يبدو أنى أغضبت إخوانى من المعلمين الشرفاء، الذين يستحقون أن ينسبوا لآدم أبو الأنبياء فى مقال ما كنت أبغى فيه إهانة ولا تقليلاً من شأن أصحاب الرسالة السامية التى مازلت أؤكد عليها وأعلنها وأقر بها وأوقن أن مجتمعنا وأبناءنا لا علو لشأنهم ولا أمل فى مستقبلهم إلا بأولئك المعلمين أصحاب العقول التى تبنى وأصحاب القلوب التى تحنو ويبدو أن الأمر قد فهم على أنه تعميم، وهو ما لم أكن أقصده بدليل أن المقال جاء بعنوان "معلمون "وليس "المعلمين" ، وقد عنيت فئة قليلة موجودة بكل المهن فى المجتمع المصرى وكل مجتمعات الأرض.
والحق كل الحق لم أكن أعنى جلد المعلمين أو تشويه الصورة، ولكنى عنيت فقط أن أعطى جرس إنذار بأن هناك خللا فى العملية التعليمية والكل يعترف بذلك وهناك قصور داخل المدارس وانفصال شبكى بين الطلاب والتلاميذ وأساتذتهم وبين الأساتذة والإدارة ولو لم يوجد هذا القصور وهذا الانفصال، لكنا أفضل الأمم وأعظم المجتمعات.
وما أردته فقط هو أن نعيد النظر فى تلك العلاقات أريد أن يتحدث أبناؤنا عن معلمينا بكل احترام ونرى فى عيونهم الحب لهم وأريد أن يحنو المعلمون على أبنائنا ويرعوهم حق الرعاية ويجعلوا منهم زهرات يانعة تثمر فى المستقبل.. أريد أن تعود المدرسة لتكون بيتا للمعلم وللتلميذ على حد السواء، يحبونها يجلونها يقدرونها يبنون فيها الأحلام ويتعلمون فيها كيف يسطر تاريخ الأمم وتحيا الشعوب حياة الكرام.
وأقول لأولئك الشرفاء الذين أغضبهم كلامى لنبدأ سويا وأنا معكم حملة جديدة تحت عنوان "معلمون جديرون بمعنى الكلمة" نعيد بها كرامة المعلم وقيمته وكيانه واحترامه وسيكون العبء الأكبر عليكم أنتم أصحاب الرسالة بأن تحاربوا كل متقاعس عن العمل وبأن تكشفوا حقيقة كل دخيل على المهنة ولنكمل حملتنا بإحياء المناهج التعليمية القائمة على الفهم والوعى ولتكونوا أنتم عمادها فأنتم الأقدر على وضعها والأجدر بها.
ولتكون ثورة جديدة تكمل ما بدأته 25 يناير وتكون بداية لجيل واع من الطلاب يقوده جيل أوعى من المعلمين فى زمن نحن أحوج ما نكون فيه إليهم يخرجوننا من حالة الظلام إلى هالة النور التى لاتخبو والتى تتلقى أشعتها من قلب كتاب الله ومن قول الأنبياء والمرسلين والحكماء وأصحاب الكلمة الصادقة والرسالة السامية.
وأقول أيضا لمن أغضبت من إخوانى إننى على استعداد أن أكون عونا لهم فى الوصول إلى ما يرغبون هم منا ونرغب نحن منهم حتى تصبح الصورة أجمل وأنقى نتحاكى جميعا بها ويتحاكى بها العالم أجمع ولتعد للمعلم المصرى أدواره التى علمت الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
عدد الردود 0
بواسطة:
ن ص
رساله إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة