحدد مصائر آلاف بل ملايين من أبناء شعبه المحكوم المغلوب، والذى كان مقهورا بالماضى.

اليوم عاد وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه.. وكأنه قد وصل بعد مسيرة طويلة من السير إلى نقطة البداية، فأصبح كأى مواطن مصرى، لا يملك قراراً ولا يحدد مصيراً لنفسه ولغيره، بل أصبحت الأيام القليلة الباقية من عمره ملكاً لأشخاص آخرين، وليس ملكاً له بصفة خاصة، حيث إن الرئيس المخلوع "يُأمل" حاليا فى معاملة حسنة مراعاة لظروفه الصحية قبل نقله إلى مستشفى سجن طره، وكذلك فى سير التحقيقات معه ومع باقى أفراد أسرته بشأن تضخم الثروة وغيرها من الاتهامات.

ما بين "يأمُل" ولا "يأمُر".. لا يبدو الفارق كبيراً، حيث إن الفارق الوحيد فى الحروف بينهما حرف واحد، وهو استبدال حرف "اللام" بالراء، ولكن ذلك الحرف الصغير كفيل بأن يضع الرجل الأول فى مصر "سابقا"، بين صفوف "عامة الشعب" والبسطاء والمطحونين، وحُسن أولئك رفيقا وما أكثرهم، هذا الحرف تسبب فى سحب كل صلاحيات وسلطات وأوامر وجبروت مبارك، ووضعه تحت طائلة الأمل طعما فى الرفق بحاله، وإنزاله منزله كــ"رئيس" وحاكم سابق.. ودائما وأبدا.. "إن الحكم إلا لله".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة