اعتبر الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون بجامعة عين شمس أن ثورة 25 يناير لم تحقق أهدافها المرجوة منها حتى الآن، وقال إن وظيفة الثورة ليس تغيير الدستور أو إسقاط الرئيس فحسب، ولكن التغيير المجتمعى على أرض الواقع، ليكون لتغيير الدستور تأثير بعد هذا التغيير، وقال "لا أعتبر أن ما حدث فى مصر ثورة، لأنها لم تحقق تغييرا مجتمعيا قويا، وما حدث هو إزالة مبارك وأمن الدولة، ولكن كل هذا لم يغير شكل النظام الذى نعيش فيه الآن".
وأضاف عيسى فى مائدة مستديرة حول "ثورة يناير وقضية انتقال السلطة" بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس الثلاثاء، "قابلت شباباً فى ميدان التحرير لم يكن لأى أحد منهم رؤية للمستقبل، أقصى ما أرادوه هو تنحية النظام السابق دون رؤية للبناء، وكأن الديمقراطية تصنع المجتمع، ولكننا الآن نحكم بنفس عقلية مبارك، ولا توجد صورة مجتمعية واضحة، ما حدث أننا نحينا مبارك وأولاده ويحاكمون الآن، كل هذا هائل لأنه رفع حاجز الخوف، وأخشى أن يكون هذا الإصرار الأعمى على الديمقراطية غير كاف، ويجب أن نعطى الأمل للعامة فى أن يكونوا القوام الأساسى فى التغيير المجتمعى للثورة".
واتفق معه الدكتور إيمان يحيى الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، وقال إن الثوار لم يصلوا لسلطة الحكم عكس الثورات الثلاث التى شهدتها مصر من قبل، وهذا ما يجعل مستقبل مصر أقرب إلى نظام مباركى بدون مبارك.
وقال "مصر شهدت أربع ثورات فى تاريخها الحديث، وأثر الجيش فيها واضح، وفى ثورة يناير وقف فى البداية على الحياد ثم تدخل، ومازالت الثورة حتى الآن تبحث عن دستورها، ولم تفرض قوانينها، ولم يسيطر الثوار على السلطة سوى فى ثورة 52 واقتسموها فى الثورة العرابية، وثورة 19، والفريد الآن أن الثوار خارج السلطة لم يقتسموها أو يحكموها، ومازالت السلطة فى يد بقايا نظام مبارك ومعهم القوات المسلحة".
وأضاف "صنعت الثورة قوى غير تقليدية من الشباب المختفى من الحياة السياسية، ولعل المأزق الذى وقعت فيه أن معظم المطالب كانت بهدم النظام القديم وبناء المستقبل جزء يسير منها، واختفى بعد دخول تيارات عليها بعد أن بدأت الثورة، وحتى الرغبة فى دستور جديد، ضحى به الإخوان والسلفيون فى الاستفتاء الأخير.
وقال الدكتور مصطفى كامل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "الآن نواجه مرحلة جديدة من انتقال السلطة لم تمر بها مصر من قبل، وإذا تمت الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر، سيكون هناك فصيل سياسى متفوق، ولن تكون له الأغلبية المطلقة فى مجلس الشعب، ولكنه سيكون الأكثر تنظيما، وفى الغالب لن تكون حكومة مستقرة، ولن نجد هذه الأغلبية المريحة التى تتشكل عليها الحكومة، وقد تستبعد هذا الفصيل".
وإنه حتى المتقدمين لانتخابات رئيس الجمهورية أغلبهم لا يريد أى منهم أن يتنمى لأى حزب سياسى، ولو فاز واحد منهم وأتمنى أن يكون من المدنيين، سيواجه ببرلمان ليس توافقيا، فهناك فصيل سيحصل على نسبة 30% على الأقل وباقى الأحزاب لن تملك سوى عدد قليل من المقاعد.
وأبدى الدكتور عصام دسوقى تشاؤمه من التعديلات الدستورية الأخيرة، لأن من طرحها مبارك نفسه قبل تنحيه بتشكيل لجنة لمراجعة الدستور وليس رغبة للتطوير، ولكن بناء على ضغط مثلما حدث فى التعديلات الدستورية 2005.
وقال "أتحدث عن محنة 25 يناير لأنها ثورة متفردة لم تر مصر مثلها من قبل، ولأن الذين قاموا بها لم يصلوا إلى السلطة، وأصبحت الأسئلة معلقة لأن السلطة هى الأداة للتغيير، واحترم موقفهم الرافض الدخول مع طرف سقطت شرعيته، وهو ما يؤكد نقاءهم، لأنهم إن دخلوا فى حوار مع نظام رفضوه هو اعتراف بوجوده، وسيكون هناك تفكير فى تنازلات يمكن تقديمها وهذا خطأ لم تقع فيه الثورة رغم أنها لم تصل للسلطة لتحقيق مطالبها.
ثورة 25 يناير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة