رمضان عبد الوهاب يكتب: الثورة والأنظمة العربية

الأربعاء، 27 أبريل 2011 12:20 ص
رمضان عبد الوهاب يكتب: الثورة والأنظمة العربية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك فى أن "ثورة الخامس والعشرين من يناير" قد أحدثت تغييرا جوهريا فى حياة كل من المصريين والعرب جميعا، فأما فى مصر فقد أطاحت هذه الثورة بنظام مبارك الجائر وأعادت للمواطن المصرى حريته الكاملة، وأما فى البلاد العربية فقد اهتزت بهذه الثورة عروش أنظمتها الحاكمة حين ظنوا دوام سلطانهم على هذه العروش آمنا مطمئنا فى ظل ممارسات أجهزة أمنية قمعية لا تزال تفرض سيطرتها على المواطنين بكل ألوان التنكيل والتعذيب، ولكن ما رأته هذه الأنظمة بعينها فى مصر وجرأة شعبها وصلابته إبان الثورة، قد أشاع فى نفسها الخوف والهلع فى لحظات عصيبة مرت عليهم وكأنها دهورا فأنكرتها عقولهم وارتجفت لها قلوبهم و شعروا بأن ما يحدث فى مصر لابد وأنه ستنتقل عدواه إلى بلادهم، فمرض المطالبة بالحريات أسرع انتشارا من مرض انفلوانزا الطيور والخنازير، الذى اجتاح العالم فى السنوات الأخيرة الماضية .

لذلك شرع كل حاكم فى دولته بإجراء إصلاحات عاجلة للسيطرة على الموقف قبل أن يلحق بهم قطار الثورات القادم من القاهرة، ومن هذه الإصلاحات إعادة تغيير الحكومات وضخ دماء جديدة وشابة فيها تكون مقبولة لدى المواطنين، وكذلك زيادة الأجور والمعاشات كما حدث فى دول الخليج فأطفأت هذه الزيادات الطفيفة ثائرة المتظاهرين بهذه البلدان وسكّنت من روعهم ولو إلى حين، فالأمر قد بات الآن عند الشعوب العربية فى الوقت الراهن أكبر من أن يحصل المواطن على زيادة تملئ فمه وتعقد لسانه عن المطالبة بحقوقه المشروعة التى يكفلها له الدستور والقانون، وأدناها العيش الكريم وحرية الرأى التعبير، فسقف المطالب قد ارتفع إلى حد رحيل الأنظمة ومحكمتها.

لذلك فان قطار الثورات العربية لم يتوقف ولا يزال يواصل رحلته منذ انطلق من تونس الخضراء ليتوقف فى مصر أياما معدودات أطاح خلالها بنظام مبارك العتيد الذى ظن نفسه أنه ناج من طوفان الغضب الشعبى العارم الذى توحدت كلمته وتراصت صفوفه ووثب وثبة واحدة فى وجه الأجهزة القمعية التى أنشأها هذا النظام البائد لحمايته مجتازا بذلك كل الموانع النفسية والأمنية فى وقت قصير ليرى مبارك نفسه ذات صباح أمام شعب جسور دفعه دافع خفى للتظاهر شعب نأى بنفسه عن شر الفتنة الطائفية فصلى الجميع لله فى ميدان التحرير صلاة واحدة للإله واحد طالبين مرضاته وإحسانه، فاستجاب لهم ربهم واسقط الطاغية وجعل سلطانه كأن لم يكن بالأمس ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما وصل إلى خضوع مبارك ونظامه للمحاكمة وتوقيفهم على ذمة قضايا فساد وإهدار مال عام وإطلاق الرصاص على المتظاهرين،.
ثم يستكمل قطار الثورات رحلته، فينطلق من مصر الأم فى طريقه إلى باقى البلدان العربية، وهو يحمل إلى شعوبها الأبية إرادة كل المصرين وصلابتهم وبالفعل كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير منارة لكل العرب، فبعدها انتفضت شعوب كل من اليمن وليبيا وعمان والسعودية والبحرين والأردن ويزاد الموقف تصاعدا فى سوريا كما بدأ فى مصر وبنفس الطريقة إنه طوفان الشعوب وثورتهم ضد الحكام الظالمين باذلين فى سبيل استعادة حريتهم المفقودة الأنفس والأموال و حتى تعود للشعوب كلمتها المسموعة لدى الحكام.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة