ظهر الخميس الماضى، وعلى راديو مصر استمعت إلى صوت المقدم الدكتور أيمن الضبع المتحدث الرسمى باسم الإدارة العامة للمرور، وهو يتحدث عن خطط تأمين الطرق السريعة التى تربط القاهرة بالمحافظات، خاصة طريقى القاهرة الإسكندرية الزراعى والصحراوى.
وأفاض الضبع فى الحديث عن الدوريات المنتشرة على الطريقين والمكونة من ضابطين أحدهما من الأمن المركزى، والآخر من المباحث، ومعهم عدة جنود، إضافة إلى رجال المرور ودوريات التدخل السريع على الطرق، والتى يجدها المسافرون فى أى ظرف طارئ.
قبلها كنت أشاهد إعلاناً لوزارة الداخلية على قناة "أون تى فى"، حيث تتعطل إحدى السيارات على الطرق، وتنقل الكاميرات ما حدث فى غرفة عمليات، فيصل رجال المرور والإنقاذ ويحلون مشكلة السيارة المتعطلة فى الحال.
شعرت بفخر شديد أن الشرطة لملمت نفسها فى هذا الزمن القياسى، وأعادت الانتشار على الطرق، خاصة طريقى القاهرة الإسكندرية، حيث حركة نقل الركاب والبضائع التى لا تتوقف طوال اليوم.
فى مساء نفس اليوم قال لى صديقى عندما عرف أننى أنوى السفر إلى الإسكندرية عدة أيام: خلى بالك لا تعد فى الليل فالبلطجية يقطعون الطرق ويسرقون المارة والسيارات، وقد يمتد الأمر إلى اعتداءات على البشر.
قلت لصديقى بقلب جامد: يا شيخ بطل إشاعات، لقد استمعت اليوم لمسئول فى الإدارة العامة للمرور، وهو يتحدث عن دوريات راكبة وسائرة ومتمركزة على الطرق، ما يعنى أن السفر من القاهرة إلى الإسكندرية مأمون كما كان قبل أيام الانفلات الأمنى، الله لا يعودها أبداً.
فى اليوم التالى كنت على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى من الثانية عشر ظهرا حتى الثالثة ظهرا، أى لمدة ثلاث ساعات متصلة لم ألمح فيها جنس شرطى ابن يومين، ولا شرطة راكبة ولا سائرة ولا قوات الانتشار السريع ولا المرور ولا حتى الكاميرات التى تطل علينا من الإعلانات رغم العديد من السيارات المعطلة على جانبى الطريق.
ولأن السفر تم فى عدم وجود أى شرطى على الإطلاق، فقد قررت الخروج من الإسكندرية قبل الرابعة من عصر الاثنين الماضى، لأن رحلة السفر لم تكن مبشرة على الإطلاق، ويبدو أن صديقى معه حق، وعلى تجنب السفر بعد الظلام، واكتشفت أننى لم أكن الوحيد الذى عاد فى نور ربنا فقد كان الطريق بغاية الازدحام، لأن معظم من سافروا إلى الإسكندرية والساحل الشمالى تقريبا عادوا بسيارتهم وأولادهم قبل أن يسود الظلام، الطريق الخالى من الشرطة والأمن.
خرجت من هذه الرحلة بنتيجة واحدة، وهى ألا أصدق الشرطة مهما قالت فى الإذاعة، ومهما نشرت وأذاعت من إعلانات، وبهذه المناسبة لابد من سؤال وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى نفس السؤال القديم الذى لا يجيب عليه أحد أبدًا إجابة مقنعة أو وافية حتى: هى الشرطة فين؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة